صالح مسلم.. من جبال قنديل إلى قبضة الإنتربول

25 فبراير 2018
تخرّج من جامعة إسطنبول التقنية عام 1977(ادريان مورلن/فرانس برس)
+ الخط -

أوقفت وحدة الإنتربول التشيكية، اليوم الأحد، الرئيس السابق لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، صالح مسلم، وذلك استناداً إلى طلب ومذكرة توقيف صادرة عن السلطات التركية.


وحسب وسائل إعلام تركية، فإن السلطات التشيكية أبلغت أنقرة بعملية التوقيف، وإنّ مسلم سيمثل أمام إحدى المحاكم التشيكية المعنية، لتقرر ما إن كان سيُحبس أم لا. وطلبت السلطات التشيكية من تركيا إرسال الوثائق والأوراق اللازمة بسرعة من أجل تسليم مسلم إليها.

وكانت وزارة الداخلية التركية أدرجت اسم مسلم على لائحة الإرهابيين المطلوبين بالنشرة الحمراء، وأعلنت قبل عشرة أيام عن مكافأة قدرها خمسة ملايين ليرة تركية لمن يلقي القبض عليه.

وتصنّف تركيا "الاتحاد الديمقراطي" بأنه تنظيم إرهابي، ويشكل امتدادا لحزب "العمال الكردستاني"، بزعامة رئيسه المعتقل عبدالله أوجلان، المصنّف إرهابيا أيضا في تركيا.

كما تتهم المعارضة السورية، الحزب بأنه انفصالي، ويسيطر على مساحة واسعة من شمال شرقي سورية.

ومسلم من مواليد مارس/آذار 1951 في عين العرب (كوباني) في سورية، لعائلة متوسطة الحال. قضى طفولته في قرية شيران التي تبعد سبعة كيلومترات عن عين العرب، وتعلّم اللغة العربية في المرحلة الابتدائية، وأكمل المرحلة الإعدادية في دمشق، ثم أكمل المرحلة الثانوية في ثانوية عبد الرحمن الكواكبي في حلب عام 1969.

درس الهندسة الكيميائية في جامعة إسطنبول التقنية وتخرّج منها عام 1977، قبل أن يغادر إلى لندن لتعلم اللغة الإنجليزية لفترة سنة.

حصل مسلم على عقد عمل في السعودية، مع المؤسسة العامة للبترول والمعادن، وتعرّف هناك على حزب "العمال الكردستاني"، وانخرط فيه حتى نهاية عام 1990. ليستقيل من العمل الوظيفي ويعود إلى سورية ليعمل في أرضه في كوباني، وفيما بعد انتسب إلى نقابة المهندسين السورية- فرع حلب، وعمل كمهندس كيميائي في مكتبه الخاص لعدة سنوات.

خلال شبابه ودراسته الثانوية، بدأ التعرف على "القضية الكردية" بشقها العراقي أولا، حيث تابع الثورة الكردية بقيادة ملا مصطفى بارزاني. وكان لفشل ثورة بارزاني عام 1975 أثره في تحريض مسلم ورفاقه على البحث عن الأخطاء والبديل المطلوب، فتوصلوا إلى قناعة بضرورة توفّر حركة تحرر ثورية جادة تحظى بتأييد الشرائح الكادحة في المجتمع الكردي عامة.

ومع عودة صالح إلى سورية من السعودية، بدأ نشاطا سياسيا في منطقته وفي المنطقة الشرقية الشمالية من سورية، حيث كان أحد أعضاء المكتب السياسي لـ"التجمع الوطني الديموقراطي" الذي تأسس عام 1998، ثم أسهم في تأسيس حزب "الاتحاد الديموقراطي" عام 2003، وأصبح صالح عضواً في اللجنة التنفيذية للحزب، ومن ذلك الوقت والقوى الأمنية تقوم بملاحقته وقامت باعتقاله أكثر من مرة.

وقال مسلم، في مقابلة صحافية، إنه ظل متواريا عن الأنظار حتى عام 2010، وتشير المعلومات المتقاطعة إلى أنه كان يقيم في جبال قنديل الواقعة في كردستان العراق، حيث معاقل مقاتلي حزب "العمال الكردستاني".



وبعد اندلاع الثورة السورية، عاد مسلم إلى شمال سورية برفقة نحو ألف من أنصاره المسلحين الذين درّبهم حزب "العمال الكردستاني"، وهناك شكّلوا "وحدات حماية الشعب" التي سيطرت على المناطق ذات الغالبية الكردية، بعد أن أخلتها الوحدات العسكرية وشبه العسكرية التابعة للنظام السوري، فيما يبدو أنه تفاهم غير معلن بين الجانبين.

وتم انتخابه رئيساً لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، في سبتمبر/أيلول 2010، وظل على رأسه حتى العام الماضي. ومع تأسيس "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي" في دمشق والتي ساهم صالح في تأسيسها، تم اختياره نائباً للمنسق العام في الهيئة، قبل أن ينسحب منها.