صحيفة: الإمارات والسعودية تريان فرصةً متاحةً في أحداث السودان لتقوية مصالحهما

28 ابريل 2019
يرفض السودانيون أي تدخل خارجي في شؤونهم(Getty)
+ الخط -
في المعركة لرسم مستقبل السودان بعد خلع عمر البشير، تلعب دولتان إقليميتان متحالفتان مع الولايات المتحدة دوراً بارزاً، هما السعودية والإمارات.

ويرفض الحراك الشعبي، الذي أمضى أشهراً يتظاهر ضد حكم البشير الذي استمر ثلاثة عقود، الموافقة على حكم مجلس عسكري انتقالي خلع الرئيس السوداني. لكن، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن الرياض وأبوظبي تريان فرصة في أحداث السودان لتقوية مصالحهما الاستراتيجية في القرن الأفريقي، والمتمثلة في إبقاء إيران بعيدة عن البحر الأحمر، وتقليص الطموحات التركية والقطرية بالمنطقة، والإبقاء على وجود عسكري سوداني إلى جانبهما في الحرب على اليمن، بحسب ما يرى دبلوماسيون غربيون ومسؤولون خليجيون.

وبحسب الصحيفة، فإن قنوات الحوار الخلفية بين جنرالات الخرطوم والمملكة السعودية والإمارات، قد تكون هي ما سيحدد المرحلة المقبلة للسودان، وليس التظاهرات الشعبية.

وفي هذا الصدد، رأت إليزابيث ديكينسون، وهي خبيرة في شؤون المنطقة في "مجموعة الأزمات الدولية"، أن "الكثير من القضايا المهمة للخليج تجتمع في السودان: المسألة الإيرانية، الإخوان المسلمون، اليمن، ساحل البحر الأحمر، الأمن الغذائي، ولذلك فإن الجميع يشعر بأن السودان هو البلد الذي يحتاج أن يكون إلى جانبه".

وبعد أيام من خلع البشير، منحت الإمارات والسعودية ثلاثة ملايين دولار كمساعدات للسودان لتسيير مرحلته الانتقالية، ما شكل هدية غير متوقعة للمجلس العسكري، بالرغم من أن البلد يقترب من حالة الإفلاس. وتتضمن الهبة 500 مليون دولار كوديعة بالمصرف المركزي لوقف تدهور العملة السريع.

وتنبه المتظاهرون لتحركات أبوظبي والرياض، فحملوا لافتات ضد العاصمتين الخليجيتين، محذرين إياهما من أنهما "لن تتمكنا من تحديد مستقبل" السودان.

ويأتي التدخل الإماراتي والسعودي بعد سنوات كان فيها البشير حليفاً متقلباً لهذين البلدين، متقرباً منهما لتحصيل المال فقط، ومقدماً "نصف ولاء" للسياسة التي يتبعانها. وعندما لجأ إليهما عند اشتداد التظاهرات ضده، ووجه بالصد.

لكن الرياض وأبوظبي تريان "وجوهاً صديقة" في الطغمة العسكرية الموجودة الآن في الخرطوم. فرئيس المجلس الانتقالي العسكري عبد الفتاح البرهان، نسق إرسال قوة عسكرية لليمن لحماية القوات الإماراتية. أما نائبه الجنرال محمد حمدان دقلو، فهو قائد قوات الدعم السريع، وهي فرع من مليشيا الجنجويد المتهمة بارتكاب جرائم حرب في دارفور. دقلو، المعروف أكثر بـ"حميدتي"، قاد قوات لليمن، ويعتبر حليفاً للإماراتيين والسعوديين.

وتطالب الولايات المتحدة وبريطانيا بانتقال سريع في السودان للحكم المدني، لكن تأثيرهما يبدو ضعيفاً في بلد ظل طويلاً معزولاً عن الساحة الدولية.

أما اهتمام السعودية والإمارات بالسودان فليس جديداً، فهما استثمرا كثيراً في هذا البلد، وقدما له أموالاً طائلة، وصلت إلى 6.3 مليارات دولار منذ العام 2016، بحسب مصرف السودان المركزي، كعربون شكر على تخلي الخرطوم عن علاقة وثيقة طويلة كانت له مع إيران. كما تسعى أبوظبي والرياض لحماية عشرات المليارات صرفت كاستثمارات في قطاع الزراعة السوداني، الذي يعتبر مصدراً مهماً لأنواع من الغذاء تحتاجانها للاستهلاك في بلديهما.

ويعتبر السودان دولة أساسية في الصراع الأكبر للنفوذ في شمال أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي.
وفي ليبيا، وعدت السعودية بإنفاق ملايين الدولارات لدعم حملة اللواء المتقاعد خليفة حفتر العسكرية، ضد السلطة المنافسة له في الغرب. وفي إريتريا، طور البلدان قاعدة عسكرية ضخمة تدعم حربهما على اليمن، كما للإمارات قاعدة عسكرية في أرض الصومال.

وكان البشير قد نقل ولاءه في العام 2014 من إيران إلى السعودية، لكنه ظل في الوقت ذاته يقبل الأموال من قطر وتركيا. ورغم ذلك، يبقى الحراك على صوت واحد: "نريد أن ندير دفة أمورنا بأنفسنا".

 

المساهمون