صرخة طفل أميركي أسود تتحوّل إلى نشيد: أريد أن أحيا وحسب

10 يونيو 2020
النسخة الأكثر انتشاراً هي نسخة المنتج ديم جوينتز (Getty)
+ الخط -
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي أخيرا بفيديو غنائي قصير لطفل أميركي من العرق الأسود يدعى كيدرون براينت (12 عاما)، كان قد نشره في حسابه على إنستغرام إثر حادثة مقتل جورج فلويد في ولاية مينيسوتا الأميركية على يد عنصر من شرطة مينيابوليس، التي تفجّرت بسببها ثورة للمطالبة بحقوق المواطنين السود في الولايات المتحدة الأميركية.
في فيديو منزليّ مصوّر بكاميرا الهاتف، يظهر الشاب الصغير بقميص أسود تتوسّطه عبارة Black Intelligence (ذكاء العرق الأسود)، في عمل فني للمصممة ساندرا هاميلتون. يحدّق الفتى لهنيهات في الكاميرا، قبل أن يطلق العنان لصوته من دون مرافقة موسيقية، فيقول: "أنا شاب أسود/ أفعل كل ما بوسعي لأبقى صامدا/ ولكن عندما أنظر من حولي أرى ما يحدث لبني جنسي/ في كل يوم أنا أطارَد كفريسة/ بني قومي لا يريدون المشاكل، لقد خضنا ما يكفي من النضالات/ أريد أن أحيا وحسب، فليحمني الربّ، أريد أن أحيا!".


سرعان ما انتشر الفيديو عبر إنستغرام ومواقع التواصل الاجتماعي حاصلًا على إقبال غير مسبوق، إذ حظي باهتمام عدد كبير من المشاهير أيضاً، أمثال الإعلامية أوبرا وينفري، ومصممة الأزياء تينا نولز (والدة المغنية بيونسيه)، والمغنية كاتي بيري، والممثلة والإعلامية إيلين ديجينيرس، والمغنّي الإنجيلي كيرك فرانكلين، والمغنية جانيت جاكسون والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، الذي وصف أداء براينت بالقويّ، ليتخطى الفيديو حتى ساعة كتابة هذه السطور ثلاثة ملايين مشاهدة، وذلك فقط بالنسخة المنشورة على حساب المغنّي الشاب، حيث نشر للمرة الأولى.
اللافت أن الفيديو لم ينل اهتماماً فقط من حيث عدد المشاهدات والمشاركات عبر الشبكة، فالأداء المؤثر لبراينت دفع عدداً من الموسيقيين السود الأميركيين لإضافة لمساتهم الخاصة للفيديو لتتولّد عنه نسخ برؤى متنوّعة، ما بين المرافقة عزفا أو بأداء غنائي جديد. ولعلّ النسخة الأكثر انتشارا هي نسخة المنتج الموسيقي ديم جوينتز Dem Jointz الذي قام بمرافقة صوت براينت بآلات وإيقاعات إلكترونية فضلا عن إضافة غنائية بسيطة منه بعبارة تقول "يكفي أن تكونوا إلى جانبي". ساهم انتشار الأغنية في تحويلها لتصبح بمثابة نشيد يبث في التظاهرات الحالية في الولايات المتحدة الأميركية. وأمام ازدياد شعبية المغني الصغير، قامت وكالة سباق السيارات الوطنية الأميركية NASCAR، باستضافة براينت في أداء منفرد للنشيد الوطني للولايات المتحدة الأميركية، وذلك قبيل انطلاق دورة السباق الجديدة في أتلانتا في السابع من الشهر الجاري.

يذكر أن لكيدرون براينت تجربة في الغناء رغم صغر سنّه، فحيث أن والديه قسيسان، حظي الشاب بتدريب في الغناء ضمن كورس الكنيسة في مدينة جاكسونفيل في ولاية فلوريدا.
في الواقع هي ليست المرة الأولى التي يحصل فيها غناؤه على اهتمام شعبي كبير بعد أن كان قد انتشر له، في يوليو/ تموز 2019، فيديو يؤدّي فيه مقطعا إنشاديا إنجيليا حاز على ما يقارب المليون مشاهدة. وإلى جانب ذلك، كانت لبراينت أخيراً مشاركة في برنامج المواهب Little Big Shots الخاص بقناة أن بي سي حيث تقدّم للمشاركة كمغنّ.
خلال الأسبوعين الماضيين تهافتت المنصات الإعلامية التلفزيونية والإلكترونية لاستضافة الفتى براينت في أداءات حيّة أو في مقابلات صحافية برفقة والدته القسيسة جونيتا براينت، كاتبة كلمات الأغنية الأصلية. قالت الأم الشابة في مقابلة لقناة "إن بي سي"، إن سماعها لجورج فلويد ينادي أمه هو الذي دفعها لكتابة الأغنية؛ إذ شعرت كأم بقلق عارم حول مستقبل أولادها.
وفي مقابلة لبرنامج Access Hollywood، أضافت والدة براينت أنه من غير العادل أن يكون لون بشراتهم الداكنة سبباً في أن يتنقّلوا بحذر طوال الوقت، وألا يتمكّنوا من الوجود خارج منازلهم بحريّة، متسائلة: "كيف يعقل ألا أشعر بأنني حرّة في أميركا المعروفة بأرض الأحرار؟".
المساهمون