شكاوى صحية يجب عدم تجاهلها

20 سبتمبر 2014
بعض الأعراض المرضية تكون لها دلالات خطيرة (Getty)
+ الخط -
يبدي الأطباء مخاوف من أمراض تتمثّل خطورتها في التطوّر السريع لأعراضها، وهي أعراض ربما يغفل عن خطرها مَن يصاب بها. وسنحاول هنا أن نعرّفك ببعض هذه الأعراض الشائعة واحتمالات أسبابها وتطورها، علّ هذا يساعدك على تحديد مدى احتياجك لمراجعة طبيبك.

 - صداع شديد مفاجئ
إن الإصابة بألمٍ غريب في الرأس لا يشبه الصداع الذي ينتابك أحياناً، كأن تشعر بألم شديد يظهر بحدّة فجأة في ناحية ما من الرأس، أمر يحتاج إلى تشخيص سريع وربما عناية طبية فورية، لما يعنيه ذلك الألم من احتمالات الإصابة بأمراض نادرة، منها: 
* الصداع القلبي: وهو صداع قد يترافق مع ألم في الصدر وشعور بالإعياء إزاء أي جهد يبذله المريض، ويكون بسبب انخفاض التغذية الدموية الواردة إلى القلب. 
* التهاب السحايا: ويكون الصداع هنا مصاحباً لحمّى وتيبُّس الرقبة، وارتباك أو تشوّش ذهني آخر. 
* التهاب الشريان الصدغي: يكون الصداع مصاحباً بارتفاع بسيط في الحرارة وشعور بالألم عند المضغ أو الكلام، وتكمن خطورة هذا المرض في أنه قد يؤدي إلى فقدان المريض لحاسة الرؤية بصورة دائمة أو مؤقتة في إحدى العينين أو في كلتيهما.
وبعكس الاعتقاد الخاطئ عن ارتباط آلام الرأس بالأورام، فإن الأبحاث بيّنت أن ثلثي مرضى أورام الرأس لم يسبق لهم الشعور بألم حاد في الرأس، وإنما كانوا يعانون في بعض الأحيان من ألم يشبه الشدّ أو الضغط في الرأس، ويزداد هذا الألم سوءاً وشدة خلال أسابيع أو أشهر من بدء ظهوره.

- آلام الصدر
عندما ينتابك شعور قوي بالانزعاج أو بضغط كما لو أن ثِقلا يجثم على صدرك، فقد يكون هذا من أولى دلالات الإصابة بنوبة قلبية، وقد يترافق ذلك مع ألم في الذراع وشعور بالغثيان والتعرّق وقصر في النَفَس.
وتكون الأعراض أقل وضوحاً لدى النساء، حيث قد تترافق مع شعورٍ بالإعياء والحرقة والألم في الجزء العلوي من البطن.
وإذا شعرت بأيٍّ من هذه الأعراض، فعليك بالمسارعة إلى طلب الإسعاف، تحسباً من الأسوأ، لأن أي تأخّر في حال كونها أعراضاً لنوبة قلبية، قد يؤدّي إلى أضرار جسيمة في عضلة القلب.
* الألم في الجزء العلوي من الصدر أو الظهر، قد يكون ناتجاً من تمزّق في الشريان الأبهر، وهي حالة تحتاج إلى رعاية طبية سريعة.
* 10 إلى 20 في المئة من آلام الصدر الشديدة تكون ناتجة من اضطرابات في المعدة والأمعاء، ويمكن علاجها بتناول الأدوية المناسبة، إلا أن من الأفضل اللجوء إلى أقرب قسم إسعاف للتأكد من أن ما ينتابك ليس أعراض نوبةٍ قلبية. 

- ارتفاع الحرارة
يعتبر ارتفاع درجة حرارة الجسم أو "الحمّى" من أوضح مظاهر محاربة الجسم للالتهابات، وهو يكون بوصول الجسم إلى درجة 39.5 فما فوق.
* هذا الارتفاع كثيراً ما يكون علامة على الإصابة بالتهاب المجاري البولية أو ذات الرئة أو التهاب شغاف القلب أو التهاب السحايا، وجميعها حالات يلزمها التداوي بمضادات الالتهاب للتخلّص منها.

ارتفاع حرارة الجسم عارض لكثير من الأمراض


* أما الارتفاع المتوسط في درجات الحرارة، مع تكراره لعدة أسابيع دون سبب واضح، فهو دليل على الإصابة بعدوى التهابية، كالتهاب الجيوب الأنفية أو بعض أنواع السرطانات (كسرطان الدم أو سرطان الغدد اللمفاوية).
* كذلك، يمكن أن تؤدي الإصابة الفيروسية إلى ارتفاع الحرارة والحمى، ويعتمد التشخيص هنا على حالتك الصحية العامة والأعراض الأخرى التي تظهر عليك، وقد تحتاج إلى الدخول إلى المستشفى للتداوي.
 
- خسارة الوزن من دون مبرر
* فقدان أكثر من 5 في المئة من وزن الجسم خلال 6 أشهر، قد يكون دليلاً على الإصابة بالسرطان، إذ ترافق الإصابة بالسرطان خسارة الوزن لدى حوالي ثلث المصابين من كبار السن.
* وجود خلل في إفراز بعض الغدد الصم، خصوصاً الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية، ويترافق نقصان الوزن في هذه الحالة مع أعراض أخرى مثل الشعور بالنزق والتعرق وزيادة الشهية وصعوبة التركيز.
* إذا صاحب فقدان الوزن شعورٌ شديدٌ بالعطش والجوع والإعياء والتبول المتكرر، فقد يكون هذا دليلاً على الإصابة بداء السكري.
* أخيراً، يمكن لبعض الآفات الهضمية أو الأمراض النفسية أن تتسبب في خسارة مبهمة للوزن، حيث أظهرت دراسات أن فقدان الشهية وخسارة الوزن من أكثر أعراض الاكتئاب شيوعاً.

