صحافيات ليبيا يتحدّين المجتمع

13 مارس 2016
(Getty)
+ الخط -
تعتبر مشاركة المرأة الليبية في الإعلام والصحافة ليست بالمستوى المطلوب، حسب ما تراها عدة إعلاميات اخترن هذا المجال للخوض فيه. ويرجع ذلك لأسباب، منها العادات والتقاليد.

وتقول الصحافية المستقلة هبة الشيباني، لـ"العربي الجديد"، إن عمل المرأة في الإعلام كان دائما محل جدل في المجتمع الليبي نظرا لطبيعته المحافظة جدا. ولكن بعد الثورة ازداد عدد الإعلاميات بشكل ملحوظ، وتابعت "قد لا يكون مساويا أو حتى قريبا لعدد الرجال في المجال، لكن هذا الازدياد كان بالتأكيد ملحوظا، ويشكل علامة البداية في تغيير الفكر النمطي داخل النسيج الاجتماعي الليبي، الذي من الممكن وصفه على غرار بقية المنطقة المغاربية بالذكوري جداً".

وتضيف الشيباني "كان بالطبع هناك العديد من التحديات في وجه الصحافيات، كمنعهن من الدخول لقاعات المحاكم أو استهدافهن ومضايقتهن من قبل المليشيات وعناصر الحراسات واستغلال المؤسسات الإعلامية لهن ومخالفة قوانين العمل الليبية بكافة أشكالها، ولكن رغم كل هذه الصعاب، الصحافيات الليبيات أظهرن عزيمة وقوة وإرادة استمدينا منها العزم للمضي قدما وتحدي ما كان يواجهنا".

وأوضحت الشيباني، في حديثها لـ"العربي الجديد"، أنه "اليوم أغلب النساء في مجال الإعلام أو الصحافة توقفن عن العمل بأسمائهن الحقيقية وفضّلن المستعارة أو يعملن من خارج ليبيا، وهذا في حد ذاته يمثل تحديا للإرهابيين ولكل من يريد إسكات الأصوات التي تنضح بالحقيقة مهما كانت مؤلمة". وتابعت "النساء اللواتي لا زلن يعملن، وأنا من ضمنهن، سنستمر وكلنا أمل في اليوم الذي ينتهي فيه حكم الإرهاب وقوة السلاح، ويحل محله حكم القانون وقوة القلم".

سمر بوحلفاية، إعلامية ليبية، لها رأي مخالف، تقول لـ"العربي الجديد"، حول هذا الموضوع، إن حضور المرأة الليبية وتواجدها بالإعلام من ناحية العدد كبير جداً، سواء الصحافة المكتوبة أو الإذاعات المسموعة والمرئية، أما لو قيّمنا وجودها الفعلي ومدى تأثيرها على المجتمع واستمراريتها فسنجد العدد ضئيلا ومتواضعا جداً".

وفسرت رأيها بالقول إن "ذلك راجع لأن المرأة الليبية العاملة في مجال الإعلام تواجه الكثير من المصاعب والعراقيل من المجتمع بحكم العادات والتقاليد التي تحكمها وتقيّدها، وخاصة إذا اضطرت للعمل لساعات طويلة ومتأخرة ليلا، ما يجعلها تفضّل العمل الإداري أو التقني، كالإضاءة أو هندسة الصوت. يعني تعمل بدوام ساعات محددة وتتخلى عن حلمها وطموحها كإعلامية لها رسالة وهدف سامٍ تسعى إلى تحقيقه". وتضيف: "الإعلامية الليبية لا تزال اليوم تخاف من نظرة المجتمع وتضع لنفسها خطوطا حمراء لا تستطيع تجاوزها".

أما الصحافية الليبية ثريا محمد، فتقول في هذا الموضوع: "أصبح المجتمع الليبي ينظر للمرأة الليبية التي تعمل في مجال الإعلام نظرة دونية، وكأن هذا المجال حكر على الرجال، ولهذا تجد أغلب النساء في ليبيا يتجنبن هذا المجال. وإن كنّ يعملن، فإنهن خلف الكاميرا أو خلف ناقل الصوت، تجنباً لحديث المجتمع عنها، وإن كانت هناك نسبة ليست بالكبيرة تعمل أمام الكاميرا وتنقل صوتها متحدية كافة العادات والتقاليد البالية".


اقرأ أيضاً: مصر: قرار بإيقاف عزة الحناوي عن العمل
دلالات
المساهمون