شوط المدرّبين

14 يناير 2015
نجحت خطتي تماماً في أن أشوّش على أفكاره(Getty)
+ الخط -

أُمّال فين شوط المدربين يا عمو؟ بهذا السؤال البريء الذي لم أجب عليه، أنهيت جلستي مهزوماً من ابن أخي في دورة البلايستيشن. بعد مباراة عصيبة طبّقت فيها كل الخطط والتكتيكات التي سمعتها في استديوهات التحليل، أو من المعلقين المصريين، ورغم كل هذا، لم أستطع أن أسجل هدفاً واحداً يوحّد ربنا في مرمى ابن أخي.


الشوط الأول

بداية ضعيفة من ناحيتي، قوية جداً من منافسي الصغير، توّجها بهدف في الدقيقه 10 وآخر في الدقيقة 35.

المباراة أصلاً صعبة والمنافس قوي، وازدادت صعوبة بعد الهدفين، لكن الأصعب وغير المحتمل، هو كم الألعاب البهلوانية التي مارسها داخل الملعب.

وخارج الملعب تتقمّصه شخصية كل معلقي كرة القدم الخليجيين، خصوصاً يوسف سيف، بعد الأهداف "اتشوف اتشوف اتشوف.. يا الله.. ما هذا.. والله اعلق واصفق"، واستمر هكذا حتى نهاية الشوط الأول.

بين الشوطين، قررت استخدام طريقته نفسها واظهار قدراتي التدريبية، عدلت نفسي وقلت: "الشوط التاني ده شوط المدربين، وبعدين خلّينا نتكلم مثل المدير الفني اللي قاعد برا لازم يكون عنده حلول".

غيّرت التشكيلة ونزّلتُ لاعب خط وسط، رغم أني كنت ألعب بفريق برشلونة، لكني أحسست أن الفريق محتاج أوسطاً في وسط الملعب.

وغيّرت طريقة اللعب لتصبح 2/5/3، لأن خط الظهر متعوّد على وجود ليبرو، ومش متعودين على اللعب على مصيدة التسلل.


الشوط الثاني

بعد حركات شعوذة في التشكيل والخطة هذه، استطعت أخيراً أن أرى حارس مرمى فريقه وأهاجمه، لكنها فرحة لم تستمر لأكثر من 7 دقائق. عاد هجوم المنافس الصغير واستمرت مجهوداتي في صد هجومه واللعب على الهجمات المرتدة ومحاولة خطف هدف شرف، فشلت كل جهودي إلى أن انتهى الماتش لصالحه.

لكن خارج المباراة، نجحت خطتي تماماً في أن أشوّش على أفكاره وأقنعه بأنه لا داعي للشماتة، أو حتى الفرحة، وأن فوزه في المباراه أمر متوقع وعادي، وأن أي نتيجة أخرى غير فوزه هي الأمر الغريب.

فقبيل النهاية أوضحت له أن لاعبي برشلونه "معندهومش الاحترافية الكافية"، وأن عدد اللاعبين المحترفين في فريقي أقل بكثير من فريقه، ما يجعل فريقي ليس بفريق البطولة، حيث ينقصه العديد من اللاعبين السوبر ذوي المهارات والخبرات، وقد تاه وسط سيل من التبريرات والحجج التي بخّرت معها كل أسباب الفرحة لديه، حتى أقنعته بكل ما قلته له، إلى أن فاجأني انتظاره للشوط الثالث.. شوط المدربين.


*مصر

المساهمون