صفعة أميركيّة لياعلون بسبب هجومه على كيري

26 أكتوبر 2014
هاغل مستقبلاً يعالون في مقر البنتاغون (Getty)
+ الخط -

أبرزت الصحف الإسرائيليّة، صباح اليوم الأحد، نبأ منع الإدارة الأميركيّة، لوزير الأمن الإسرائيلي، موشيه ياعلون، من لقاء المسؤولين الأميركيين، وعلى رأسهم نائب الرئيس جون بايدن ووزير الخارجية جون كيري، لتقتصر زيارته على لقاء نظيره تشاك هاغل. واعتبرت أن ذلك بمثابة "تصفية حسابات" أميركية مع ياعلون، على خلفيّة تصريحاته المسيئة في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، واتهامه بأنه يعاني من "هوس تحقيق تسوية دائمة مع الفلسطينيين"، وما تبع ذلك من تصريحات اتهمت الإدارة الأميركيّة، بالتراجع عن دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وخذل لـ"حلفائها" في المنطقة.

واعتبرت الصحافة الإسرائيليّة أنّ القرار يشكّل في واقع الحال صفعة وتصفية حسابات، ليس فقط مع ياعلون وإنما أيضا مع نتنياهو الذي أرسله إلى واشنطن، ولم يتوقف بدوره عن توجيه النقد الدائم لأوباما ومحاولة الاستخفاف بإدارته ودرايته بطبيعة الأوضاع في الشرق الأوسط، عدا عن التدخّل الدائم في الشؤون الأميركيّة الداخليّة، وعلى رأسها دعمه المعلن في الانتخابات الأخيرة لمرشح الجمهوريين ميت رومني.

وفي هذا السياق، أشار الصحافي شيمعون شيفر، في "يديعوت أحرونوت"، إلى أنّ كل دبلوماسي مبتدئ يعلم أنّه لا توجد "وجبات مجانيّة في واشنطن"، وأنّ الولايات المتحدة لا تتوانى عن معاقبة كل من يحاول المسّ بمصالحها الأمنيّة، وهو ما جرّبه على جلده الأسبوع الماضي ياعلون، عندما رفضت الإدارة الأميركيّة طلبه بترتيب لقاء مع بايدن وكيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، فيما احتفت واشنطن قبل أشهر عدّة، بزيارة تسيبي ليفني ونظمت لها سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين. وهو ما حدث أيضاً حتى مع إيهود براك، الذي لا يتولى أيّ منصب رسمي، لكنه قوبل بحفاوة في واشنطن، وفق ما نشره مراسل موقع "واي نيت" في واشنطن يتسحاق بن حورين.

وأوضح شيفر أنّ الأزمة ليست بين إسرائيل كدولة، وبين الولايات المتحدة، وإنمّا بين إدارة أوباما وبين نتنياهو وحكومته، من دون أن تؤثّر هذه الأزمة في طبيعة التعاون الأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة. ورأى شيفر أنّ الأزمة بلغت حداً بات سفير تل أبيب في واشنطن، رون درامر، المقرّب جداً من نتنياهو، بمثابة شخصيّة غير مرغوب فيها في أروقّة الإدارة الأميركيّة، وأن أحداً في واشنطن لا يردّ على مكالماته.

وبحسب شيفر، فإنّه لم يسبق في تاريخ العلاقات الأميركيّة ــ الإسرائيليّة، أن كان هناك رئيس حكومة ووزير دفاع في إسرائيل يتنكرون للدور والمساعدات الأميركية فحسب، بل يواصلون التعامل معها بوقاحة واستفزازها عمداً.
وقال شيفر إنّ كثيرين في إسرائيل، كانوا يعتقدون أنّ إدارة أوباما ستنتظر إلى ما بعد انتخابات الكونغرس لتصفية حساباتها مع حكومة نتنياهو، إلا أنهم مخطئون فقد بدأت إدارة أوباما بتصفية الحساب ومن "المحتمل أن ندفع نحن ثمن ذلك".

وبطبيعة الحال، شكّلت الإهانة العلنيّة التي وجهتها واشنطن لياعلون، وعبره لنتنياهو، فرصة لأحزاب المعارضة في إسرائيل، بل وحتى شركائه في الائتلاف، لمحاولة تحقيق مكاسب سياسيّة، وتضخيم حال الأزمة "الشخصيّة"، لناحية تأثيرها على طبيعة العلاقات والتعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.

واعتبر وزير المالية يئير لبيد، في تصريح له أمس السبت، أنّ هناك أزمة عميقة في العلاقات مع الولايات المتحدة ويجب حلّ هذه الأزمة، فيما اعتبر عضو الكنيست عن حزب العمل نحمان شاي أنّ الإدارة الأميركيّة تصفع ياعلون وتدير له ظهرها وأن الإدارة الأميركيّة تتنصّل من إسرائيل وقادتها تدريجياً.

المساهمون