ويرى مراقبون أنّ أعداد القتلى التي يعلنها العميد سمير، ليست مرتبطة بذكر أسماء بعينها من أهالي سيناء أو خارجها، فضلاً عن عدم ذكر تفاصيل عملية قتل عناصر التنظيم. ويشير المراقبون إلى أنّ الأهم، هو أنه في حساب عدد قتلى التنظيم، منذ بدء العمليات العسكرية قبل عامين وأكثر، فإن العدد اليوم يتجاوز المئات، إذا أضيف إلى العدد الذي كان يعلن عنه المتحدث العسكري السابق العقيد أحمد علي، قبل أن ينتقل إلى العمل مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤسسة الرئاسة. ويرى المراقبون أنّ قتل هذا العدد الكبير من تنظيم مسلح، يشير إلى أنّه على وشك التلاشي تماماً. لكن يدحض المراقبون فكرة تلاشي التنظيم، نظراً لزيادة قوته وتطوره النوعي في العمليات، على الرغم من عدد القتلى الكبير بين عناصره، بحسب بيانات المتحدث العسكري، مشيرين إلى أنّه لا يمكن تفسيره، إلا إذا كان عدد أفراد التنظيم يقارب أربعة إلى خمسة آلاف مقاتل.
ويؤكد أهالي المنطقة أنّهم لم يسمعوا عن إقامة جنازات أو دفن لعدد 95 قتيلاً في اشتباكات مع الجيش في سيناء، لافتين إلى أنّه "ربما تكون جنازات سرية أو أن جميع من قُتلوا ليسوا مصريين"، مؤكدين أنّه "لم يتم نقل تلك الجثث إلى مشرحة مستشفى العريش العام، مثلما يحدث في الاشتباكات أو عمليات القتل عادة".
اقرأ أيضاً: ولاية سيناء يتبنى الهجوم على كمائن للجيش المصري
ويعتمد "ولاية سيناء" خلال عملياته ضد الجيش أو الشرطة، نقل القتلى والمصابين في صفوفه وعدم تركهم، فضلاً عن عدم الإعلان عن عدد القتلى. بيد أن حسابات تابعة للتنظيم عبر موقع "تويتر"، تتحدث عن رفض الانجراف إلى الدخول في سجال والرد والنفي على ما ينشر في الإعلام. وكان المتحدث العسكري قد أعلن يوم الأحد الماضي مقتل 59 مقاتلاً، ويوم السبت، مقتل نحو 20 عنصراً من التنظيم.
من جانبه، يقول أحد أبناء الشيخ زويد، هشام لـ"العربي الجديد"، إنّ "عناصر التنظيم يسيرون في الشيخ زويد ورفح وما بينهما، بشكل طبيعي جداً، من دون اعتراض من أحد أو قصف من طيران الجيش". ويشير إلى أن "عدد القتلى الكبير بين عناصر التنظيم، لا دليل عليه، فلم تشيّع جنازات ولم ينتشر أي خبر عن أنّ أحداً من أبناء هذه القبيلة أو العائلة قُتل، إلا بشكل قليل ونادر".
في المقابل، يقول خبير أمني، إن "الأعداد التي يعلن عنها المتحدث العسكري، لا يمكن التأكد منها في الحقيقة إلا بعد رؤية الجثث. ويضيف الخبير (طلب عدم ذكر اسمه) في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "الأزمة تكمن في عدم معرفة أي شيء يخص سيناء، فهناك حالة تعتيم واضحة منذ فترة طويلة، ويرفض الجيش إتاحة المجال للتعرف بشكل دقيق على طبيعة الوضع على الأرض". ويوضح الخبير أنه "من خلال قانون مكافحة الإرهاب، سيتم معاقبة أي شخص يتحدث بكلام خلافاً لما تعلنه الجهات الرسمية، وفي مقدمتها المتحدث العسكري، وهو أمر يزيد الوضع تعقيداً في سيناء"، مؤكّداً أنّ أعداد القتلى الكبيرة في صفوف التنظيمات المسلحة، تعني أن العدد الفعلي يتجاوز بضعة آلاف، مع الأخذ في عين الاعتبار توافد مقاتلين جدد إلى التنظيم.
اقرأ أيضاً: اقتحام كمين أمني بالجيزة و"ولاية سيناء" يتبنى تفجير الجلالة