أصبحت كتاباتهم تتميز بالسماجة، فبعد أن استهلكوا كافة الأفكار والمواضيع المتاحة، أصبحت عملية البحث عن أفكار جديدة لمقالات أسبوعية، مهمة شاقة، فالإخوان لم يعودوا في سدة الحكم حتى يتم استهلاكهم مرة أخرى، والإسلاميون عموماً ما بين معتقل أو هارب، لا يتحملون مسؤولية إدارة الدولة ولا الأخطاء الحالية، كما أصبحت عملية إعادة تدوير مقالات عنهم، عملية فاشلة غير مثيرة للجمهور، في نفس الوقت لا يستطيع هؤلاء الهجوم بنفس الوتيرة السابقة على رأس الدولة، فالهجوم الحاد الآن لا يمر بسهولة، فهناك من يراقب، وهناك الحاشية المخلصة، والمستعدة للتعرض لأي شخص يفكر في انتقاد السلطة خارج الحدود والأطر المسموحة.
لم يجد هؤلاء مفراً من أن يقوموا بتخفيف اللهجة الحادة القديمة، والقيام بنوع من المصالحة التدريجية مع السلطة الحالية، التي أثبتت بجدارة قدرتها على فرض وترسيخ سيطرتها، سواء كان ذلك بالعنف أو حتى بالسيطرة على المؤسسات التي تقع خارج نطاق هيمنتها، سواء كان ذلك بالترهيب أو بالترغيب من خلال تقريب المنافقين إليها أو بإعطاء بعض الامتيازات والتسهيلات. وفي ظل هذا حاول هؤلاء البحث عن طريقة للتصالح تحفظ ماء وجههم، حيث قاموا بالانتقال من لغة الثورة وأدبياتها، إلى لغة رجال الدولة، الذين يتطلعون إلى مستقبل مشرق، مع التغاضي عن الانتهاكات الجارية، والاعتراف بشكل ضمني، بأن أي إنجاز حقيقي لا بد من أن يقابله نوع من الاستقرار، لا يتحقق إلا بالتضحيات.
وفي الحقيقة إن هؤلاء أثبتوا جدارة عالية خلال تحقيق هدفهم هذا، فلا تمر مناسبة من التي ترغب السلطة في تصويرها كأنها حدث عظيم، إلا وكانوا يتخذونها فرصة سانحة لإظهار التوبة النصوح والتكفير عن مواقف معارضة في السابق، صدرت عن غير تفكير وحكمة نتيجة ضبابية المشهد بعد الـ 30 من يونيو، فاتخذوا المناسبات الحالية ذريعة لمهاجمة أولئك الذين يقومون بمناقشة وفتح سجل الأخطاء المزدحم منذ سنتين.
دعا هؤلاء في المؤتمر الاقتصادي، إلى التغاضي عن أي أخطاء سابقة للسلطة، حتى لو تعلق الأمر باعتقال تعسفي أو بتضييق على المجال العام والحياة السياسية، في سبيل إشعار الشعب بما سموه "فرحة المصريين"، فخلال المؤتمر الاقتصادي، خرج هؤلاء في محاولة بائسة لتخدير ألام وجراج هذا الشعب، ورسم صورة مشرقة لمستقبل رائع ينتظرهم، مع أنهم يعرفون في قرارة أنفسهم، أنه لم يتغير شيء، فالوجوه تغيرت ولكن الجوهر والأسلوب مازال واحداً.
لم يجد هؤلاء مفراً من أن يقوموا بتخفيف اللهجة الحادة القديمة، والقيام بنوع من المصالحة التدريجية مع السلطة الحالية، التي أثبتت بجدارة قدرتها على فرض وترسيخ سيطرتها، سواء كان ذلك بالعنف أو حتى بالسيطرة على المؤسسات التي تقع خارج نطاق هيمنتها، سواء كان ذلك بالترهيب أو بالترغيب من خلال تقريب المنافقين إليها أو بإعطاء بعض الامتيازات والتسهيلات. وفي ظل هذا حاول هؤلاء البحث عن طريقة للتصالح تحفظ ماء وجههم، حيث قاموا بالانتقال من لغة الثورة وأدبياتها، إلى لغة رجال الدولة، الذين يتطلعون إلى مستقبل مشرق، مع التغاضي عن الانتهاكات الجارية، والاعتراف بشكل ضمني، بأن أي إنجاز حقيقي لا بد من أن يقابله نوع من الاستقرار، لا يتحقق إلا بالتضحيات.
وفي الحقيقة إن هؤلاء أثبتوا جدارة عالية خلال تحقيق هدفهم هذا، فلا تمر مناسبة من التي ترغب السلطة في تصويرها كأنها حدث عظيم، إلا وكانوا يتخذونها فرصة سانحة لإظهار التوبة النصوح والتكفير عن مواقف معارضة في السابق، صدرت عن غير تفكير وحكمة نتيجة ضبابية المشهد بعد الـ 30 من يونيو، فاتخذوا المناسبات الحالية ذريعة لمهاجمة أولئك الذين يقومون بمناقشة وفتح سجل الأخطاء المزدحم منذ سنتين.
