وسط حشدٍ من المهتمين والخبراء والمختصين في المجال السينمائي، ذكّر المخرج العالمي وصانع الأفلام الوثائقية، ريثي بان، بالمعتقلين السوريين، وما يتعرضون له من إذلال وتعذيب وحشي، أسفر عن موت الآلاف منهم في معتقلات النظام السوري، مستنداً إلى التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية. كما وصف فيلم "الخوذ البيضاء"، الذي نال جائزة أفضل فيلم وثائقي في الأوسكار هذا العام، بأنه "فيلم رائع ويمنح الأمل".
وجاء كلام بان، الملقب بـ"ضمير كمبوديا"، خلال الجلسة الحوارية التي انعقدت، أمس، في ملتقى قمرة للسينما بالدوحة، وعرض فيها مسيرته في صناعة السينما الوثائقية، كما تضمنت مشاهد من بعض أفلامه التي رصدت بعناية آلام الشعب الكمبودي على يد الخمير الحمر، في المعتقلات وخلال الإبادات الجماعية.
صانع الأفلام المولود في كمبوديا، الذي قدّم أكثر من 20 فيلماً بينها 5 أفلام روائية كان آخرها مع النجمة العالمية أنجلينا جولي، قال، خلال لقاء مع "العربي الجديد"، إنه "يفضل الفيلم الوثائقي على الروائي، لأن الأخير يمكن التحكم فيه في مسار ومصير أبطاله، ما يعني أنه وهْم ليس إلا، في حين أن الأفلام الوثائقية انعكاس للواقع الحقيقي، وفق أرقام وبيانات وإحصائيات صحيحة ومدققة".
وبشأن المعاناة الشخصية التي عايشها في طفولته على يد الخمير الحمر، ودورها في إصراره على كشف الانتهاكات التي مورست بحق الكمبوديين، أجاب: "التجربة الشخصية مهمة، لكن الأهم هو كيف نحفظ التاريخ للجيل القادم، لم يعد الأمر متعلقاً بمعاناة فرد، بل بنحو مليون و800 ألف كمبودي، ضحايا المأساة الكمبودية".
وأشار لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "الأفلام الوثائقية تعني أننا هنا، قادرون على فضح ومواجهة الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، يمكننا اليوم أن نحكي فيها قصص ما يحدث في سورية وأفريقيا وفي أي بقعة من هذا العالم، وأن نقف إلى صف الضحايا".
وعن احتمال صناعته فيلما عن سورية، أجاب "لا أفكر في الأمر، لكن بإمكاني تقديم كل ما يلزم من دعم لصنّاعه الذين ينبغي أن يكونوا سوريين"، معللاً ذلك "بأن النظرة ينبغي أن تكون من الداخل، وعلى يد من يعرفون البلاد ويجيدون لغتها"، فالقاعدة الذهبية في صناعة الأفلام، بحسب قوله، "لا تصنع فيلماً عن الناس... بل مع الناس".
وفي هذا السياق، اعتبر ريثي بان أن فيلم "الخوذ البيضاء" الذي نال جائزة أفضل فيلم وثائقي في الأوسكار هذا العام، "فيلم رائع ويمنح الأمل"، وقال "شاهدت الفيلم... سيكون جميلا أن نشاهده بعد عشر سنوات مثلاً ونقول لأنفسنا كم أنقذ هؤلاء الرجال من أرواح ليبقوا بيننا!".