شوارع وأحياء جزائرية بأسماء راسخة

23 فبراير 2017
أسماء منقوشة في الذاكرة (العربي الجديد)
+ الخط -
الكثيرون لا يعرفون "المدنية" والبعض يجهلون أصل تسميتها الحالية، رغم أنها من أعرق الأحياء في العاصمة الجزائرية، التي ارتبط اسمها بفترة الاستعمار الفرنسي، "صالومبي" أو "المدنية" نسبة للإخوة الشهداء من عائلة واحدة "مدني". 


وتحتفظ الجزائر بـأسماء العديد من شهدائها في كل شارع من شوارع المدن، بل هي جزء لا يتجزأ من يوميات الجزائريين.

نور الدين (22 سنة) يقطن بحي "ديار السعادة" بقلب المدنية، لا يعرف السبب الحقيقي للتسمية، لكنه يرجح في حديثه مع( العربي الجديد)،  "أن تكون كغيرها أسماء مرتبطة بشهداء الوطن".

ورغم أن السلطات المحلية قد اعتنت بالجانب التاريخي للمنطقة، وخلدت شهداءها في صورة تحمل أسماء أبناء المدنية الشهداء الثلاثة، فضلا عن تسمية مختلف الشوارع بأسماء الشهداء، إلا أن الذاكرة التاريخية في الجزائر تحافظ بدورها على أسماء خلدها التاريخ ونقشت في مختلف الشوارع والساحات، وحتى المدن والقرى عرفاناً بجميل من صنعوا التاريخ الجزائري أو ساهموا فيه بشكل من الأشكال، وتحولت أسماؤهم إلى رموز تستحضر حقبة تاريخية.



وغير بعيد عن المدنية يتواجد مقام الشهيد، المعلم التاريخي الذي يخلد الذاكرة التاريخية للجزائر، ويعدّ محطة هامة للزوار والسياح الذين يحاولون اكتشاف البلاد من خلال ما هو متوفر من آثار ووثائق ولوحات وشواهد تاريخية في متحفي "المجاهد" و"الجيش"، وأصبح قبلة للمواطنين من مختلف الولايات، ليكتشفوا ما خلدته الثورة الجزائرية، لكن يتأسف البعض لجهل الجيل الحالي بتلك الأسماء التي تم إطلاقها على مختلف الفضاءات العمومية والساحات والشوارع والمراكز الثقافية، بحسب ما ذكره نور الدين الذي لا يزال إلى حد اليوم يجهل بعض الشهداء، الذين تم تخليدهم في أسماء الشوارع، بل أكثر من ذلك، جيل اليوم لا يعرف أن عددا معتبرا من مجاهدي الثورة التحريرية ( 1954ِ – 1962) لا يزالون على قيد الحياة، وهو ما استغرب له المتحدث، مضيفا أن "هناك أسماء نجهل ماذا قدمت في التاريخ الثوري للجزائر".

وبمسافة قريبة من مقام الشهيد يتواجد أكبر حي شعبي في وسط الجزائر، وهو حي الشهيد "محمد بلوزداد"، الذي كان يسمى سابقا حي " بلكور"، إذ ارتبط هذا الحي العريق بالشهيد الذي بات اليوم معلما مرتبطا بعائلات جزائرية قدمت النفيس.

 وتحاول السلطات ترسيخ هذه الأسماء في كبريات الأحياء الجزائرية والشوارع على غرار شارع الشهيدة "حسيبة بن بوعلي"، والشهيد "العربي بن مهيدي"، والشهيد "ديدوش مراد".

ويعتقد الكثير من الجزائريين أن الأسماء مرتبطة بشخصيات تاريخية فحسب أو ممن دفعوا حياتهم ثمنا لاستقلال الجزائر، دون أن يخطر ببالهم وجود شوارع وأماكن ارتبطت بأصدقاء ساعدوا الثورة الجزائرية أو من الشخصيات التي تعاطفت معها أو تخليدا لعلاقات أخوة وصداقات مع بعض الدول الشقيقة والصديقة، وهو ما نلاحظه عند المرور عبر ساحة "موريس أودان" بقلب العاصمة الجزائرية وساحة الحرية، وحديقة "صوفيا" وحديقة "تونس"، وجميعها أسماء ترسخ العلاقات القوية والطيبة التي تجمع بين الجزائر وأصدقائها، لكن للأسف ما زال الجزائريون يجهلون أسباب تلك التسميات.