صحافة مصر تحتفي بـ"التراجع الأميركي"

صحافة مصر، اليوم الخميس، تتحدث عن ليبيا أكثر مما تتحدث عن مصر، فبعد يومين من التقارير الغربية، التي تتحدث عن مشاركة مصرية في الأعمال العسكرية في ليبيا، ومبالغة الحكومة المصرية في النفي، تحتفي الصحافة المصرية بما سمته "تراجعاً أميركيّاً"، عن اتهام النظام المصري بالمشاركة في عمل عسكري على الأراضي الليبية، وأفردت لهذا "التراجع" مساحات كبيرة على صفحاتها الأولى.

صحيفة الأهرام الحكومية كانت أقل الصحف احتفاء بـ"التراجع الأميركي" ــ على حد تعبيرها ــ وقالت في صفحتها الأولى"أميركا تتراجع عن اتهام مصر والإمارات بشن غارات على ليبيا". ولكن الملاحظ صغر حجم الخبر والحرف المستخدم فيه.

أما الصحف الخاصة فكانت أكثر احتفاءً من الحكومية فقد أفردت مساحة أكبر مثل "اليوم السابع" التي قالت في عنوان على ثمانية أعمدة: "واشنطن تتراجع عن أكاذيبها ضد مصر..الخارجية الأميركية تصحح اتهامها مصر بتوجيه ضربات عسكرية ضد ليبيا". ثم نقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها: "الضربة نفذتها دول أوروبية من دون علم الولايات المتحدة".

لكن صحيفة "الدستور"، كان اهتمامها أقل، فنشرت الخبر في أسفل صفحتها الأولى تحت عنوان: "أميركا تتراجع عن اتهامها لمصر بضرب المليشيات الليبية"، أما "الوطن"، فاختارت عنواناً: "الطائرات المجهولة التي تعود لضرب طرابلس" ثم عادت إلى العنوان المشترك بين كل الصحف: "أميركا تتراجع عن اتهام مصر والإمارات".

واهتمت صحيفة الوفد المعبرة عن حزب الوفد "المعارض"، أيضا بـ"التراجع الأميركي"، ولكنها اختارت طريقة أكثر هجوماً على الإدارة الأميركية، فقالت في رأس صفحتها الأولى: "الإدارة الأميركية تتخبط .. واشنطن تتراجع عن اتهام مصر والإمارات بقصف ليبيا".

في حين اختارت صحيفة "التحرير"، أسلوباً مختلفاً عن الصحف الاخرى، فنشرت في صفحتها الأولى صورة كبيرة للسيسي بحجم ثلثي الصفحة وفوقها تعليق: "ليبيا تستدعي السيسي"، و لم يتضح أن كان هذا تبريراً لأي تدخل سيحدث أو حدث فعلا؟ ولم تر الصحيفة، فائدة من الاحتفاء بـ"التراجع الأميركي".