قصد اليمني عبد الله العزي، شوارع صنعاء وأرصفتها بحثاً عن كتب مدرسية لأبنائه الخمسة، بعد مرور نحو أسبوعين على منتصف العام الدراسي، وتوقف وزارة التربية والتعليم في صنعاء عن صرف الكتب للطلاب منذ بداية العام.
ورصدت كاميرا "العربي الجديد" العشرات من باعة الكتب الدراسية على أرصفة الشوارع وسط العاصمة اليمنية، الذين ينتظرون بلهفة قدوم أي مواطن لشراء الكتاب المدرسي ليندفعوا نحوه.
وأشار المواطن عبد الله، إلى أنه بحاجة إلى توفير 20 كتاباً لأولاده الخمسة، وتعادل قيمتها مرتب شهر، وتساءل: "إذا اشتريت الكتب، فكيف أوفر لهم مأكلهم ومشربهم؟ هناك أسر كادحة لا تستطيع أن توفر الأكل بسهولة، فكيف تعلّم أولادها وتشتري الكتب من السوق السوداء".
وطالب وزارة التعليم بطباعة الكتب وتوفيرها بالمدارس وعدم تحميل كلفتها للمواطن الذي ليست له يد بما يدور في البلاد من أحداث، وانعكاساتها على المعيشة.
ويعد الكتاب المدرسي الركيزة الأولى التي يتعلم منها الطلاب، وفقا لليمنية شيماء رمزي. وتساءلت كيف يسمح المسؤولون بترك مسألة توفير الكتاب للباعة الذين يتلاعبون بأسعاره، كما أن وجوده على الأرصفة لا يجعله متاحاً لكل الطلاب، مشيرة لـ "العربي الجديد"، إلى أن سعر الكتاب في السوق السوداء يكون عبئاً إضافياً على رب الأسرة، فيصل أحيانا إلى ثلاثة أضعاف سعره الحقيقي.
وحاول اليمني عبد الرحمن مكرد، الوصول إلى الكتب الدراسية المطلوب توفيرها لأشقائه من السوق السوداء، ووجدها بعد رحلة بحث دامت ساعة تقريبا. وأوضح أن التعليم في البلاد يمر بكارثة حقيقية، فأسرته مكونة من 10 طلاب، وتوفير الكتب لهم يتطلب 30 ألف ريال يمني (120 دولاراً أميركياً) على الأقل وهو ما يمثل عائقاً كبيراً على رب الأسرة.
واتفق معه اليمني أمين الرشيدي، وأكد أنه اشترى الكتب المدرسية الخاصة بالنصف الثاني من العام الدراسي من السوق السوداء، من أرصفة حيّ التحرير بالعاصمة صنعاء، مشيراً إلى أن سعر الكتاب الواحد بلغ 500 ريال يمني(دولارين تقريباً).
من جانبه، قال علي الوصابي أحد بائعي الكتب، إنه يبيع الكتب المدرسية للطلاب لعدم وجودها في المدارس؛ بسبب الوضع في البلاد، لافتا إلى أن مطابع الكتاب المدرسي ما زالت تطبع الكتب لكن يتم توزيعها على المكتبات الرئيسية، لكن في السوق السوداء ستجد أي كتاب، سواء كان قديماً أو جديداً، فالقديم يعاد استخدامه ونشتريه من الطلاب، وهناك من يحاول أن يطبع الكتب الدراسية في المطابع المحلية.