منعت الشرطة الإسرائيلية، بلدية مدينة عرابة في الأراضي المحتلة عام 1948، واللجنة الشعبية في البلدة، من إقامة مهرجان احتفالي اليوم الثلاثاء، بالأسير المحرر حكمت نعامنة، بعد إطلاق سراحه الأحد الماضي، بعد نحو عامين قضاهما في سجون الاحتلال.
وقضى نعامنة الذي كان يدير مؤسسة الأقصى والمقدسات قبل حظر الحركة الإسلامية برئاسة الشيخ رائد صلاح، نحو 24 شهراً، في الأسر الإسرائيلي على خلفية الملف المعروف بـ"عشاق الأقصى"، ووجهت إليه تهم الانتماء إلى تنظيم "مرابطون" الذي حظرته إسرائيل،
و"مدّ المسجد الأقصى بحافلات المصلين".
واعتقل "عشاق الأقصى"، وبينهم نعامنة، قبل نحو عامين، بتهم "القيام بنشاطات معادية للمؤسسة الإسرائيلية في المسجد الأقصى، والانتماء لمنظمة محظورة، وتقديم خدمات تنظيم وتمويل لهذه المنظمة وغيرها من المخالفات". وفق مزاعم الاحتلال.
ويتسق قرار الشرطة بحظر تنظيم المهرجان، مع التهديدات التي أطلقها وزير الداخلية الإسرائيلي، آريه درعي، عبر حسابه على "تويتر"، قبل ساعات قليلة من إطلاق سراح نعامنة، محذراً بلدية عرابة من المشاركة في المهرجان الذي كان مزمعاً اليوم، معتبراً أن نعامنة "يؤيد الأعمال الإرهابية ضد دولة اسرائيل"، ومتوعداً بفرض "عقوبات قاسية" على البلدية إذا شاركت في المهرجان.
ورغم التهديدات والتحذيرات، قوبل الأسير المحرر باستقبال شعبي كبير منذ اللحظة الأولى لاستنشاقه هواء الحرية. وتوافد المهنئون إلى بيته، كما أثنوا على الدور الذي لعبه نصرة للمسجد الأقصى في ظل التضييقات الإسرائيلية.
وتواصلت التحضيرات منذ يوم الأحد من قبل اللجنة الشعبية في عرابة لإقامة المهرجان، قبل أن تعلن الشرطة الإسرائيلية بعد ظهر اليوم عن منعه. واستنكرت اللجنة الشعبية، في بيان وصل "العربي الجديد"، ما قامت به شرطة الاحتلال من منع إقامة احتفال إطلاق سراح الأسير نعامنة.
وأضاف البيان: "كما فرحنا بتحرير حكمت، سنفرح بتحرير القدس والأقصى. ثم نرفع تحيتنا إلى أهلنا في مدينة القدس رأس الحربة في مواجهة الاحتلال وعدوانه على الأقصى. هناك ثمة ضرورة وطنية لتفعيل أشكال المواجهة في ظل التحديات التي تعصف بداخلنا الفلسطيني. وندعو عالمنا العربي والإسلامي للانتصار الجدي للقدس والأقصى بعيداً عن بيانات الشجب والاستنكار، وللاحتلال نقول: القدس لنا وليس لك حق فيه، ومرحبا بالسجون من أجل القدس والأقصى".
من جانبه قال الأسير المحرر حكمت نعامنة، أمام المهنئين: "حبي للمسجد الأقصى مطبوع في قلبي، ولن أتوانى عن زيارته وخدمته بجميع الطرق المتاحة. كانت أشهر اعتقالي مليئة بالحزن على فراق الأهل والأحباب والمسجد الأقصى المبارك منذ اعتقالي"، معتبراً أن "قضية عشاق الأقصى ما هي إلا ذريعة تحاول المؤسسة الإسرائيلية من خلالها أن تثنينا عن واجبنا تجاه المسجد الأقصى المبارك، ولكنها لن تنجح في هذا الأمر. اليوم عزيمتي أكبر. المسجد الأقصى عقيدة، وسنواصل العمل من أجله".
لم تتوقف الأمور عند منع إقامة المهرجان، ولكنها امتدت لإجراء تحقيقات بشأنه. وذكر أحد أعضاء اللجنة الشعبية لـ"العربي الجديد"، أن الشيخ مجدي خطيب، عضو اللجنة وإمام "مسجد علي بن أبي طالب" في مدينة عرابة خضع للتحقيق اليوم الثلاثاء، وذلك لليوم الثاني على التوالي، بعد أن حققت معه الشرطة الإسرائيلية أمس الإثنين أيضاً. وبحسب المصدر، ذكر خطيب بأن التحقيقات معه كانت حول مشاركته في استقبال الأسير المحرر حكمت نعامنة ودوره في تنظيم المهرجان.
وكشف المصدر أن "المحققين زعموا بأن الحركة الإسلامية (الشمالية) المحظورة إسرائيلياً هي التي تقوم على تنظيم فعاليات الاحتفاء بالأسير"، وأن الشرطة هددت خطيب بتوجيه تهم أمنية له فيما لو تم تنظيم المهرجان.
Twitter Post
|
ووفقاً للمصدر، اعتبر خطيب بأن زج الشرطة الإسرائيلية للحركة الإسلامية بالموضوع، "ما هو إلا ذريعة لإلغاء المهرجان، والذي تقوم عليه اللجنة الشعبية وليس الحركة الإسلامية".
Twitter Post
|