شركات سياحة روسية تترقب العودة إلى مصر

07 مارس 2016
مغادرة السياح الروس لمصر أضرّت بالبلدين (Getty)
+ الخط -
لم تقتصر الأثار السلبية الناجمة عن إطالة أمد حظر الرحلات الجوية والسياحية من موسكو إلى القاهرة على الاقتصاد المصري فحسب، بل أثرت أيضا على قطاع السياحة الخارجية الروسية، الذي يتكبد خسائر شهرية تبلغ عشرات ملايين الدولارات حسب تقديرات أصحاب شركات سياحة لـ"العربي الجديد".
ويفاقم استمرار الحظر على الرحلات السياحية إلى تركيا في الموسم الصيفي من معاناة القطاع، في ظل تأكيد السلطات الروسية على أن الخلاف مع تركيا سياسي، بينما يعود حظر الرحلات إلى مصر إلى مسائل أمنية بحتة.
وبذلك لا يبقى للشركات الروسية سوى الأمل في رفع الحظر عن الرحلات إلى مصر في الأفق المنظور، إذ سبق لهيئة الطيران المدني الروسية أن توقعت تعثر 5 أو 6 شركات طيران روسية بحلول أكتوبر/تشرين الأول المقبل ما لم يتم استئناف الرحلات إلى مصر. وتوقفت شركة "كوغاليم آفيا" المشغلة لرحلة الطائرة المنكوبة في سيناء بالفعل عن تنفيذ رحلاتها، لأنها كانت متخصصة في تنفيذ رحلات الطيران العارض إلى تركيا ومصر.
ويشير نائب رئيس اتحاد الشركات السياحية الروسية، دميتري غورين، إلى أن شركات بلاده تضع خططاً لتنظيم الرحلات إلى مصر بمجرد الإعلان عن رفع الحظر، ولكنها لا تضع مثل هذه الخطط لتركيا.
ويقول غورين لـ"العربي الجديد": "الشركات الروسية لديها دفعات مقدمة مودعة بالفعل لدى الفنادق المصرية، مما سيتيح استئناف الرحلات السياحية بسرعة في حال رفع الحظر. ويشير إلى أنه، بعد رفع الحظر عن الرحلات لمصر في عامي 2011 و2013، عادت السياحة الروسية إلى معدلاتها الطبيعية في ظرف ثلاثة أشهر.
ويضيف أن "الوجهات السياحية داخل روسيا هي المستفيد الأكبر من إغلاق تركيا ومصر، بينما تمكنت تايلاند والهند وفيتنام والإمارات وإسرائيل من الحفاظ على الأعداد السابقة من السياح الروس في الموسم الشتوي، رغم الأزمة الاقتصادية التي تواجه موسكو وتراجع قيمة الروبل. وبالنسبة للحجوزات المبكرة للموسم الصيفي باتت اليونان وبلغاريا وقبرص في مقدمة المشهد".
وعند عودة السياحة الروسية إلى المنتجعات المصرية سيكون أكبر تحدٍّ أمام مصر لجذب الأعداد السابقة من السياح، بحسب غورين، هو سعر صرف الروبل الذي تراجع من 34 روبلا للدولار في يونيو/حزيران 2014 إلى أكثر من 70 روبلا للدولار حاليا، وما ترتب عليه من ارتفاع أسعار تذاكر الطيران والإقامة في الفنادق.

ونتيجة للأزمة الاقتصادية تراجعت السياحة الخارجية الروسية خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2015، أي حتى قبل إغلاق تركيا ومصر، بنسبة 31% مقارنة بنفس الفترة من عام 2014. إلا أن مصر سجلت آنذاك تراجعا أقل بلغت نسبته 17 % نظرا لأن تكاليف الرحلات إليها كانت أقل من المقاصد الأخرى للسياحة الشاطئية، ليبلغ عدد السياح الروس في مصر خلال هذه الفترة نحو 1.57 مليون سائح. وسجلت تركيا هي الأخرى تراجعا بنسبة 21%، إذ زارها حوالى 2.4 مليونَي سائح.
لكن على المدى البعيد، قد تستقطب المنتجعات المصرية أعدادا متزايدة من محبي السياحة الشاطئية من روسيا في حال استمرار حظر الرحلات إلى تركيا، وستتمكن القاهرة في هذه الحالة من تعويض جزء من الخسائر جراء انهيار الروبل.
وكانت السلطات الروسية قد قررت حظر كافة الرحلات الجوية إلى تركيا بعد حادثة إسقاط قاذفة "سو-24"، على الحدود التركية السورية، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ورغم أن رئيس مجلس الدوما (النواب) الروسي، سيرغي ناريشكين، أعلن خلال زيارته إلى القاهرة في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي عن إمكانية رفع الحظر عن الرحلات إلى مصر قريباً، إلا أن السلطات الروسية لم تكشف حتى الآن عن أي موعد محتمل لاستئناف حركة النقل الجوي بين البلدين، والتي توقفت بعد حادثة تحطم طائرة "إيرباص-321" الروسية في سيناء في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي نفس السياق، أكد وزير النقل الروسي، مكسيم سوكولوف، الشهر الماضي، أنه قد يتم استئناف الرحلات الجوية إلى مصر، ولكن بعد تشديد إجراءات الأمن بالمطارات المصرية.
وقال الوزير الروسي في تصريحات للصحافيين، "يعود ذلك إلى الجانب المصري. عندما سيوفرون الظروف اللازمة التي ستلبي معايير الأمان، سنراجع وسنتأكد وسنستأنف فورا".
وسبق لشركة "إنتوريست"، إحدى أكبر الشركات السياحية الروسية، أن توقعت استئناف الرحلات الجوية إلى القاهرة في مارس/آذار أو أبريل/نيسان المقبل، وإلى المنتجعات المصرية في سبتمبر/أيلول المقبل.
وتتلهف القاهرة لعودة السياح الرووس في ظل تهاوي عائدات القطاع حسب أحدث الإحصائيات الرسمية، وقال رئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، في تصريحات صحافية الأسبوع الماضي، إن أزمة الطائرة الروسية التي تحطمت في شبه جزيرة سيناء، كبدت السياحة المصرية خسائر تصل إلى 1.2 مليار دولار، حيث تراجعت إيرادات القطاع إلى 6.1 مليارات دولار في 2015 من 7.3 مليارات دولار في 2014.
ومن جانبه أكد محمد أيوب، رئيس غرفة الفنادق المصرية، في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، أن القطاع يواجه منذ أربعة أشهر أعنف أزمة انحسار في حركة السفر الوافدة إلى مصر في تاريخه.



اقرأ أيضا:مصر تبحث فرض رسوم بالدولار على المسافرين
المساهمون