شهود قضية أحداث "بورسعيد" يؤكدون إطلاق الشرطة للنار

04 أكتوبر 2015
الشهود أكدوا إطلاق الشرطة النار على المتظاهرين(أرشيف، العربي الجديد)
+ الخط -
أجّلت محكمة جنايات بورسعيد المصرية، اليوم الأحد، نظر قضية أحداث سجن بورسعيد التي يحاكم فيها 51 متهمًا من أبناء ‏بورسعيد، المتهمين بقتل الضابط أحمد البلكي، وأمين شرطة أيمن العفيفي، و40 آخرين، وإصابة أكثر من 150 آخرين، أيام 26 ‏و27 و28 يناير/كانون الثاني 2013، إلى جلسة يوم غد الإثنين، لاستكمال سماع الشهود في القضية‎.‎

واستمعت المحكمة، في جلسة اليوم، إلى مجموعة من الشهود، حيث قال أحمد محمد عبدالباري، والذي يعمل "بحريا على مركب" ‏‏(صيادا) في بورسعيد، إنه يوم 27 يناير/كانون الثاني 2013، وأثناء تشييع جثامين المتوفين في الأحداث التي أعقبت النطق ‏بالحكم في قضية "مذبحة بورسعيد بين فريقي كرة القدم الأهلي وبورسعيد" من مسجد "مريم"، قامت قوات الشرطة بإطلاق ‏‏"طلقات صوت" في البداية للتفريق‎.‎

وتابع شهادته بالتأكيد أنه وبعد وصول المسيرة المشيعة إلى منطقة "الجبانة"، بالقرب من نادي "الشرطة - جراند سكاي"، واجهتهم ‏مدرعة للشرطة بإطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريق المشيعين، وبعد ذلك وأثناء انشغال المشيّعين بترتيب صفوفهم واستعادة ‏التوابيت التي سقطت أثناء التفريق، بدأ التعامل معه بـ"الرصاص الحي"، متهماً "ملثمين" متمركزين فوق سطح النادي بأنهم من ‏كان يطلق النار وتعمدوا إصابتهم‎.‎

وأشار الشاهد إلى أنه وبعد سقوط أحد الصبية بسبب التعامل الأمني بالرصاص الحي، وأثناء محاولته إنقاذه، باغتته رصاصة في ‏رأسه، مشيراً للمحكمة إلى مكان الإصابة تحديداً، إلا أن العناية الإلهية أنقذته بعدم اختراق الرصاصة المخ، مؤكداً أن الرصاصة ‏جاءته من قناصة النادي، مضيفا أنه رأى دخانا ولكنه لم يعلم من قام بإحراق نادي الشرطة أو من اقتحم نادي القوات المسلحة‎.‎

وفي ذات السياق، استمعت المحكمة لشهادة محمد السيد تاج الدين، والذي حضر للمحكمة متكئاً على "عكاز"، مؤكداً أنه أصيب ‏برصاصة باغتته من جهة "سجن بورسعيد"، وأنه رأى الشرطة متواجدة، وهي من قامت بإطلاق النار‎.‎

فيما قال الشاهد محمد حمدي السيد رجب، أحد شهود النفي المقدمين من قبل دفاع المتهمين في القضية، إنه أُصيب يوم 27 يناير/‏كانون الثاني 2013، أثناء خروجه من المحل الذي يعمل به في الشارع التجاري، وأثناء توجهه إلى شارع الثلاثيني، فوجئ بمدرعة ‏يعتليها مقنعون تقوم بإطلاق النار العشوائي، ليصاب بعيار ناري أصابه في البطن، وأشار إلى أنه لم تكن تفصله عن المدرعة سوى ‏خمسة أمتار‎.‎

اقرأ أيضا: هشام بركات.. ميدان ومذبحة مصرية

وفي ذات السياق، استمعت المحكمة لشهادة أحمد ممدوح، والذي يبلغ من العمر 19 سنة، والذي أكد أنه أصيب يوم 27 يناير/كانون ‏الثاني 2013، وأشار إلى أنه أول مُصاب دخل المستشفى في الأحداث التي أعقبت الحكم، وأن الرصاصة جاءته من مدرعة أثناء ‏توجهه إلى شارع الثلاثيني، مبدياً عدم معرفته سبب إطلاق النار‎.‎

ومن جهته، قال الشاهد محمد بكر الصديق، والذي يعمل "كهربائي سيارات"، إنه يوم الحادث اتصل به أحد الزبائن بسبب عطل في ‏سيارته، فتوجه بالفعل إلى المكان المتفق عليه، فسمع حينها إطلاق نار، فاختبأ إثر ذلك بأحد الأكشاك، وأصيب بعيار ناري‎.‎

‎ ‎وتابع الشاهد مؤكداً أن الشرطة هي من أطلقت النيران، معقباً بأن "المفروض الشرطة والحكومة متضربناش بالنار لأن احنا ‏منهم"، مشدداً للمحكمة على أنه لم يرَ مطلق النار، واستخدم تعبير "أنا حالف يمين"، إلا أنه كان من اتجاه الشرطة دون أن يرى ‏الشخص تحديدا‎.‎

وكان الدفاع كشف، في جلسات سابقة، أن المتهمين يعانون من "التعذيب والتأديب" في السجون دون سبب، حيث تمنع عنهم ‏الزيارة، ويتم حبسهم في زنازين انفرادية، وتقلل لهم الوجبات الغذائية لوجبة واحدة يوميا، وتكون وجبة فاسدة وكميتها قليلة، ‏بخلاف إهانتهم بالسب والقذف، والتعدي عليهم بالضرب، وذلك منذ إلقاء القبض عليهم‎.‎

وزعمت النيابة العامة أن المتهمين أعدوا أسلحة نارية "بنادق آلية وخرطوش ومسدسات"، واندسوا وسط المتظاهرين السلميين ‏والمعترضين على نقل المتهمين في قضية "مذبحة بورسعيد"، التي وقعت عقب مباراة كرة القدم بين ناديي الأهلي والمصري ‏البورسعيدي، إلى محكمة في القاهرة بدلا من انعقادها المفترض، وفقا للنطاق الجغرافي، في بورسعيد‎.‎

وأضافت أن المتهمين انتشروا في محيط سجن بورسعيد العمومي والشوارع المحيطة، وعقب صدور الحكم بإعدام عدد من ‏المتهمين، قاموا بإطلاق الأعيرة النارية من أسلحة مختلفة صوب المجني عليهم، قاصدين من ذلك قتلهم وإحداث الإصابات ‏الموضوعة بتقرير التشريح والتي أودت بحياتهم، وإصابة آخرين جراء هذه الطلقات‎.‎
المساهمون