شهادات جديدة صادمة لأسرى فلسطينيين قاصرين تعرضوا للتعذيب

17 أكتوبر 2017
انتهاكات الاحتلال تطاول الأطفال أيضاً (بييتر تورلني/Getty)
+ الخط -
كشف محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، لؤي عكة، اليوم الثلاثاء، عن شهادات جديدة للأطفال الأسرى القابعين في سجن عوفر العسكري تعرضوا للمعاملة المهينة وللضرب والتعذيب على يد جنود الاحتلال والمحققين الإسرائيليين.

ووفق بيان صادر عن الهيئة الفلسطينية، وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد"، فقد أفاد الأسير معتصم محمود غوانمة (16 سنة)، من سكان مخيم الجلزون، شمال رام الله، والمعتقل في الأول من الشهر الماضي، بأن جنود الاحتلال أيقظوه عند اعتقاله من خلال ضربه بقطع السلاح وهو على سرير النوم، وأن حالة رعب وفزع سادت أجواء البيت وخاصة بين أشقائه الصغار.

وقال إنه "اقتيد إلى معتقل المسكوبية، وهناك جرى معه تحقيق مستمر ومرهق وتحت وابل من التهديد والضغوطات النفسية، وأنه عزل في زنزانة انفرادية لمدة 24 يوما وفي ظروف سيئة وصعبة جدا، إضافة إلى وجود طعام قليل وقذر وسيئ".

بينما أفاد الأسير عمر عماد راضي (15 سنة)، وهو من سكان بيت لحم، المعتقل يوم 26 من الشهر الماضي، من منزله الساعة الثالثة فجرا، بأنه تم الاعتداء عليه بالضرب داخل المنزل وأمام أهله، حيث وجهت إليه الضربات واللكمات على وجهه على يد جنود الاحتلال، وكذلك جرى الاعتداء على شقيقه.

وقال: "خلال اقتيادي خارج البيت، أجلسوني أرضا على ركبتي وانهالوا علي بالضرب المبرح وبشكل عنيف ومستمر وكذلك ضربي بالركلات على كافة أنحاء جسدي".



وأفاد بأن جنود الاحتلال اقتادوه إلى منطقة قبر راحيل في بيت لحم، وهناك قامت مجموعة من الجنود بضرب رأسه عدة مرات في الحائط وبتوجيه لكمات متتالية على البطن، إضافة إلى توجيه الشتائم القذرة إليه.

وبسبب الضرب أصيب راضي بانتفاخ في وجهه وسالت الدماء من رجليه، وتركوه ينزف دون أية إسعافات.

كما أفاد الأسير معاوية أحمد أبو هشهش (17 سنة)، من سكان الخليل، والمعتقل يوم 22 من يونيو/حزيران الماضي، الساعة الواحدة ظهرا من باب الزاوية في الخليل، بأن مجموعة من جنود الاحتلال هاجمته بالضرب واللكمات وبأعقاب البنادق، حيث ضربه الجنود على رأسه بشكل مبرح أدى إلى إصابته بجروح وندوب، وقد نزف الكثير من الدماء على وجهه.

وقال: "نقلوني في سيارة عسكرية وأنا أنزف دون أن أتلقى أي علاج، وأنا معصوب العينين ومقيد الأيدي، ونقلوني إلى مكان لا أعلمه، وهناك بدأ التحقيق معي وأنا في حالة صحية صعبة وتسيل مني الدماء".

وأفاد بأنه تم نقله إلى أحد المستشفيات وهناك لم يقدموا له أي علاج، حيث أجريت له فحوصات روتينية وكانت دماؤه تلطخ ملابسه ووجهه، ثم نقلوه إلى سجن عوفر، غرب رام الله.

إلى ذلك، قال الأسير علي صالح أبو عكر (16 سنة)، من سكان مخيم عايدة في بيت لحم، المعتقل يوم الثاني من الشهر الجاري، الساعة الثالثة فجرا من منزله، إن جنود الاحتلال عاثوا فسادا بالمنزل عند اعتقاله، وتم اقتياده إلى منطقة قبر راحيل في بيت لحم مشيا على الأقدام، وخلال الطريق كانوا يوجهون إليه الضربات والصفعات على وجهه ورأسه.

وجرى التحقيق مع أبو عكر هناك تحت الضرب الشديد من أكثر من جندي. إذ قام أحد الجنود بضرب رأسه بلوح خشبي لإجباره على الاعتراف، وقد شعر بدوخة وعدم القدرة على الرؤية بسبب هذه الضربة المؤلمة.

في سياق آخر، قالت الأسيرة المحرّرة هنادي راشد (22 عاماً)، من الخليل، إن الأسيرات يتعرّضن لانتهاكات يومية داخل سجن "الدامون" ويعانين من الاكتظاظ في زنازينهن.

ووفق بيان لنادي الأسير الفلسطيني، وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد"، فقد أوضحت المحرّرة راشد أن إدارة السّجن تحتجز (23) أسيرة في زنزانتين فقط، مشيرة إلى أن الأسيرات تعرّضن خلال الأشهر الماضية لعدّة عمليات قمع وتنكيل واعتداء عليهن بالضّرب على أيدي السجّانات، كما تعرّضن للعزل في الزنازين الانفرادية.

وبيّن نادي الأسير الفلسطيني أن سلطات الاحتلال أفرجت عن المحرّرة راشد قبل عدّة أيام بعد انتهاء محكوميتها البالغة (16 شهراً)، علماً أنها أم لطفلين، مشيراً إلى أنها كانت قد تعرّضت للتنكيل خلال اعتقالها، إذ قام أحد المحقّقين بضربها على عنقها وظهرها بالعصا، وبالبصق على وجهها والصراخ عليها وشتمها بألفاظ نابية.

يشار إلى أن (57) أسيرة يقبعن في سجون الاحتلال، موزّعات على سجني "الدامون" و"هشارون"، بينهنّ (10) قاصرات وتسع أمّهات.