تفاقمت أزمة نقص السلع بالعديد من المناطق في ليبيا ولا سيما دقيق المخابز، ما أدى إلى تفاقم ظاهرة اصطفاف الطوابير أمام المخابز التي تغلق أبوابها مع منتصف النهار.
واشتكى أصحاب المخابز من نقص كميات الدقيق المتحصل عليها من صندوق موازنة الأسعار، وزيادة تكلفة العمالة والوقود، ما تسبب في أزمة خبز وارتفاع أسعاره، حيت كانت 10 أرغفة، حجم صغير، بربع دينار (الدولار = 1.38 دينار) في الأوقات العادية، أصبحت بدينار.
وقال مدير صندوق موازنة الأسعار الحكومي، جمال الشيباني، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن الصندوق قلّل من كميات الدقيق الممنوحة للمخابز؛ والتي أصبحت تعطى عبر دفعات وليست مرة واحدة.
وأضاف أن البلاد لا يوجد بها مخزون استراتيجي كافٍ لدقيق المخابز، مؤكداً أن الكميات الموجودة تكفي لمدة شهرين فقط.
وحول أوضاع المنطقة الشرقية التي تشتكي من نقص دقيق المخابز، قال إن الصندوق لا يستطيع القيام في الوقت الحاضر بإيصال كميات الدقيق إلى المخازن إليها، نظراً للأوضاع الأمنية المتدهورة.
وتستهلك ليبيا سنوياً 1.4 مليون طن من الحبوب. وأشار الشيباني، إلى أن البلاد تعتمد على استيراد القمح اللين من الخارج بحوالي 99%؛ وذلك بعد تدهور الإنتاج ليبيا من المحصول، بسبب الصراعات المُسلحة في الجنوب الليبي. وصندوق موازنة الأسعار، صندوق عام، تأسس من أجل تحقيق استقرار في أسعار السلع والخدمات، وتوفيرها بتكلفة مناسبة لجميع المواطنين.
ويحتفظ عادة الصندوق بـ 136 ألف طن قمح كاحتياطي لاستخدامه وقت الضرورة، ولكن مدير الصندوق يؤكد أن المخزون يعاني من التراجع الفترة الماضية.
اقرأ أيضاً: إغلاق الموانئ يقلّص واردات ليبيا 29%
وأشار إلى أن حكومة الإنقاذ توصلت إلى حلول بشأن ديون 56 مطحنا عاما وخاصا، والتي تبلغ 1.6 مليار دينار، منها 950 مليون دينار العام الماضي و650 مليون دينار في النصف الأول من العام الجاري، حيث سيتم تقديم تسهيلات عبر المصرف المركزي، ثم يسدّد الصندوق باقي الديون عبر برنامج زمني محدد.
وأكد أنه تم الاتفاق مع المصرف المركزي على تسهيلات بشأن سداد 20% من قيمة الديون المتراكمة لشركات المطاحن على الصندوق، ولكن المركزي لم يسيّل أية مبالغ لشركات المطاحن حتى الآن.
وأشار صاحب مخبر في العاصمة طرابلس، أبولقاسم حسن، لـ"العربي الجديد"، إلى أن أسعار الخبز ارتفعت بسبب زيادة التكلفة والعمالة الوافدة، وأوضح أن كميات الدقيق المدعّم التي تصل لمخبز لا تغطي سوى نصف طاقة الإنتاج البالغة 100 طن يومياً.
وقال صاحب مخبز وسط طرابلس، محمد علي، إن أسعار الخبز لم أرفعها رغم المصاعب التي تواجهنا، وما زلنا نعمل بالأسعار القديمة.
وحول مشكلة ارتفاع أجرة العمالة الوافدة أكد أنه رغم مغادرة عدد كبير من العمالة الأجنبية للبلاد، بسبب تدهور الأوضاع، لم ترتفع الأجرة بشكل كبير، مشيراً إلى أن المشكلة الأساسية تتمثل في نقص كميات الدقيق المدعّمة.
اقرأ أيضاً: ليبيا تضيق على الاستيراد لإيقاف نزيف النقد الأجنبي