يواجه زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد، ونظيره في برشلونة إرنستو فالفيردي، حرب أعصاب قبل ساعات من انطلاق الموسم الجديد للدوري الإسباني، فالأول "مجبر" على تحقيق اللقب، والثاني ملزم بالحفاظ عليه مع ضرورة تقديم كرة ممتعة، أما دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو، فبدأ ثورة شاملة على أمل انتزاع اللقب من العملاقين.
لقب إجباري
يدخل زيدان الموسم في فترته الثانية مع الريال وهو مطالب باسترداد لقب الليغا الذي حققه مرة واحدة في ثلاثة مواسم بفترته الأولى وإعادة الكبرياء للنادي "الملكي" بعد الموسم الماضي الكارثي.
وعاد زيزو لقيادة ريال مدريد في أواخر الموسم الماضي بعد أشهر قليلة من ترك المنصب عقب تحقيق اللقب الثالث على التوالي في دوري أبطال أوروبا، حيثُ استدعاه الرئيس فلورنتينو بيريز فوراً لترميم الفريق الذي انهار مع لوبيتيغي وسولاري.
وبالتأكيد وضع المدرب زيدان شروطاً للعودة لتحقيق الألقاب، وتحقق منها حتى الآن التعاقد مع إيدن هازارد نجم تشيلسي، لكن لم تتحقق رغبته الأخرى بالتعاقد مع مواطنه بول بوغبا نجم مانشستر يونايتد، كما يستمر الويلزي غاريث بيل وخاميس رودريغيز في صفوف الفريق حتى الآن على عكس رغبة المدرب.
ولم تحمل صفقة هازارد تفاؤلاً كبيراً لدى الجماهير بعد فترة إعداد لم تكن مبشرة بسبب تواضع النتائج والأداء، وربما يرفع المعنويات قليلاً انضمام البرازيلي نيمار في صفقة مدوية منتظرة رغم رفض الكثير من الجماهير ضم اللاعب المزاجي المثير للجدل ومنعدم الولاء.
وبعد التشبع من ألقاب دوري الأبطال، يعطي ريال مدريد وجمهوره الأولوية للقب الليغا هذا الموسم وإنهاء احتكار البرسا الذي يقلص الفجوة سريعا في عدد الألقاب التاريخية (33 للريال مقابل 26 للبرسا)، ولن يكون الضغط على زيدان بمفرده بل على هازارد أيضا لاسترداد الدور القيادي في الملعب واللمسة الحاسمة المفقودة منذ رحيل كريستيانو رونالدو.
وجرب زيدان خطة (3-5-2) في فترة الإعداد وقد يعتمد عليها في الموسم الجديد من أجل تحرر أكبر لهازارد ومارسيلو وخط الوسط، لكنه قد يواجه مشاكل بسبب الثغرات الدفاعية وغياب الجناحين.
ثقة مفقودة
وفي المقابل، جددت إدارة برشلونة الثقة في المدرب فالفيردي لكنه لا يحظى بثقة الجماهير، خاصة بعد الخروج من دوري الأبطال بفضيحتين متتاليتين أمام روما وليفربول. وربما استفاد فالفيردي من انتكاسة النادي "الملكي" في الموسم الماضي ليحقق لقب "الليغا"، لكن أسلوبه لا يعجب أنصار "البلاوغرانا" العاشقين للأداء الجمالي الممتع والكثافة الهجومية، واختتم الموسم بأسوأ شكل ممكن بعد رباعية ليفربول وخسارة نهائي كأس الملك أمام فالنسيا.
وسيحصل إرنستو فالفيردي على فرصة أخيرة هذا الموسم، وهو مطالب بالألقاب مع تقديم كرة جميلة وغير متحفظة، خاصة بعدما دعم البطل الكتالوني صفوفه بصفقات مميزة، أبرزها دي يونغ نجم أياكس الواعد، وأنطوان غريزمان هداف أتلتيكو السابق، بل وينتظر عودة مُحتملة لنيمار أيضاً.
وحقق برشلونة لقب الليغا 7 مرات في آخر 10 سنوات، ولن يسمح كبرياء برشلونة بالتنازل عن اللقب المحلي في سبيل تحقيق حلمه الأكبر بالتتويج بلقب دوري الأبطال، خاصة أنه اعتاد على الثلاثية الكبرى مع غوارديولا وإنريكي، لذا لن يضمن فالفيردي منصبه في الموسم المقبل إذا اكتفى بلقب منها فقط.
ثورة شاملة
وسيبدأ المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني محاولة جديدة لإنهاء هيمنة الثنائي الكبير بعدما نجح مرة واحدة في انتزاع اللقب منذ تولى المهمة في 2011، ولكن هذه المرة يدخل الموسم بثوب جديد بعد إجراء ثورة شاملة في فلسفته وتشكيلته.
وكان المدرب الأرجنتيني مُجبراً على تجديد الدماء بعد رحيل أعمدة رئيسية بمشروعه، مثل القائد غودين، بجانب المخضرمين خوانفران وفيليبي لويس والمدافع بطل العالم لوكاس هرنانديز والهداف أنطوان غريزمان ولاعب الوسط المميز رودري.
وحصل سيميوني على ميزانية للصفقات بقيمة 250 مليون يورو، ما سمح له بالتعاقد مع أبرز موهبة شابة في أوروبا وهو البرتغالي جواو فيلكس من بنفيكا، والذي أبهر الجميع بمستواه في وديات فترة الإعداد ليقود المشروع الجديد.
ولم يكتفِ سيميوني بتجديد التشكيلة مع ضم يورينتي من فريق ريال مدريد وتريبيه لاعب إنكلترا، بل جدد أفكاره أيضاً وتخلى عن مبدأ الأولوية للدفاع ليحرر فريقه هجومياً كما ظهر في فترة الإعداد، ويملك ترسانة هجومية قوية في وجود دييغو كوستا وموراتا، وسينضم إليهما رودريغو مورينو نجم فالنسيا.
وبعيداً عن الثلاثي الكبير، تشهد "الليغا" استقراراً كبيراً بين المدربين الصامدين منذ الموسم الماضي، حيث حدثت 4 تغييرات فنية فقط بتعيين لوبيتيغي مدرب الريال السابق في قيادة اشبيلية، بجانب روبي في ريال بيتيس، وديفيد غاييغو في إسبانيول، وأسيير غاريتانو في ألافيس.