قال مسؤول في وزارة السياحة المصرية إن شركة تومسون الإنجليزية، وهي أحد فروع الشركة العالمية توى للسياحة والسفر، أوقفت رحلاتها إلى الأقصر، فضلاً عن شركة فرست تشويس التي حذت حذوها، وكانت شركة هيلتون العالمية لإدارة الفنادق قررت في وقت سابق إغلاق أحد فروعها في منطقة نوبيع، بجنوب سيناء (شمال شرق مصر)، بسبب تراجع التدفقات السياحية للمنطقة خلال الفترة الأخيرة.
وبحسب المسؤول، فإن شركة توى تجلب أكثر من 25% من إجمالي السياحة الأوروبية الوافدة لمصر سنوياً، وهو ما يعني تكبّد السياحة المصرية خسائر باهظة، وتمثل السياحة الأوروبية لمصر 72% من حركة السفر الوافدة سنوياً.
وأضاف المسؤول، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، "إن ضعف الطلب على رحلات الأقصر وأسوان، جنوب مصر، هو المسؤول عن إلغاء هاتين الشركتين لرحلاتهما بشكل مؤقت".
وكانت مدينة الأقصر قد تعرضت لهجوم إرهابي بداية الأسبوع الماضي لم يسفر عن إصابة سائحين.
وبحسب المسؤول "ستغيّر طائرات الشركتين وجهاتهما إلى مناطق أخرى، ولكن تواجد خطوط مصر للطيران سيعمل على تخفيف الأزمة".
وقال رئيس غرفة الشركات في جنوب مصر، ثروت العجمي، لـ"العربي الجديد"، إن الإشغالات في الفنادق لا تتجاوز 10% الآن، ما أدى إلى خسائر لأصحاب الشركات.
وأضاف أن غالبية رواد المدينة أجانب، اذ لا يفضّل المصريون المجيء خلال أشهر الصيف، في حين يزداد الإقبال في الشتاء.
وتعتزم وزارة السياحة إطلاق برنامج سياحي يبدأ من يوليو/ تموز وحتى نهاية سبتمبر/ أيلول المقبل بأسعار مخفضة للمصريين.
اقرأ أيضاً: المركزي المصري يمدد العمل بمبادرة دعم القطاع السياحي
وبلغ الدخل السياحي لمصر خلال 9 أشهر من العام المالي الجاري 5.5 مليارات دولار مقابل 3.4 مليارات دولار خلال الفترة نفسها من العام المالي الماضي. ويبدأ العام المالي في مصر من يوليو وحتى نهاية يونيو.
وكان الدخل السياحي قد تهاوى بصورة كبيرة خلال العام المالي 2013/ 2014 إلى 5.1 مليارات دولار مقابل 10 مليارات دولار خلال العام السابق عليه، بسبب أحداث العنف وتفاقم الاضطرابات الأمنية .
وقال المسؤول إن الدخل السياحي يتحسن خلال العام المالي الجاري لكنه لن يتجاوز 8 مليارات دولار.
وتعوّل الحكومة المصرية على تعافي قطاع السياحة، فى إطار رغبتها بخفض العجز إلى 8.5% خلال الثلاث سنوات المقبلة، إلا أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة لا تسعف الحكومة المصرية، ولا سيما في منطقة سيناء المصرية، حيث تتعرض الاستثمارات السياحية لخسائر فادحة بسبب تردي الأوضاع الأمنية وزيادة حدة المواجهات بين الجيش المصري وتنظيم "ولاية سيناء" المسلح، كما تراجع حجم الاستثمارات بالمنطقة خلال الأعوام الأخيرة بأكثر من 7 مليارات جنيه (917 مليون دولار)، على خلفية تنامي العمليات الإرهابية.
وقدّر رؤساء منظمات أعمال مصريين حجم الخسائر التي تكبّدها المستثمرون بسيناء خلال العام الماضي، 2014، جراء تدهور الوضع الأمني بنحو 900 مليون جنيه (118 مليون دولار).
وتشهد سيناء منذ أشهر مواجهات حادة بين الجيش وتنظيم "ولاية سيناء" المسلح راح ضحيتها العشرات.
اقرأ أيضاً: قطاع السياحة المصري يتهم المصارف بالتلكؤ في إنقاذه