دعا هؤلاء في المؤتمر الاقتصادي، إلى التغاضي عن أي أخطاء سابقة للسلطة، حتى لو تعلق الأمر باعتقال تعسفي أو بتضييق على المجال العام والحياة السياسية، في سبيل إشعار الشعب بما سموه "فرحة المصريين"، فخلال المؤتمر الاقتصادي، خرج هؤلاء في محاولة بائسة لتخدير ألام وجراج هذا الشعب، ورسم صورة مشرقة لمستقبل رائع ينتظرهم، مع أنهم يعرفون في قرارة أنفسهم، أنه لم يتغير شيء، فالوجوه تغيرت ولكن الجوهر والأسلوب مازال واحداً.
ورغم عدم ظهور نتيجة ملموسة للمؤتمر الاقتصادي، تكرر نفس المشهد في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، أو التفريعة الجديدة بمعنى أصح، حيث خرج هؤلاء الذين يطلق عليهم "شباب الصحافيين"، بخطاب سطحي ساذج، لا يخرج إلا من بوق من أبواق السلطة، فدعا هؤلاء إلى تناسي الأخطاء، بما فيها من تجاهل آلاف المعتقلين المهملين في السجون، الذين لقي العديد منهم حتفه بسبب إهمال إدارة السجن لهم، بل حتى تناسي شباب الثورة من أصدقائهم ومعارفهم من الذين ينتمون إلى التيار المدني، القابعين في السجون ظلماً، في سبيل أن لا نعكر فرحة المصريين وسعادة وابتسامات الأطفال والنساء في الميادين، وكأن المحتفلون ينتظرون أقلام هؤلاء حتى ينسوهم صداع وشكوى المظلومين.
كان المشهد الأكثر سخرية وسط هذه الأحداث، هو الصحافي الذي خرج مهاجماً "واشنطن بوست"، بسبب تقرير نشرته حول جدوى قناة السويس الجديدة، كان من الممكن أن أتفهم أن يتم توجيه النقد للتقرير في حد ذاته، لكن الصحافي الذي لا أعلم خلفيته المهنية، إلا أنه كان يعمل في راديو يسمى "تيت"، طاول انتقاده السياسة التحريرية للصحيفة، التي يزيد عمرها عن قرن، والتي فازت بجائزة بوليتزر للصحافة حوالي 47 مرة، فأخيراً وجدت أخيراً من يعلمها أسس الصحافة والنقل الأمين، بعد أن قام الصحافي بالبحث على شبكة الإنترنت على ما يطعن به في الصحيفة العريقة، خصيصاً من أجل هذه المناسبة.
كل ما أستطيع قوله، هو أن هؤلاء لا يختلف فكرهم كثيراً عن فكر حاشية أي دكتاتور أو ظالم، فهتلر وموسوليني، كان بالتأكيد حولهم منافقون، يصورون للشعب أنه لا بد من وجود خسائر وتضحيات في مقابل الحصول على إنجازات، إلا أن الفرق بين موسوليني وهتلر وبين الموجودين الأن، أن السابق ذكرهما كانت لهما إنجازات حقيقية.
(مصر)
كان المشهد الأكثر سخرية وسط هذه الأحداث، هو الصحافي الذي خرج مهاجماً "واشنطن بوست"، بسبب تقرير نشرته حول جدوى قناة السويس الجديدة، كان من الممكن أن أتفهم أن يتم توجيه النقد للتقرير في حد ذاته، لكن الصحافي الذي لا أعلم خلفيته المهنية، إلا أنه كان يعمل في راديو يسمى "تيت"، طاول انتقاده السياسة التحريرية للصحيفة، التي يزيد عمرها عن قرن، والتي فازت بجائزة بوليتزر للصحافة حوالي 47 مرة، فأخيراً وجدت أخيراً من يعلمها أسس الصحافة والنقل الأمين، بعد أن قام الصحافي بالبحث على شبكة الإنترنت على ما يطعن به في الصحيفة العريقة، خصيصاً من أجل هذه المناسبة.
كل ما أستطيع قوله، هو أن هؤلاء لا يختلف فكرهم كثيراً عن فكر حاشية أي دكتاتور أو ظالم، فهتلر وموسوليني، كان بالتأكيد حولهم منافقون، يصورون للشعب أنه لا بد من وجود خسائر وتضحيات في مقابل الحصول على إنجازات، إلا أن الفرق بين موسوليني وهتلر وبين الموجودين الأن، أن السابق ذكرهما كانت لهما إنجازات حقيقية.
(مصر)