- نزف غير معتاد
الخروج غير المتوقع للدم من الجسم، أمر يستدعي مراجعة طبيب دون تأخر للوصول إلى تشخيص دقيق، وأسبابه متعددة، منها:
* القرحة الهضمية أو سرطان القولون، وهما من أكثر أسباب ظهور النزف أو خروج الدم مع البراز، ويكون الدم ذا لون أسود شبيه بالقطران في حالة القرحة الاثني عشرية أو المعدية، أو ذا لون أحمر في حالة سرطان القولون، وقد يكون نزف الدم الأحمر مع البراز ناتجاً من البواسير الشرجية.
* تقيؤ الدم، قد يدل على الإصابة بسرطان المعدة أو المريء.
* حدوث نزف مهبلي لدى النساء خارج أوقات الدورة الشهرية (خصوصاً لدى النساء في سن اليأس) قد يكون دليلاً على الإصابة بأحد أنواع السرطانات النسائية.
* خروج الدم الأحمر مع البول قد يكون أحد أعراض الإصابة بالتهاب المجاري البولية أو التهاب الكلية الحاد.
* خروج الدم مع القيء، قد يكون ناتجاً من تمزُّق الشعيرات الدموية في القروح المعدية أو في المريء.
* خروج الدم عند السعال، قد يكون ناتجاً من سرطان الرئة، أو حالات غير سرطانية، كالإصابة بالتهاب الشعب الهوائية أو السل.

- قِصر النفس
ضيق النفس دليل على وجود حالة صحية خطيرة، وقد يكون سببه أحد الاحتمالات التالية:
* إذا كانت أصابتك بضيق النَّفسٍ مفاجئة، فقد تكون دليلاً على انسداد الشريان الرئوي بخثرة (جلطة) صدرت من أحد الأوردة العميقة، وتحصل هذه الحالة إذا لازمت السرير لفترة طويلة أو سافرت سفرة بعيدة، أو خضعت لعمل جراحي، ويكون ضيق النفس مترافقاً مع ألمٍ في الصدر وخروج الدم عند السعال.
* إذا شعرت باللهاث وضيق النفس بعد بذل بعض الجهد، مثل التعب من صعود بضع درجات لم تكن تتعب بعد صعودها، فقد يكون السبب انسداداً رئوياً مزمناً، أو ما يدعى "النفاخ الرئوي"، خصوصاً إذا ترافق هذا بضيق النفس مع السعال والإعياء وكنت مدخناً.
* يمكن أن يكون ضيق النفس أحد أعراض قصور القلب، حيث يحدث اللهاث وصعوبة التنفس عندما لا تصل كميةٌ كافيةٌ من الدم الحامل للأوكسجين إلى باقي أعضاء الجسم.
* أخيراً يحدث ضيق النفس، نتيجة للإصابة بالربو أو التهاب الشعب الهوائية أو ذات الرئة.

- التشوّش أو الارتباك المفاجئ
* إذا حصل للشخص تشوّش مفاجئ مع تغيّرات في شخصيته أو ميل للعنف أو صعوبة في التركيز، فمن الضروري المسارعة إلى استشارة الطبيب، لأن هذه الأعراض قد تنم عن وضع خطير يتراوح ما بين الإصابة بورمٍ دماغيٍ، وصولاً إلى نزفٍ داخليٍ في الدماغ، وإذا ما صاحب التشوّش المفاجئ بعض التلعثم في الكلام أو رافقه شعور بخدرٍ وضعفٍ في الوجه أو أحد الأطراف، عليك بالمسارعة إلى أقرب مستشفى قبل مرور 3 ساعات من بدء الأعراض.
* قد يكون التشوّش المفاجئ دليلاً على بعض الالتهابات الشديدة المصاحبة للحمى أو ارتفاع ضغط الدم، أو انخفاض معدلات السكر في الدم.

- ألم البطن الشديد أو المفاجئ
بعض حالات آلام البطن، يندرج ضمن الحالات الخطرة التي تهدد حياة الإنسان وتستوجب الخضوع لعمل جراحي على الفور، منها:
* أن يكون نتيجة انفجار "أم الدم" في الشريان الأبهر البطني، وعندما يحدث هذا، يكون الألم حاداً وشديداً ومتركزاً حول منطقة السرة.
* يمكن أن ينتج الألم من حدوث ثقب في الأحشاء، كانثقاب المعدة أو الأمعاء نتيجة لوجود قرحة فيها سابقاً.
* وجود حصيّات في المرارة، أو عندما تسدّ الحصيّة القناة الصفراوية الجامعة، ويصاحب الألم في هذه الحالة الشعور بالغثيان والإقياء.
* التهاب الرتوج القولونية، وهذا يحدث آلاماً مصاحبة لتغيّرات في عادات التبرز ومترافقاً مع الحمى والغثيان.
* وقد يكون التهاب الزائدة الدودية سبباً في الألم البطني، ويكون محتملاً عادة، خصوصاً لدى كبار السن، ويزداد سوءاً تدريجياً، ثم يتمركز في الربع السفلي الأيمن من البطن.
المساهمون