ترفض الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية الإفصاح عن أي تفاصيل تتعلق بعملية تحرير المختطفين الأميركيين الثلاثة في بغداد في وقت سابق من الشهر الحالي، والجهة التي تقف خلف عملية الخطف التي استمرت نحو شهر كامل. كما تلتزم الولايات المتحدة الصمت حيال القضية، على غير عادتها، في الكشف عن تفاصيل تتعلق بمواطنين أميركيين تعرّضوا لمواقف مشابهة، علماً بأن مصادر حكومية وأمنية تُشكّك بالرواية الحكومية، وتؤكد أن إطلاق سراحهم تمّ بموجب اتفاق، ولم تحصل أي عملية عسكرية لتحريرهم، كما تم الإعلان عنها. كما جرى نقل المختطفين إلى مقرّ السفارة الأميركية ببغداد، بواسطة سيارات تابعة للحكومة العراقية في 16 من الشهر الحالي وسط تكتم واضح على العملية وتفاصيلها.
تؤكد مصادر عراقية أمنية لـ"العربي الجديد"، أن "بغداد لم تشهد في 16 من هذا الشهر، ولا اليوم الذي سبقه، أي عملية دهم أو اقتحام، وجرى الإعلان عن تحرير الرهائن من قبل جهاز الاستخبارات العراقي، ووحدة خاصة تابعة لوزارة الداخلية من خلال عملية خاصة في بغداد، وفقاً للإعلان العراقي". كما لم توضح المصادر تفاصيل تلك العملية والجهة التي تقف وراء الخطف، وما إذا تمّ اعتقال الخاطفين أو قتلهم.
اقرأ أيضاً: رهن اقتصاد العراق للشركات الأجنبية
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت في 18 يناير/كانون الثاني الماضي اختطاف ثلاثة من مواطنيها، يعملون ضمن شركة خاصة في بغداد، على يد مجموعة مسلحة، وكشفت في حينه أنها "تتعاون مع بغداد لتحديد موقعهم"، بينما نقلت وسائل إعلام عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "المختطفين بقبضة إحدى ثلاث مليشيات مقرّبة من إيران".
بعدها أُعلن في 16 من الشهر الجاري عن إطلاق سراح المختطفين، وفقاً لبيان عراقي، شدّد على أن جهاز الاستخبارات وقوة خاصة، تمكنت من تحريرهم وتسليمهم للسفارة الأميركية، وامتنعت السفارة الأميركية في بغداد، عن الإدلاء بأي معلومات عن المواطنين الثلاثة، وجميعهم من أصول عربية، كما اعتذرت عن استقبال الصحافيين بعد وصول المختطفين للمبنى.
وكان المواطنون الأميركيون يعملون في شركة صغيرة، تعمل لحساب شركة "جنرال دايناميكس" بناءً على عقد كبير مع الجيش الأميركي، وفقاً لما قاله مصدر مطلع على القضية، ونقلت صحيفة "واشنطن بوست"، في عدد سابق لها عن مصادر أميركية أن مليشيات برئاسة مقتدى الصدر، ساعدت على إطلاق سراحهم وأنه تم تسليمهم للاستخبارات العراقية.
من جانبه، يؤكد مصدر مقرب من مليشيا "الحشد" أن "الجهة التي تقف وراء اختطاف الأميركيين، هي جماعة منشقة عن تيار الصدر وانضمت أخيراً لمليشيا العصائب، بزعامة قيس الخزعلي. يضيف المصدر لـ"العربي الجديد"، أن "الايرانيين تدخلوا في إطلاق سراحهم، وهذا مؤكد كما أنه لم تكن هناك أي عملية عسكرية لتحريرهم وإنما مجرد تسليم وتسلّم"، وفقاً لقوله، لافتاً إلى أن "غرض الاختطاف لم يكن مادّياً بل سياسياً، هدفه تهديد أو مضايقة التواجد الأميركي بالعراق".