ومن المتوقع على نطاق واسع ألا تحيد أوبك عن سياساتها الحالية، التي أملاها وزير البترول السعودي علي النعيمي قبل عام، والمتمثلة في الدفاع عن الحصة السوقية من خلال ضخ كميات قياسية لإخراج المنتجين المنافسين ذوي التكلفة العالية من السوق.
وفي حين يرجح أن يعلن السعوديون تحقيق نصر جزئي على طفرة النفط الصخري الأميركي، فإن إنتاج روسيا، أكبر المنافسين من خارج أوبك، مازال يحقق المفاجآت بصعوده، كما ينتظر أن يضخ العراق وإيران، عضوا المنظمة، براميل إضافية. ومخزونات النفط العالمية عند مستويات قياسية، بحسب وكالة الطاقة الدولية.
وقال الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، اليوم الأربعاء، إن بلاده، وهي من صقور أوبك التقليديين، ستدعو إلى خفض الإنتاج 5% لدعم الأسعار عندما تجتمع أوبك يوم الجمعة. وتنتج أوبك حاليا نحو 1.7 مليون برميل يوميا فوق سقف إنتاجها المقرر في اجتماعات سابقة.
وأضاف مادورو: "وزير النفط الفنزويلي، إيولوخيو ديل بينو، سيقدم مقترحا شديد الوضوح باحترام سقف الإنتاج.. دقت ساعة إعادة النظام إلى سوق النفط".
وتطالب إيران أيضا أعضاء أوبك باحترام سقف الإنتاج البالغ 30 مليون برميل يوميا. وتريد طهران أن تستعد أوبك لاستيعاب كميات جديدة فور رفع العقوبات الغربية المفروضة عليها.
وتراجعت أسعار النفط أكثر من النصف إلى 45 دولارا للبرميل على مدى الثمانية عشر شهرا الأخيرة بسبب طفرة النفط الصخري ومستويات إنتاج أوبك المرتفعة.
وكان التراجع حادا بما يكفي لتوجيه ضربة لصناعة النفط الأميركية التي تعد تكاليف الإنتاج فيها من أعلاها في العالم.
وقالت شركة الخدمات النفطية العملاقة شلومبرغر، أمس الثلاثاء، إنها ستستغني عن مزيد من الوظائف بعد أن ألغت بالفعل 20 ألفا هذا العام بسبب تراجع أسعار النفط وتنامي تخمة المعروض.
وقال باتريك شورن، مدير العمليات في شلومبرغر: "أصبح من الواضح أن أي تعاف في النشاط سيتأخر".
استشعار الألم
لكن بوادر تباطؤ المعروض خارج الولايات المتحدة هزيلة. فأحدث البيانات الصادرة اليوم تظهر أن روسيا أكبر منافسي أوبك قد أبقت إنتاجها مستقرا في نوفمبر/تشرين الثاني عند أعلى مستوياته لما بعد الحقبة السوفييتية.
وفاجأ ارتفاع الإنتاج الروسي أوبك مرارا على مدى العام المنصرم. وقبل عام، قال النعيمي إن إنتاج الحقول السيبيرية المتقادمة سيتراجع، وإن "الآخرين سيتضررون بشدة قبل أن نستشعر نحن أي ألم".
وسمحت موسكو لعملتها بالتراجع على مدى العام الأخير للتأقلم مع تراجع الأسعار، وزادت شركات النفط معدلات الحفر.
وفي الأسبوع الماضي، قال بنك ميريل لينش الأميركي إن السعودية قد تضطر إلى خفض قيمة عملتها المربوطة بالدولار أو خفض الإنتاج في نهاية المطاف لحماية إيراداتها.
وعبر عدة مندوبين غير سعوديين في أوبك عن أملهم في أن يستمع النعيمي إلى الأعضاء الآخرين الذين تعد مواردهم المالية أقل كثيرا من الموارد السعودية، وهم بحاجة إلى دعم عاجل من ارتفاع أسعار النفط.
وقال أحد المندوبين "آمل هذه المرة أن يكون الوضع مختلفا، لكن أشك في هذا"، بينما أكد مندوب آخر أنه لا يرى حتى الآن أي دلائل على إمكانية الاتفاق على تخفيضات يوم الجمعة.
اقرأ أيضا: الجزائر المأزومة.. حكومة ثرية وشعب فقير