على الرغم من التوقيع مساء أمس الثلاثاء على اتفاقيتي التطبيع وإعلان السلام بين كلّ من الإمارات العربية المتحدة والبحرين ودولة الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن حكومة الاحتلال لم تنشر تفاصيل الاتفاقيتين المذكورتين، فيما نشرت صحف إسرائيلية، مثل "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس" بعض التفاصيل والخطوط العريضة للاتفاقيتين.
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، تمتدّ اتفاقية التطبيع مع الإمارات على تسع صفحات، وتهدف إلى إقامة علاقات بين الجانبين، وتبادل سفراء، وترد فيها إشارة إلى التطلع لحلّ الدولتين، لكنها لا تتطرق إلى مخطط الضم.
وجاء في الاتفاقية أنّ العلاقات بين إسرائيل والإمارات "يمكن أن تساهم في سلام إقليمي". وتنصّ الاتفاقية على أن "إسرائيل والإمارات العربية المتحدة مصممتان على ضمان سلام دائم في الشرق الأوسط. تتشاطر الدولتان التزام التطبيع والأمن والازدهار. تؤمن الدولتان بأن تطور علاقات صداقة بينهما والتطبيع يوافق مصالح الدولتين وأيضاً مصلحة تحقيق سلام في الشرق الأوسط، وأنه سيكون ممكناً مواجهة التحديات على أساس التعاون، وليس من خلال المواجهة".
وبحسب الصحيفة، فقد وُضع أيضاً ملحق مبادئ أساسية في مجالات مختلفة للتعاون، على أساس التوصل إلى اتفاقيات في مجالات الاستثمارات والطيران المدني والبيئة والمياه والزراعة.
وتتحدث الاتفاقية عن "أجندة استراتيجية للشرق الأوسط"، مع التطرق إلى أهمية الأمن والتزام التعاون لتحقيق الاستقرار، فيما لا يتطرق نص الاتفاق إلى طائرات "أف-35".
في المقابل، قالت الصحيفة إنّ إعلان السلام الذي وُقِّع مع البحرين، نصّ على أنّ "جلالة الملك، الملك حمد بن عيسى سلمان آل خليفة، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، اتفقا على فتح عهد من الصداقة والتعاون للوصول إلى شرق أوسط مستقر، وآمن، ومزدهر لصالح دول وشعوب المنطقة. وبهذه الروح، فإن رئيس حكومة إسرائيل، نتنياهو ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني، التقيا اليوم في واشنطن بناءً على دعوة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب لإقرار مبادئ "اتفاق أبراهام" وبدء فصل جديد من السلام. هذا الاختراق الدبلوماسي تسنّى بفضل اتفاقيات أبراهام التي أطلقها الرئيس ترامب. وهي تعكس نجاح الجهود الدائمة للولايات المتحدة لدفع السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".
ويضيف نص الاتفاقية: "مملكة البحرين ودولة إسرائيل واثقتان من أن هذا التقدم سيقود إلى مستقبل تستطيع فيه الشعوب والديانات كافة العيش معاً بشراكة فعالة، والاستفادة من سلام وازدهار تركّز فيه الدول على المصالح المشتركة وبناء مستقبل أفضل. لقد بحث الجانبان بالتزامهما المشترك لدفع الأمن والسلام في الشرق الأوسط، وسط تأكيد أهمية تبني رؤيا اتفاقيات أبراهام: توسيع دائرة السلام، الاعتراف بحق كل دولة بالسيادة والعيش بسلام وأمن، ومواصلة الجهود للتوصل إلى حل شامل منصف ومستديم للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني".
وتتابع: "خلال لقائهما، اتفق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية عبد اللطيف الزياني على إقامة علاقات دبلوماسية ودعم الأمن المتواصل والامتناع عن التهديد واستخدام القوة. واتفق الطرفان على التعايش وثقافة السلام. بهذه الروح تمت اليوم المصادقة على سلسلة خطوات لبدء الفصل الجديد في علاقات الدولتين. اتفقت مملكة البحرين ودولة إسرائيل على السعي لتوقيع اتفاقيات في الأسابيع القريبة بشأن الاستثمارات، والسياحة، والرحلات المباشرة، والأمن، والاتصال والتكنولوجيا والطاقة والصحة والثقافة والبيئة ومجالات أخرى من الربح المشترك، وأيضاً تم الاتفاق على تبادل السفراء".
وجاء في نص الاتفاقية أيضاً: "ترى مملكة البحرين ودولة إسرائيل في هذه اللحظة فرصة تاريخية، وتعترفان بمسؤوليتيهما للسعي نحو مستقبل آمن ومزدهر أكثر، من أجل الأجيال القادمة في المنطقة. تعرب الدولتان عن شكرهما العميق للرئيس دونالد ترامب على جهوده المثابرة وعلى توجهه العملي والمميز لدفع أهداف السلام، والعدل والازدهار لشعوب المنطقة كافة. وبناءً للإعراب عن هذا التقدير، فقد طلبت الدولتان من الرئيس دونالد ترامب أن يوقع على هذه الوثيقة، كمضيف للقاء التاريخي وكدليل على تصميمهما المشترك".
وجاء في الاتفاقية أيضاً، بحسب "يديعوت أحرونوت"، أن "المملكة حريصة على السلامة الإقليمية والسيادية في المناطق العربية، ولن تقبل بأي مسّ يهدد استقرار المنطقة".
من جهتها، قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة والإذاعة العسكرية "غالي تساهل"، إنه يتضح من الوثائق التي نشرها البيت الأبيض في الساعات الأخيرة لاتفاقيتي التطبيع، عدم وجود أي ذكر صريح لحلّ الدولتين، ولا للدولة الفلسطينية أو موضوع فرض السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. في المقابل، تتحدث الاتفاقيتان فقط عن تطلعات شرعية للشعبين من دون توضيح للمقصود من هذا التعبير.
وبحسب موفدة الإذاعة الإسرائيلية إلى واشنطن، فإنّ الخطوط العريضة للاتفاقية مع الإمارات تتحدث عن إقامة علاقات دبلوماسية وتطبيع كامل بين الدولتين؛ يعترف كل طرف ويحترم سيادة الطرف الآخر، ويتفقان على تسوية نزاعات بين الدولتين بطرق سلمية؛ إقامة سفارات وتبادل سفراء في أسرع وقت؛ التزام الدولتين اتخاذ خطوات لمنع أي عمل عدائي من داخليهما كل تجاه الدولة الأخرى؛ الاتفاق على توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات كثيرة منها: التجارة والاستثمار والطيران والسياحة.
وكان وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس، قد أكد في تعقيبه على الاتفاق، مع الإذاعة الإسرائيلية، أنه لا يرى إمكانية لقيام دولة فلسطينية، والحلّ من وجهة نظره هو استيطان إسرائيلي في أنحاء "أرض إسرائيل" كافة مع حكم ذاتي موسع الصلاحيات للفلسطينيين.
أما رئيس الكنيست ياريف ليفين، فأكد من طرفه أنّ مخطط الضم لم يُلغَ وأنه أُجِّل فقط نزولاً عند طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خصوصاً أن الحكومة كانت قد أعلنت أنها لن تنفذ المخطط من دون موافقة الولايات المتحدة.