صحافيو غزة وثّقوا استهداف عائلاتهم

13 سبتمبر 2014
تحوّلت بعض معدات التصوير إلى ركام (Getty)
+ الخط -
لم يتوقع المصور الصحافي، علاء شمالي، أن ترصد كاميرته يوماً ما صوراً لبيته بعدما سُوّيَ بالأرض في "حي الشجاعية"، شرقي مدينة غزة، وصوراً أخرى لشهداء عائلته الذين استشهدوا في مجزرة الشجاعية.

علاء، الذي يعمل في صحيفة "فلسطين" المحلية، تلقى نبأ استهداف بيته المكوّن من ثلاثة طوابق بعدة صواريخ من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية، أثناء عمله في مناطق مدينة غزة المختلفة لرصد جرائم الاحتلال وتوثيقها بعدسته خلال العدوان.

يقول شمالي، (28 عاماً): "في البداية، أثّر استهداف البيت على الأداء الصحافي، لأني انشغلت في تدبير شؤون العائلة التي أصبحت نازحة، ولكن واصلت عملي حتى في اللحظة الأولى لمشاهدتي لمنزلي المدمر، فالتقطت له العديد من الصور، وكذلك للمناطق الأخرى المنكوبة".
وتحوّلت بعض معدات التصوير الخاصة بالمصور علاء شمالي إلى حطام تحت ركام البيت.

ويقول، لـ"العربي الجديد": "مع أول صورة التقطها للبيت، عدت للماضي وتبعثرت الأفكار ما بين الحزن وذكريات الطفولة والشباب والزواج، فعلمت حينها معنى أن تُجمّد الصورة الزمن".

ولم يستطع شمالي إخراج أي شيء من البيت، إلا علم فلسطين الذي نصبه أعلى الركام، فيما واصل مهامه الصحافية في التقاط الصور، والتي يؤمن بها كونها الوسيلة الأنجح لإخبار مَن حوله بالمجزرة الدموية التي وقعت بحق ستة من أقاربه والعشرات من أهالي الحي الذي يقطنه.

أما الصحافية بثينة اشتيوي، فلم يؤثر قصف منزل عائلتها على عملها، وواصلت متابعة الأحداث والأخبار وكتابة التقارير لموقع "ساسة بوست" الذي تعمل لصالحه.

ونتيجة القصف العنيف على المنطقة التي لجأت إليها بثينة مع عائلتها، تقطعت خطوط الاتصال والإنترنت لتدخل في تحدٍ آخر ممزوج بالمعاناة، وتضيف: "تنقّلتُ بين منازل أقاربي شرط تزامن وجود الكهرباء والإنترنت لكي أتابع عملي الصحافي".

وفور رؤية المصور خالد طعمية لجثة شقيقه عز الدين، دخل في صراع داخلي بين أن يشارك العائلة لحظات الوداع الأخيرة، وبين أن يلتقط صوراً للمشهد ليشاهد العالم كيف يفرّق الاحتلال بين الأم وابنها وهو في ريعان شبابه. ويقول طعمية، (24 عاماً): "منذ اليوم الأول للعدوان، جهّزت نفسي لاحتمال فقدان أحد أفراد العائلة، أو تعرّض البيت للقذائف التي كانت تطلق عشوائياً على الأحياء السكنية أو عليّ أثناء عملي الصحافي، فالاحتلال لا يفرّق بين أحد".
المساهمون