يعيش آلاف الطلاب المغاربة، ممن يتابعون دراساتهم الجامعية في عدد من بلدان أوروبا وأفريقيا وآسيا، تحديات وصعوبات في مساراتهم التعليمية قبل الاندماج في المجتمعات الأجنبية.
في الفترة الأخيرة، برزت عدة عراقيل في بعض الجامعات، ومنها الجامعات الفرنسية والليبية بسبب فرض رسوم باهظة على الطلاب الأجانب، ومن بينهم المغاربة، فضلاً عن مواجهتهم أجواء الغربة وتغير العادات الاجتماعية.
فرنسا أعلنت أخيراً عن زيادة رسوم التسجيل في جامعاتها، من أجل ما سمته "كسب معركة الاستقطاب الدولية للطلاب الأجانب"، إذ ارتفع رسم التسجيل في مرحلة الإجازة من مبلغ 170 يورو سنوياً للطالب الأجنبي إلى 2770 يورو، والتسجيل في الماجستير من 243 يورو إلى 3770 يورو، والتسجيل في الدكتوراه من 380 يورو إلى 3770 يورو.
اقــرأ أيضاً
في هذا الصدد، يقول عبد الله كرماني، الطالب المغربي الذي يعتزم التسجيل في مرحلة الإجازة بجامعة "تولوز" لـ"العربي الجديد" إنّ الزيادة في رسوم التسجيل أضعافاً مضاعفة تجعله يفكر في التراجع عن الاستمرار في الدراسة بفرنسا، بالرغم من أهميتها. يتابع أنّ أسرته ليست ميسورة الحال إلى الحدّ الذي يتيح لها دفع هذا المبلغ سنوياً للتسجيل في الإجازة، من دون احتساب مصاريف العيش والإقامة وغيرها. يفسر أنّ عائلته من الطبقة الوسطى لكنّها تعجز عن الوفاء بهذه المصاريف، قبل أن يضيف أنّ هذا الوضع يحبطه، ويمنعه من مواصلة نية الدراسة في فرنسا.
وصل عدد الطلاب المغاربة في فرنسا إلى 38 ألف طالب وطالبة في الموسم الدراسي 2017 - 2018، وزيادة رسوم التسجيل قد تجعل مسارهم الدراسي في خطر، وتجبرهم على العودة إلى المغرب.
في ليبيا أيضاً، يجد 300 طالب مغربي أنفسهم أمام مستقبل غامض، بعد قرار وزارة التعليم في حكومة الوفاق الوطني فرض رسوم دراسية سنوية باهظة تصل إلى 12 ألف دولار أميركي، لبعض المراحل، وهو ما بات يهدد دراسة طلاب مغاربة في جامعاتها. يقول أحمد إشراق الدين، وهو طالب مغربي يتابع دراسته في إحدى الجامعات الليبية، لـ"العربي الجديد" إنّ أكبر هاجسين حالياً لدى الطلاب المغاربة في ليبيا؛ أولاً الرسوم الجديدة للتسجيل في الجامعة، وهو ما يتعارض تماماً مع متابعة طلاب ليبيين دراساتهم في المغرب مجاناً. ثانياً المشاكل الأمنية التي تعيشها دولة ليبيا في السنوات الأخيرة، إذ لا أجواء محفزة على الدراسة والتحصيل. يتابع أنّه لولا وجود أسرته معه في ليبيا لما استمر في الدراسة فيها، بالنظر إلى المستقبل الغامض الذي ينتظر الخريجين.
