كان من عادتي أن أُوقِظَه
من رقدته في الحديقة
لأشكو له جنون الأيام
أو جنون أهلي...
ليلتها، قلتُ له:
تعبتُ ويئستُ
من الكرد والترك
والفرس والعرب
أولئك أخوالي وهؤلاء أعمامي...
تعبتُ ويئست؛
أردُّ هذا فيخذلني ذاك
أُعقِّل هذا
فيجنّ الذي عقَّلتُه بالأمس
لم أستطع جمعهم في عيدٍ
ولا في عرس
كم أحببتهم بلا جدوى
كم فكّرتُ فيهم بلا أمل
سعادتُهم الضائعة
أصبحت تُحرق مثل شمس في يدي،
صخرةُ شقائهم
ما عدتُ أستطيع حملها...
كان من عادته أن يرد،
في تلك الليلة
لم أسمع سوى حفيف أوراق الشجر
تسحبه الريح
وكنت حافياً في صمتٍ مطبق
صمتٍ لم أخرج إلى اليوم
من غرفته الباردة.