قالت صحيفة "حرييت" التركية، اليوم الأربعاء، إن قائد الجيش الثاني، إسماعيل متين تمل، سيقود العمليات العسكرية التي تبدأ قريباً في جبال قنديل شمال العراق، بعد أن كان قد قاد عمليات ناجحة في عمليتي "غصن الزيتون" و"درع الفرات" بسورية ضد المقاتلين الأكراد.
ومن المعلوم أن هذا القيادي العسكري شكّل ساحة للسجال بين الحكومة التركية والمعارضة، على اعتبار أن مرشح "حزب الشعب الجمهوري" للانتخابات الرئاسية المقبلة، محرم إنجه، توعّد بنزع رتبه لأنه شارك في إفطار حضره الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قبل أيام، وصفّق لكلامه الذي انتقد فيه المعارضة.
وقالت الصحيفة على لسان كاتبها عبد القادر سيلفي، المعروف باطلاعه الواسع، إن "الرسائل اللاسلكية التي يجري الاستماع إليها لحزب العمال الكردستاني تظهر رسالتين؛ الأولى طلب القيادي جميل بايك من حزب الشعوب الديمقراطي مواصلة العمل لتجاوز العتبة البرلمانية، أما الثانية فيوجّه فيها مراد قره يلان (قيادي في حزب العمال الكردستاني) حول عملية الجيش التركي في قنديل، باتخاذ التدابير الدفاعية بإحكام الدفاعات وزيادة الألغام في أي عملية برية يتم فيها استخدام المدرعات، ويصدر تعليمات ضمن هذا الإطار".
وأضافت الصحيفة أن ترتيبات عملية قنديل "تعود إلى 7 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في زيارة رئيس الوزراء بن علي يلدريم إلى بغداد، وجرى الحديث عن العلمية مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ولكن قرار العملية اتخذ في اجتماع مجلس الأمن القومي التركي في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي".
وأضافت أنه أعقبت ذلك "زيارات لرئيس هيئة الأركان خلوصي آكار، ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان إلى بغداد، لتعطي الدبلوماسية نتيجة، وتشعل بغداد الضوء الأخضر للعملية، كما أن مرحلة التحضير نفسها اتبعت مع إيران، فالتفاهم مع إيران مهم، إذ إن (بايك وقره يلان) يختبئان في معاقل الحزب من الطرف الإيراني، ورغم أن إيران بدأت بإخلاء مواقع الحزب من جهتها، ولكن حتى الآن المشاورات التركية مع طهران جارية".
ومضت الصحيفة مبيّنة أنه "خلال هذه المدة تركيا عملت على تنفيذ عمليات مؤثرة على جبل قنديل، ولم يسمح لحزب العمال الكردستاني بعملياته الشتوية، إذ إن لهم تقويماً في مارس/ آذار من كل عام، تبدأ خلاله عملية تسلل المقاتلين إلى تركيا، مع المتفجرات يدوية الصنع التي ينقلونها معهم، وبسبب العمليات المؤثرة، لم يستطع الحزب الزجّ بهذه المتفجرات إلى تركيا هذا العام، وكان وزير الداخلية قد أكد أن المنطقة الحدودية تخضع لرقابة مستمرة من الطائرات المسيرة، وبالفعل تم تنفيذ ذلك".
ونسبت الصحيفة إلى الدوائر الأمنية قولها إن "عملية قنديل بدأت، ومنذ مارس/ آذار تم الدخول إلى عمق 25 - 30 كيلومتراً، وتم بناء 11 قاعدة عسكرية، وتم تدمير 16 مخيماً ومركز دعم للعمال الكردستاني، فيما تستمر عملية حصار منطقة التواصل بين قنديل وسورية لعزل الجبال، ولهدف قطع التواصل بين قنديل ووحدات حماية الشعب الكردية".
كذلك أوضحت "حرييت" أن "إخراج العمال الكردستاني من سنجار يكتسب أهمية كبرى، وتم تحقيق ذلك جزئياً، ويتم الحديث عن إنشاء أميركا قاعدة مؤقتة في سنجار".
وأردفت أن "التواصل التركي مع العراق وإيران وأميركا مستمر من أجل عملية عسكرية كبرى، إذ إن جزءاً من قنديل في إيران، وفي هذا الجزء توجد نحو 10 قواعد للعمال الكردستاني، وأهمية السيطرة على قنديل تماثل أهمية السيطرة على تلك المخيمات في إيران".
وختمت بأن "الخطة التركية تشمل عمليات قصف تستمر أياما تستهدف المخيمات في قنديل، ومستودعات الأسلحة والقضاء عليها، وبعد أن يتم تحقيق ذلك، ستنفذ عملية برية بدعم جوي، والجيش التركي يستعد للعملية وفق قاعدة صفر أخطاء، وستسفر العملية عن توجيه ضربة عسكرية ونفسية كبيرة للحزب الكردي الانفصالي".