أعلن حزب "جبهة التحرير الوطني" (الحزب المركزي للسلطة) في الجزائر، إدانته"بغضب عارم واستياء بالغ، الإعلان المشؤوم لمملكة البحرين تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني الغاصب"، ووصف هذا القرار بـ"المخزي، الذي يأتي أسابيع قليلة بعد تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والكيان الغاصب، ويشكل طعنة أخرى في صدر القضية الفلسطينية، وخيانة مكتملة الأركان، تضاف إلى سلاسل الغدر والجبن والانبطاح، والتي ستظل عاراً يلاحق أصحابها الذين اختاروا الارتماء في أحضان العدو الذي يغتصب الأرض وينتهك العرض".
وشدد بيان لـ"جبهة التحرير الوطني" أنّ "هذا القرار المخزي، الذي ترفضه الجماهير الشريفة في مملكة البحرين وتتصدى له، يقتات من الصمت الرسمي الأشبه بالتواطؤ للجامعة العربية التي تفقد، كل يوم، مقومات وجودها واستمرارها، والتي عجزت عن مجرد إدانة التطبيع الاماراتي الصهيوني، رغم أنه خرق واضح وتجاوز صريح لما يسمى مبادرة السلام العربية"
ودعا الحزب إلى التمسك بالمواقف الثابتة والمبدئية بدعم ومساندة القضية الفلسطينية، وجدد "دعوته لأبناء الشعب الفلسطيني وكافة فصائله الوطنية، إلى رص صفوفهم وتوحيد جهودهم، أكثر من أي وقت مضى، والالتفاف حول جوهر القضية الفلسطينية، وهو طرد الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، متسلحين بعزيمة صلبة وإيمان قوي ويقين راسخ بأن الخيانات لا تزيد أصحاب الحق إلا ثباتا، وأن الطعنات لا تزيد الجسد المقاوم إلا صلابة وقوة".
ودانت "حركة مجتمع السلم" (كبرى الاحزاب الاسلامية في الجزائر) بامتعاض شديد التطبيع البحريني، واعتبر بيان للحركة أنّ "هذا الإعلان المفضوح محاولة أخرى ضمن موجة التطبيع الجديدة التي تستهدف باقي الدول العربية المترهلة"، وجددت "إدانتها الشديدة والرفض المطلق لأي محاولة تهدف إلى شرعنة الاحتلال الصهيوني للأرض والمقدسات وجرائمه الشنيعة في حق إخواننا الفلسطينيين، واعتبار ذلك خيانة كبرى للقضية الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية جمعاء وموروثها الحضاري الطويل والعميق في فلسطين".
واكد البيان أن" نقل العلاقات بين البحرين والكيان الصهيوني من الطبيعة السرية إلى الصورة العلنية لا يعطي الشرعية لهذه العلاقة؛ بل هو مجرد محاولة وقحة وبائسة لتسويق الخنوع والخضوع ومحاولة جر الأمة لتضع يدها في يد المحتل الظالم والقبول بجرائمه"، معتبرا أن "محاولات التطبيع الأخيرة من قبل بعض حكام العرب إنما هدفها الرئيسي تحقيق إنجازات وهمية تدخل في إطار الحملة الانتخابية لترامب قبل أقل من شهرين من الرئاسيات الأميركية، ولإنقاذ المجرم نتنياهو من الأزمات السياسية وفضائح الفساد التي يتخبط فيها نظير تثبيت سلطة هؤلاء الحكام الضعفاء الفاشلين المنبوذين عند شعوبهم".
وحذر الحزب الإسلامي "الدول العربية والإسلامية من الرضوخ للضغوطات المتعددة والقبول بالمسار التطبيعي الخطير الذي يحلم به الكيان الصهيوني، لما يشكله من خطر على مستقبل المنطقة سياسيا واقتصاديا، بما يؤدي إلى استدامة تشظيها وتفكيك نسيجها الاجتماعي الوطني كما وقع للدول العربية التي طبعت بإرادتها من قبل".
ودان بيان ثالث أصدرته "حركة البناء الوطني" (حزب إسلامي) ما وصفه بـ"الاستغلال الصهيوني لأوضاع الأمة بتمرير مشروع التطبيع بالتواطؤ مع أنظمة فاقدة للشرعية الشعبية، وبعيدة عن قرار مواطنيها تجاه الحق الفلسطين".
وأعلنت الحركة أنها تدين "كل خطوة نحو التطبيع، وتجدد موقفها الداعم للحق الفلسطيني المشروع، ومقاومته المستمرة لسياسات الاحتلال والتهويد والتطبيع" كما اعتبرت أن "إعلان تلرئيس الأميركي عن تطبيع بعض الدول العربية مع الاحتلال الصهيوني لفلسطين... يفقد هذه الصفقة مشروعيتها، ويعبر عن انتهاك سيادة هذه الدول العربية وتصدع شرعية نظامها الرسمي".
وثمن بيان حركة البناء "الموقف الوطني الرسمي والشعبي المستمر في دعم الجزائر للحق الفلسطيني"، وطالبت الدبلوماسية الجزائرية بـ"المبادرة لتنسيق جهود التيار الحاضن لفلسطين والداعم لحماية حقوق شعبها ومقدسات الأمة فيها".