أعلن عدد من المصورين والصحافيين الفلسطينيين مقاطعتهم لكافة المعارض الفوتوغرافية والمسابقات الإعلامية التي ستتم إقامتها في دولة الإمارات، وفي مقدمتها جائزة دبي للصحافة العربية، احتجاجًا على التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقرر صحافيون فلسطينيون مقاطعة الجائزة التي يطلقها نادي دبي للصحافة بفئاتها المختلفة، والتي انطلقت أول دورة منها في عام 2001، وقد حصل على الجائزة خلال فترة انعقادها عدد من الفلسطينيين.
وأكد المصور الصحافي الفلسطيني فادي ثابت على صفحته عبر موقع "فيسبوك"، أنه ينوي "مقاطعة المشاركة في مسابقة محمد بن راشد آل مكتوم للتصوير الفوتوغرافي، والتي تنظمها الإمارات بشكل سنوي، وذلك بسبب مواقف حكومة الإمارات من التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي يغتصب أرضنا التاريخية فلسطين"، وفق تعبيره.
وقال ثابت في حديث مع "العربي الجديد"، إن الإمارات تنظم سنويًا مسابقات وجوائز صحافية وفنية وفكرية ومعرفية، في الشارقة ودبي وأبو ظبي، بمجالات التصوير، والرواية، والصور الفوتوغرافية، والتحقيقات والتقارير الصحافية، والفن التشكيلي، إلا أنه يرى ضرورة أخذ موقف جدي ومقاطعة تلك الأنشطة، رفضًا لمختلف أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يتوقف عن ممارساته العدوانية بحق الشعب الفلسطيني بمختلف شرائحه.
ودعا ثابت الصحافيين والمثقفين الفلسطينيين والعرب إلى الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في هذه الأزمة، عبر مقاطعة الأنشطة الثقافية والفنية، وخاصة أن أعدادًا كبيرة تشارك كل عام، يكون للفلسطينيين نصيب في المشاركة. ورأى أن المثقف يجب أن يكون أول المدافعين عن الأرض والإنسان، وأنه "من غير المنطقي السكوت عن اتفاق تطبيع مع الاحتلال المغتصب للأرض والتراث، والذي يفرض حصارًا متواصلًا على قطاع غزة منذ أربعة عشر عامًا، ما ساهم في مضاعفة نسب الفقر والبطالة".
وقال المصور ثابت إن عددًا من المثقفين العرب، وفي مقدمتهم أشخاص من الإمارات والكويت وتونس والجزائر وعدد من الدول العربية، قرروا مقاطعة تلك الأنشطة، وشدد على ضرورة تحريض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ضد فكرة التطبيع، وتعرية كافة المغردين خارج السرب، والمشاركين في تلك المسابقات عبر "قائمة عار" تضم أسماء كل المشاركين العرب، وفق قوله.
الصحافية هدى بارود، والتي حصلت على جائزة الصحافة العربية عن فئة الشباب في دبي عام 2013، وتعمل في المجال الدولي والمحلي منذ العام 2006، أعلنت كذلك مقاطعتها للجائزة على الرغم من تحضيراتها الجارية للمشاركة فيها منذ بداية العام.
وكانت بارود تفكر كل عام بالمشاركة في جائزة الصحافة العربية المنعقدة في دبي، وفق قولها لـ"العربي الجديد"، لكنها لا تمتلك الأعمال الصحافية المتوافقة مع فئات المسابقة، إلا أنها ومع بداية عام 2020، بدأت بالعمل على تحقيق صحافي للمشاركة فيه، بفئة الصحافة الإنسانية، ومع ذلك لن تشارك فيه، كنوع من المقاطعة، رفضًا للموقف السياسي الإماراتي تجاه الاحتلال الإسرائيلي، والاتفاق التطبيعي الأخير بين الجانبين، على الرغم من أن تحقيقها قد شارف على الانتهاء.
ورأت بارود أن المقاطعة بمثابة المقاومة الفردية، والتذكير الدائم بأنها تمتلك القدرة على رفض الاحتلال، وأن وجوده على الأرض شيء مرفوض، حتى وإن تحالف معه الجميع، "كمواطنة فلسطينية بدأت بمقاطعة كافة منتجات الاحتلال قبل عشر سنوات، ولا زلت مستمرة، وقاطعت كذلك شركات عالمية تدعم الاحتلال أو مستوطناته".
مقاطعة الفعاليات الثقافية أو الصحافية الإماراتية هي رفض كذلك لهذا التحالف مع الاحتلال الإسرائيلي المُحتل والقاتِل، بحسب رؤية بارود، التي شددت على أن الصحافي يجب أن يكون صاحب مبدأ، وأن لا يميل لأي رأي يزعزع مبادئه الوطنية والأخلاقية بالدرجة الأولى، وأن "المقاطعة هي كلمة (لا) التي ما زلنا نمتلك حق نطقها في ظل هذا الوضع السياسي غير المفهوم فلسطينيا وعربيًا".
من ناحيته، أكد المصور الصحافي داوود أبو الكاس رفضه المشاركة في أي من الأنشطة والفعاليات التي سيتم تنظيمها في دولة الإمارات، على الرغم من اعتماد عدد من المصورين الصحافيين عليها سنويًا، وحصول عدد منهم على جوائز. وقال إن المقاطعة تأتي على الرغم من أهمية الجوائز والمسابقات الدولية للمصورين والصحافيين، إلا أن رفض التطبيع بمختلف أشكاله ضرورة وطنية، إذ "يجب على الصحافي أن ينطق ويتحدث باسم مجتمعه، وباسم قضاياه الوطنية دون انسلاخ عن الواقع والأزمات والتحديات التي تواجهه".
مقاطعة مثل هذه الأنشطة، وفق رأي أبو الكاس، تأتي رفضًا لمختلف أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، والذي يواصل اعتداءاته على الشعب الفلسطيني والأسرى داخل سجون الاحتلال، كذلك على مقدراته ومقدساته، فيما تتواصل أنشطته الاستيطانية وهدم المنازل وتجريف الأراضي الزراعية.
وانسحب الصحافي والباحث الفلسطيني محمود الفطافطة من جائزة "الشيخ زايد الدولية للترجمة"، فيما أعلن المصور الفوتوغرافي الفلسطيني محمد بدارنة سحب مشاركته في أحد المعارض الفنية التي تنظمها مؤسسة الشارقة للفنون. وقال في رسالة "مع إعلان الإمارات العربية المتحدة عن تطبيع علاقاتها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي التي ما زالت تمارس قمعها وسلبها لحقوق شعبي في فلسطين والشعوب العربية، وانطلاقاً من إيماني بأن الفن ما لم يكن مشتبكا بالقضايا الإنسانية والعدالة فلا قيمة له، أعلن سحب مشاركتي من معرضكم (وجهة نظر 8)".