في الصين عشرات الطلاب المغاربة الذين يتابعون دراستهم بجدية وتفوق، ومنهم من تخرج بأعلى الشهادات. من بين هؤلاء أمين الزعكوني، الحاصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة "هونان" الذي يشرح لـ"العربي الجديد" الصعوبات التي واجهها في بلاد التنين: "لعلّ أكبر صعوبة هي اختيار الصين كوجهة للدراسة بدلاً من أوروبا، فوالداي لم يكونا متحمسين لقراري، إذ في المغرب لا ينظر كثير من الناس إلى الصين كبلد للدراسات العليا والبحث العلمي، لأنّها بعيدة جغرافياً، وليست لدينا معرفة عميقة برصيدها العلمي". يضيف الزعكوني، وهو أستاذ باحث حالياً، أنّه "بعد الوصول إلى الصين والبدء في الدراسة فإنّ العائق الأهم هو اللغة الصينية، فهذه الأخيرة تصنَّف ضمن أكثر اللغات صعوبة. وهكذا كانت لديّ صعوبة في التواصل مع الأساتذة والطلاب الصينيين، ومع السكان والبائعين في مختلف التعاملات اليومية".
يتابع أنّ هناك صعوبة تواجه العرب عموماً في الصين، وهي العثور على الأكل الحلال، والمطاعم المناسبة، وهكذا كان يضطر للطبخ بنفسه بالرغم من عدم توافر الوقت الكافي. يختم: "بمرور الوقت، يمكن تجاوز جميع المشاكل مع التمكن من اللغة الصينية وفهم الثقافة، والاندماج مع المجتمع الصيني، وتقبل التنوع والاختلاف".
في روسيا، تتمثل المشكلة الحياتية عموماً، بحسب طلاب مغاربة هناك، في المناخ البارد، الذي لم يعتده أبناء المغرب في بلدهم، ما يؤدي إلى مشاكل صحية أحياناً. أما المشكلة الثانية فهي تواجه المسار الأكاديمي للطلاب المغاربة، وهي الشهادات الجامعية الروسية غير المقبولة في المغرب، إذ لا يسمح للطالب المتخرج في معظم الجامعات الروسية بالحصول على شهادة المعادلة عند العودة إلى بلده، بالنظر إلى كونها جامعات غير معترف بها، خصوصاً في مجالي الطب والصيدلة. وهو ما دفع روسيا إلى تحديد 51 جامعة يمكن للطلاب الأجانب، ومن بينهم المغاربة، الدراسة فيها.
في الفترة الأخيرة، برزت عدة عراقيل في بعض الجامعات، ومنها الجامعات الفرنسية والليبية بسبب فرض رسوم باهظة على الطلاب الأجانب، ومن بينهم المغاربة، فضلاً عن مواجهتهم أجواء الغربة وتغير العادات الاجتماعية.
فرنسا أعلنت أخيراً عن زيادة رسوم التسجيل في جامعاتها، من أجل ما سمته "كسب معركة الاستقطاب الدولية للطلاب الأجانب"، إذ ارتفع رسم التسجيل في مرحلة الإجازة من مبلغ 170 يورو سنوياً للطالب الأجنبي إلى 2770 يورو، والتسجيل في الماجستير من 243 يورو إلى 3770 يورو، والتسجيل في الدكتوراه من 380 يورو إلى 3770 يورو.
في هذا الصدد، يقول عبد الله كرماني، الطالب المغربي الذي يعتزم التسجيل في مرحلة الإجازة بجامعة "تولوز" لـ"العربي الجديد" إنّ الزيادة في رسوم التسجيل أضعافاً مضاعفة تجعله يفكر في التراجع عن الاستمرار في الدراسة بفرنسا، بالرغم من أهميتها. يتابع أنّ أسرته ليست ميسورة الحال إلى الحدّ الذي يتيح لها دفع هذا المبلغ سنوياً للتسجيل في الإجازة، من دون احتساب مصاريف العيش والإقامة وغيرها. يفسر أنّ عائلته من الطبقة الوسطى لكنّها تعجز عن الوفاء بهذه المصاريف، قبل أن يضيف أنّ هذا الوضع يحبطه، ويمنعه من مواصلة نية الدراسة في فرنسا.
