شهادات وأدلة حول قصف 4 مستشفيات تفضح جرائم حرب روسية في سورية

واشنطن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
14 أكتوبر 2019
B5376517-68B0-4B58-AE5F-27B057F87599
+ الخط -
بيّن تقرير تشرته صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الاثنين، أن الطيران الروسي "قصف أربعة مستشفيات في سورية خلال أربع ساعات" في شهر مايو/أيار الماضي، مشيراً إلى أن روسيا دكّت المستشفيات دعماً للنظام السوري، وفق أدلة وشهادات تتبع لطيارين روس.

وتعمد سلاح الجو الروسي قصف المستشفيات في سورية مرارًا وتكرارًا لسحق آخر الجيوب المقاومة للرئيس السوري بشار الأسد، وفقًا لتحقيق الصحيفة، الذي اعتمد على تحليل لتسجيلات سلاح الجو الروسي غير المنشور سابقًا، ومراصد حركة الطيران الحربي وبيانات شهود عيان، وتتبعت من خلالها غارات جوية استهدفت أربعة مستشفيات في 12 ساعة فقط في شهر مايو.

ونقلت وسائل الإعلام تقرير "نيويورك تايمز" للتأكيد على أن يوم 5 مايو 2019، الذي وقعت فيه تلك الغارات على مدى 12 ساعة، هو مثال ونموذج مصغر للتدخل العسكري الروسي في الحرب السورية الذي بدأ في سبتمبر/أيلول 2015.

وجمع التقرير مجموعة كبيرة من الأدلة لتحليل تفجيرات المستشفيات يومي 5 و6 مايو. كما أدرج معطيات سبق ونشرتها منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، وهي مجموعة مناصرة تتعقب الهجمات على العاملين في المجال الطبي في سورية، موثقة ما لا يقل عن 583 مثل هذه الهجمات منذ عام 2011، منها 266 غارة جوية منذ تدخل روسيا في سبتمبر 2015. كما بيّنت أن ما لا يقل عن 916 عاملاً طبياً قتلوا في تلك الهجمات.

واستمد التقرير معلومات إضافية توفرت من مواقع التواصل الاجتماعي من سورية، والمقابلات مع الشهود، وسجلات من الجمعيات الخيرية التي كانت تدعم أو تدير المستشفيات الأربعة في الفترة التقريبية للهجمات. كما حصلت صحيفة "نيويورك تايمز" على سجلات يحتفظ بها مراقبو الرحلات على الأرض الذين يحذرون المدنيين من غارات جوية، ودققت في وقت كل غارة لتأكيد أن الطائرات الحربية الروسية كانت تحلق فوقها.

بعد ذلك، استمعت الصحيفة إلى آلاف برامج البث الإذاعي التابعة للقوات الجوية الروسية وحللتها، والتي سجلت أنشطة تجريبية دامت عدة أشهر في السماء فوق شمال غرب سورية. وأكد التقرير أنها حصلت على التسجيلات من قبل شبكة من المراقبين الذين أصروا على عدم الكشف عن هويتهم حرصاً على سلامتهم.

جرائم حرب تنقصها الأدلة

وعلى الرغم من أن قصف المستشفيات عن قصد يعتبر جريمة حرب، إلا أن إثبات المسؤول عن ارتكاب تلك الجرائم يبقى أمرا معقدا وصعبا للغاية، خصوصاً مع افتقار العاملين الطبيين السوريين وجماعات حقوق الإنسان إلى الأدلة الدامغة، بحسب التقرير.

ويضاف إلى ذلك موقف روسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يستخدم الفيتو عند أي محاولة للتدقيق أو التحقيق في الجرائم التي ترتكب في سورية، ما يبقي وكالات الأمم المتحدة مترددة في اتهام القوات الجوية الروسية بالمسؤولية، رغم بدء التحقيق بقصف المستشفيات في أغسطس/آب الماضي.

المستشفيات الأربعة المقصوفة

وذكرت الصحيفة في تحقيقها الاستقصائي أن مستشفى "نبض الحياة" الجراحي، الذي أخلاه طاقمه قبل ثلاثة أيام من قصفه تحسباً من حدوث غارات، كان من بين المنشآت الطبية التي قصفت خلال 12 ساعة في 5 مايو. وأعطى ضابط روسي في غرفة التحكم الإحداثيات التي تتوافق مع المستشفى للطيار الذي رد بعد دقائق بأنه يرى الهدف، وفق الصحيفة. وأعطت غرفة التحكم الإذن للطيار بتنفيذ الغارة في نفس الوقت الذي قام به أحد مراقبي مراصد الطائرات الحربية، المكلف بتحذير المدنيين حول غارات وشيكة، بتسجيل وجود طائرة حربية روسية في المنطقة. وأبلغ الطيار بعد ذلك بأنه ألقى القنابل، ووثق صحافيون محليون، كانوا يصورون المستشفى، ثلاث قنابل تخترق سقفها وتنفجر.

كما تعرض مستشفى كفرنبل الجراحي للقصف عدة مرات. وتماما كما حدث مع الغارة السابقة، وثّقت الصحيفة تسجيل مرصد طائرات تحليق طائرة روسية، تزامناً مع محادثة للقوات الجوية الروسية يقول فيها الطيار أنه "نفذ" الهدف مبلّغا عن ثلاث ضربات بفارق خمس دقائق، ما يتطابق مع تسلسل زمني أعطاه أحد الأطباء.

وقصفت الطائرات الروسية أيضا مستشفى المغارة المركزي في كفرزيتا، ومستشفى الأمل لجراحة العظام خلال فترة 12 ساعة. وأعطت المرافق الأربعة إحداثياتها إلى الأمم المتحدة لإدراجها في قائمة منع الاستهداف. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الشهر الماضي، أنه يجري تحقيقا داخليا حول قصف المستشفيات في سورية التي سبق وأن قدمت إحداثياتها. وتعرضت عشرات المنشآت الطبية التي تملك صلات مع الأمم المتحدة للقصف هذا العام، لكن روسيا نفت أي استهداف متعمد لمنشآت مدنية.

ذات صلة

الصورة
واجهة زجاجية مهشمة في إحدى غرف مستشفى بيروت الحكومي (حسين بيضون)

مجتمع

تواجه المستشفيات في لبنان تهديدات إسرائيلية تذكر اللبنانيين بما شهدوه في قطاع غزة على الشاشات، ويسعى المعنيون إلى مناشدة المسؤولين الدوليين لتحييدها
الصورة
حكاية نازح سوري، 19 يوليو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

فقد النازح السوري محمد طرمان ابنتيه بسبب الحرب السورية وظروف المخيمات التي تنعدم فيها أدنى شروط الحياة، فيما يحارب من أجل توفير الأدوية اللازمة لعلاج ابنه..
الصورة
طفل مصاب بالسرطان ووالدته من غزة في مستشفى المطلع في القدس في 17 أكتوبر 2023 (أحمد غرابلي/ فرانس برس)

مجتمع

قرّرت المؤسسة الأمنية في دولة الاحتلال الإسرائيلي إعادة 20 مريضاً فلسطينياً مصاباً بالسرطان، من بينهم أطفال، إلى قطاع غزة المحاصر رغم تهديد حياتهم بالخطر.
الصورة
غازي عنتاب ورشة حقوقية (العربي الجديد)

سياسة

المساءلة وعدم إفلات مرتكبي الانتهاكات من العقاب، وتوثيق تلك الانتهاكات في سورية، ملفات رئيسية بالنسبة لمعظم منظمات حقوق الإنسان السورية