كشف مسؤول سياسي عراقي، عن سعي الحكومة العراقية لتحقيق مكاسب من حكومة كردستان بشأن عدد من الملفات العالقة بينهما، بصفقة إطلاق سراح محافظ كركوك السابق نجم الدين كريم، الذي احتجزه الإنتربول الدولي في بيروت الأسبوع الفائت.
ويسعى الحزب الديموقراطي الكردستاني لتسوية ملف كريم مع بغداد، بعدما كانت السلطات اللبنانية قد اعتقلته في مطار رفيق الحريري، الثلاثاء السابق، بناءً على إشارة الإنتربول الدولي لوجود مذكرات من القضاء العراقي ضدّه، بينما أطلق سراحه في اليوم التالي، إلّا أنّه بقي رهن التحقيق بانتظار موقف رسمي من الحكومة العراقية.
وبحسب المسؤول، فإنّ "رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، تدخّل بشكل مباشر بشأن كريم وقت القبض عليه"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أنّ "البارزاني وقيادات كردية رفيعة المستوى ضغطوا على رئيس الحكومة عادل عبد المهدي وعلى قيادات رفيعة في بغداد، لتسوية ملف كريم، المطلوب للقضاء العراقي".
وأكد المصدر ذاته أنّ "الجانب الكردي بذل وعودا بشأن عدد من الملفات العالقة بين بغداد وأربيل، وأنّه سيخطو خطوات فاعلة لتسويتها"، مبينا أنّ "تلك الملفات تخص موضوع إعادة قوات البشمركة إلى بعض المناطق المتنازع عليها، والذي ما زال خاضعا للنقاش بين الطرفين، وموضوع الحوار بشأن كركوك".
وأوضح أنّ "الكرد وعدوا بالتقدم الإيجابي نحو الحوار، بشأن تلك الملفات في حال أسهمت بغداد في إطلاق سراح كريم"، مبينا أنّ "الحكومة العراقية تدخّلت لدى الإنتربول والسلطات اللبنانية ودفعت باتجاه إطلاق سراح كريم، على أن يبقى رهن التحقيق بانتظار موقف رسمي من بغداد".
وأشار إلى أنّ "الملفات القضائية المثارة ضدّ كريم لم يتم حسمها، بل إنّ بغداد اتفقت مع الجانب الكردي على أنّ أي تسوية بشأن الملفات القضائية لن تتم إلّا بعد الحوار بين الطرفين بشأن الملفات العالقة والتوصل لتفاهمات بنى عليها التحركات الأخرى، بما فيها تسوية الملفات القضائية".
وكان الكرد قد اشترطوا في وقت سابق عدم الدخول في أي حوار بشأن كركوك، إلّا بعد أن تخرج القوات العراقية و"الحشد الشعبي" من المحافظة.
انتقاد لزجّ السياسة بالقضاء
وينتقد برلمانيون زجّ السياسة بالملفات القضائية، داعين إلى منع الحكومة من التدخل مع الإنتربول الدولي.
وقالت عضو لجنة النزاهة البرلمانية، عالية نصيّف، إنّ "إطلاق سراح كريم أفقد ثقة عملنا لعشر سنوات مع الإنتربول"، مبينة أنّ "جهودا كبيرة بذلت لوضع ثقة الإنتربول بقرارات القضاء العراقي، وقد أثمرت تلك الجهود بتسليمنا عددا من المطلوبين، من بينهم وزير التجارة الأسبق عبد الفلاح السوداني، وزياد القطان الذي كان يعمل في وزارة الدفاع".
وأكدت نصيّف أنّ "التدخل بهذه القضية نسف كل الجهود التي بذلت سابقا، وأعادنا إلى المربع الأول، وجعل كل جهود مكافحة الفساد ومتابعته تتلاشى"، داعية مجلس مكافحة الفساد إلى "التصدي لهذه الملفات، ومنع أي تدخلات حكومية مع الإنتربول".
وكريم، محافظ كركوك لأكثر من عشر سنوات، هو قيادي سابق في "الاتحاد الوطني الكردستاني"، قبل أن يستقيل منه قبل عدّة أشهر وينتمي لـ"الحزب الديموقراطي الكردستاني". وصدرت بحقه عدة مذكرات اعتقال من القضاء العراقي، على أثر دخول القوات العراقية لمدينة كركوك واستعادتها من البشمركة عقب تنظيم أربيل استفتاء شعبيا للانفصال عن العراق في سبتمبر/ أيلول 2017.
وتشوب العلاقات بين بغداد وأربيل أزمات كثيرة بشأن أغلب الملفات العالقة بين الطرفين، بينما لم تستطع الحكومات المتعاقبة تسويتها، وأنّ الخلاف يتجدّد بشكل مستمر.