شيعة مصر يطلبون ثمن المشاركة في مولد"السيسي رئيسا"

07 يونيو 2014
مرقد الإمام الحسين في القاهرة (getty)
+ الخط -
انفض المولد، وأصبح عبد الفتاح السيسي رئيساً، وانصرف مريدوه كلٌ يبحث عن حصيلته من تأييده. هيئات ورموز شيعة مصر تعول على "المشير"، كي يشرّعن الحالة الطائفية، ويترجمها إلى مكاسب سياسية.

تحت وطأة الاتجاه السلفي المتمثل في حزب النور، لم يحظ الشيعة بعد سنوات من الحظر، طويلة، قبل ثورة 25 يناير بحق إقامة شعائرهم الدينية بشكل علني، لكن سقف طموح الهيئات الشيعية المصرية لا يقف اليوم أمام هذا الحق الذي تنص عليه مواثيق دولية، فبعد وقفتها القوية إلى جوار السيسي، غدت لها مطالب سياسية تبدأ بالتعيين في البرلمان، ولا تنتهي عند الترخيص بإنشاء أحزاب سياسية على خلفية شيعية. واقتصادياً، تطالب الهيئات برفع الحظر عن السياحة الدينية الشيعية للعتبات المقدسة في مصر وأولها مساجد الحسين والسيدة نفيسة، هذه المطالب رصدتها "العربي الجديد" من خلال حديثها إلى رموز سياسية من المؤسسات الممثلة لشيعة مصر.

"التصعيد الدولي" إجراء هدد به بهاء أنور محمد، الذي يقدم نفسه كمتحدث رسمي باسم الشيعة المصريين،  إذا لم يستجب السيسي لمطالبهم، وأهمها الحماية من الاعتداء عليهم، مضيفاً، أنه سيقدم مجموعة من التقارير الى المنظمات الدولية متضمنة التصريحات الصحافية والإعلامية في وسائل الإعلام المختلفة، والتي تثبت التحريض المستمر ضد الشيعة في مصر لافتاً الى أنهم تقدموا بطلبات اللجوء السياسي الى هولندا في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.

في حي الحسين في القاهرة التقى "العربي الجديد"، الطاهر الهاشمي، نقيب الأشراف بمحافظة البحيرة وعضو المجلس العالمي، الذي أعرب عن أمله في أن يؤمن عبد الفتاح السيسي، لهم حق الوجود كأقليات في مصر، وعدم تكفيرهم من مؤسسات المجتمع. مشيراً إلى ضرورة الموافقة على تنظيم أول احتفال لإحياء ذكرى الإمام الحسين، داخل مسجد "الحسين" في القاهرة، وإقامة مجالس عزاء في ذكرى عاشوراء في أول عام من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى.

وكشف الهاشمي؛ عن عزم وجهاء شيعة مصر تكوين تجمع ديني سياسي سيعلن قريباً،  حسب تأكيداته، لعرضه على الدولة المصرية "الجديدة" لتعترف به وبحقوقهم في ممارسه الشعائر، مشيراً إلى أن عدد الشيعة في مصر تخطى مليون شخص، على حسب قوله.

مطالب الشيعة تتضمن وفقاً لـ"الهاشمي" تصوراً كاملاً سيقدم الى المشير السيسي،  لتعمير وتوسيع مساجد آل البيت وتجديدها وتطويرها العلمي والمعماري، لافتا إلى  أهمية أن يكون هناك مخطط كامل لتطوير وتوسيع مساجد ومراقد آل البيت.


وفي أحد المقاهي في شارع مجلس الأمة في قلب القاهرة، قال الدكتور عاصم فهيم، رئيس مجلس إدارة "مركز علوم آل البيت" لـ"العربي الجديد": إن الشيعة يجهزون مذكرة شامله بحقوقهم ومنها علانية ممارسة شعائرهم لعرضها على السيسي، كأقليات موجودة في مصر، موضحاً، أن الشيعة يعملون في الخفاء بسبب ما يتعرضون له من المجتمع السني، في مصر، بالاضافة إلى نظر الحكومة إلى هؤلاء المتشيعين بأنهم أتباع لإيران وهو أمر عار تماماً من الصحة".

"في حال رفض السيسي، النظر فى حقوق الاقليات سيكون هو الخاسر الأكبر" قالها فهيم، موضحاً أن عدد الشيعة في مصر في تزايد مستمر، وعلى السيسي، أن يدرك أن الخلاف الشيعي، السني خلاف سياسي تاريخي ليس له علاقه بالدين كما يصوره مشايخ التيار السلفي في مصر.

وأوضح، أن المنتمين الى المذهب الشيعي عانوا خلال النظام السابق من الملاحقات الأمنية، حيث كان جهاز أمن الدولة يرصد جميع تحركاتهم ويراقب اتصالاتهم، وأنهم شعروا مع اندلاع ثورة يناير بانتمائهم لهذا البلد، وأنهم سيتخلصون من معاناتهم، إلا أن ذلك لم  يتحقق، قائلاً :لهذا ننظر إلى السيسي، أنه المخلص من الاضطهاد.

من جهته، طالب محمد غنيم، رئيس التيار الشيعي المصري، السيسي ومؤسسة الأزهر بالاعتراف بالمذهب الشيعي كمذهب للتعبد فى مصر، والسماح بإقامة حسينيات لهم، قائلاً: الشيعة يعملون في الخفاء بسبب ما يتعرضون له من المجتمع".


وشدد غنيم على ضرورة تمثيل الشيعة في البرلمان، وتعيين ممثلين لهم أسوة بالأقباط، مضيفاً: الشيعة يأتون في المرتبة الثالثة في مصر بعد الأرثوذكس، ومن حقهم تولي بعض المناصب القياديه كمحافظين ووزراء، والسماح لهم بالالتحاق بالجيش والشرطة والقضاء، مشيرا إلى أنهم يتعرضون لاضطهادات أمنية ويتعاملون كمنبوذين ويستبعدون تلقائياً من المناصب بل الأكثر من ذلك اضطهادهم في أعمالهم الخاصه، كما طالب  بضرورة  تفعيل مبدأ المواطنة ووقف الحملات المعادية للشيعة وعدم معاملتهم كمنبوذين في المجتمع.

"لا بد من عودة العلاقات مع إيران وسوريا" هكذا طلب سالم الصباغ، قيادي ومفكر شيعي من عبد الفتاح السيسي، مؤكداً أنه لا مبرر الآن لاستمرار قطع العلاقات مع تلك الدول خاصة أن مصر لها علاقات مع دول تدبر لها المؤامرات ليل نهار مثل أميركا وإسرائيل، مضيفاً،  أننا  ننتظر قرارات "السيسي، تجاه الشيعة في مصر ومن أهمها إلغاء حظر نشاط إحياء عاشوراء في مسجد الحسين سنوياً لإعادة تسامح المجتمع معهم.

دلالات