يواصل الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة، بعد محاولاته تجميل صورته، بإعلان هدنة إنسانية من طرف واحد، خرقها في الدقيقة السابعة، بعد دخولها حيز التنفيذ. وبدت شوارع القطاع عنواناً للدمار، وسط أزمة إنسانية صعبة، ضحيتها أكثر من مليوني فلسطيني، في وقت، تعهّدت فيه "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، بتصعيد عمليات المقاومة "حتى إذعان الاحتلال لشروطها". واستهدفت "السرايا"، تجمّعات الاحتلال وحشوده العسكرية، بقذائف صاروخية متعددة في الساعات الماضية، فيما قصفت "أسدود" بصاروخي "غراد"، ومستوطنة "سديروت" بخمسة صواريخ "107".
وأعلنت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، قصفها حشود الاحتلال بمنطقة السريج بستة صواريخ "107"، وموقع "زيكيم" بقذيفتي هاون عيار 120 ملم، إضافة إلى استهدافها، موقع "إيرز" العسكري بقذيفتي هاون.
واستغلت الطواقم الطبية، ساعات التهدئة القليلة، لانتشال جثامين شهداء، فُقدوا تحت أنقاض منازلهم منذ أيام طويلة. وأشارت وزارة الصحة إلى أن "32 شهيداً تم انتشالهم من مناطق متفرقة من القطاع، إلى جانب 21 استشهدوا، اليوم الإثنين". وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الطبيب أشرف القدرة، إن "شهداء العدوان المتواصل على القطاع بلغوا 1876، إلى جانب 9740 جريحاً".
وانتشلت الطواقم الطبية، جثماني ابراهيم المشهراوي وابتسام البكري، من تحت أنقاض منزلهم الذي تعرض للقصف الإسرائيلي، في الدقائق الأولى للتهدئة المزعومة. ليضافوا إلى طفلة في الثامنة من عائلة البكري، استشهدت في وقت سابق في المنزل ذاته.
وفي مدينة رفح، جنوب القطاع، استشهد الطفلان محمد وأمل أمجد عويضة، في قصف استهدف منزل عائلتهما في المدينة. واستشهدت كذلك في المدينة ذاتها، الممرضة كرم ضهير، بقصف على منزل عائلتها.
وانتشلت الطواقم الطبية أيضاً، جثامين ثلاثة شهداء من حي الشجاعية، وهم محمد صالح شمالي، محمد فوزي بهار، ومحمد حسني سكر. كما انتشلت الطواقم الطبية جثامين ثلاثة شهداء من شمال القطاع، وقد عثر على جثثهم متحللة، بعد أن تُركوا لأيام.
وفي خانيونس، استشهد الشابان، محمود زكي اللحام، وأحمد عبد الحليم الأسطل، في قصف للطيران الحربي على المدينة، ووصل الشهيدان إلى مستشفى ناصر الطبي في المدينة، وفي المستشفى ذاته وصل جثمان أحد الشهداء متحللاً، ولم يجر التعرف على هويته.
ويغرق قطاع غزة في الظلام، منذ نحو عشرة أيام، عقب قصف الاحتلال الإسرائيلي مخازن وقود محطة توليد الكهرباء، ومع هذا الظلام تبدو غزة مقبلة على كوارث بيئية ومشاكل صحية، وفق مسؤولين ومنظمات حقوق إنسان محلية.
ووفق تقديرات، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فإن "نصف مليون فلسطيني من سكان المناطق الحدودية، لا يزالون في مراكز الإيواء ومراكز المدن والمخيمات، هرباً من القتل الذي يهددهم به جيش الاحتلال الذي أعاد انتشاره في بعض المناطق على الحدود مع غزة".
كما حذّر مركز "الميزان" لحقوق الإنسان في غزة، من مجزرة حقيقية تتواصل فصولها في مدينة رفح الجنوبية، بعد تبني المجتمع الدولي رواية الاحتلال الإسرائيلي بفقدان جندي شرق المدينة، وما تبعه من عدوان قاسٍ استهدف المدنيين.
ولفت المركز إلى أن "ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي، يشير إلى مخطط لقتل جماعي للسكان بسبب الجوع والعطش ومنع الوصول إلى المستشفيات، إثر غارات للطائرات الحربية النفاثة، استهدفت تقاطعات الطرق الرئيسية داخل الأحياء الشرقية من محافظة رفح، وخصوصاً أحياء السلام والجنينة والتنور".