وصل عدد الطلاب المغاربة في فرنسا إلى 38 ألف طالب وطالبة في الموسم الدراسي 2017 - 2018، وزيادة رسوم التسجيل قد تجعل مسارهم الدراسي في خطر، وتجبرهم على العودة إلى المغرب.
في ليبيا أيضاً، يجد 300 طالب مغربي أنفسهم أمام مستقبل غامض، بعد قرار وزارة التعليم في حكومة الوفاق الوطني فرض رسوم دراسية سنوية باهظة تصل إلى 12 ألف دولار أميركي، لبعض المراحل، وهو ما بات يهدد دراسة طلاب مغاربة في جامعاتها. يقول أحمد إشراق الدين، وهو طالب مغربي يتابع دراسته في إحدى الجامعات الليبية، لـ"العربي الجديد" إنّ أكبر هاجسين حالياً لدى الطلاب المغاربة في ليبيا؛ أولاً الرسوم الجديدة للتسجيل في الجامعة، وهو ما يتعارض تماماً مع متابعة طلاب ليبيين دراساتهم في المغرب مجاناً. ثانياً المشاكل الأمنية التي تعيشها دولة ليبيا في السنوات الأخيرة، إذ لا أجواء محفزة على الدراسة والتحصيل. يتابع أنّه لولا وجود أسرته معه في ليبيا لما استمر في الدراسة فيها، بالنظر إلى المستقبل الغامض الذي ينتظر الخريجين.
في الصين عشرات الطلاب المغاربة الذين يتابعون دراستهم بجدية وتفوق، ومنهم من تخرج بأعلى الشهادات. من بين هؤلاء أمين الزعكوني، الحاصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة "هونان" الذي يشرح لـ"العربي الجديد" الصعوبات التي واجهها في بلاد التنين: "لعلّ أكبر صعوبة هي اختيار الصين كوجهة للدراسة بدلاً من أوروبا، فوالداي لم يكونا متحمسين لقراري، إذ في المغرب لا ينظر كثير من الناس إلى الصين كبلد للدراسات العليا والبحث العلمي، لأنّها بعيدة جغرافياً، وليست لدينا معرفة عميقة برصيدها العلمي". يضيف الزعكوني، وهو أستاذ باحث حالياً، أنّه "بعد الوصول إلى الصين والبدء في الدراسة فإنّ العائق الأهم هو اللغة الصينية، فهذه الأخيرة تصنَّف ضمن أكثر اللغات صعوبة. وهكذا كانت لديّ صعوبة في التواصل مع الأساتذة والطلاب الصينيين، ومع السكان والبائعين في مختلف التعاملات اليومية".
يتابع أنّ هناك صعوبة تواجه العرب عموماً في الصين، وهي العثور على الأكل الحلال، والمطاعم المناسبة، وهكذا كان يضطر للطبخ بنفسه بالرغم من عدم توافر الوقت الكافي. يختم: "بمرور الوقت، يمكن تجاوز جميع المشاكل مع التمكن من اللغة الصينية وفهم الثقافة، والاندماج مع المجتمع الصيني، وتقبل التنوع والاختلاف".
في روسيا، تتمثل المشكلة الحياتية عموماً، بحسب طلاب مغاربة هناك، في المناخ البارد، الذي لم يعتده أبناء المغرب في بلدهم، ما يؤدي إلى مشاكل صحية أحياناً. أما المشكلة الثانية فهي تواجه المسار الأكاديمي للطلاب المغاربة، وهي الشهادات الجامعية الروسية غير المقبولة في المغرب، إذ لا يسمح للطالب المتخرج في معظم الجامعات الروسية بالحصول على شهادة المعادلة عند العودة إلى بلده، بالنظر إلى كونها جامعات غير معترف بها، خصوصاً في مجالي الطب والصيدلة. وهو ما دفع روسيا إلى تحديد 51 جامعة يمكن للطلاب الأجانب، ومن بينهم المغاربة، الدراسة فيها.