شتاء قارس يهدد نازحي ومهجري المخيمات في الشمال السوري

16 نوفمبر 2018
غياب البنى التحتية التي تمكّن مخيماتهم من الصمود (Getty)
+ الخط -


يعيش المهجرون والنازحون في أغلب مناطق الشمال السوري، دون وسائل للتدفئة تدفع البرد القارس عنهم، مع غياب البنى التحتية التي تمكن مخيماتهم من الصمود أمام الأمطار الغزيرة وسيول فصل الشتاء.

وتتفاقم مأساتهم بشكل كبير مع حلول فصل الشتاء رغم المناشدات الإنسانية بوجوب تدخل المنظمات الأممية والدولية لإيجاد حلول لهم، والحدّ من معاناتهم المتجددة، خاصة الأطفال وكبار السن والمرضى. 

وفي السياق، يؤكد مدير مكتب الإعلام في "الرابطة السورية لحقوق اللاجئين"، مضر حماد الأسعد، في تصريحٍ لـ"العربي الجديد" أن الحلول موجودة وقابلة للتطبيق من أجل تجنب الكارثة في مخيمات إدلب، إذ يجب تأهيل البنى التحتية من حيث فرش الطرقات بالحصى وإنشاء دورات المياه والمغاسل، وتوفير خيم مغلفة بالنايلون من الأعلى والعوازل، وتوفير خزانات المياه من أجل مياه صالحة للشرب، إضافة إلى مولدات كهرباء لإنارة هذه المخيمات، وبناء مستودعات كبيرة لتخزين المواد الإغاثية والطبية، وكذلك إنشاء نقاط طبية مع توفير الأدوية والأجهزة الطبية.


ويشير أيضاً إلى ضرورة إشراف الحكومة السورية المؤقتة على كافة المخيمات بالتعاون مع المنظمات الدولية والأمم المتحدة، وإبعاد المليشيات وكل الكتائب التابعة للجيش الحر منها، وجعلها على أطراف المخيمات من أجل حمايتها، مع إدخال المنظمات الدولية والعربية ورجال الإحسان من أجل توفير الأغطية والألبسة وحليب الأطفال للنازحين.

ويحمّل المتحدث، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية مسؤولية ما يحدث في هذه المخيمات من نقص واضح في كل شيء، سواء الأغذية أو الأدوية، وتفشي الأمراض والجوع والموت.

ويضيف: "أرسلنا باسم الرابطة السورية لحقوق اللاجئين كتبا عديدة للكثير من المنظمات الدولية، وناشدنا الكثير من المنظمات ومنها الأمم المتحدة والمنظمات العربية ورجال الخير والمنظمات الإنسانية والخيرية من أجل تقديم المساعدة لهذه المخيمات، خاصة أنه يوجد حوالي 550 مخيما في منطقة إدلب وفي الشمال السوري، وهذه المخيمات بحاجة لكل مقومات الحياة من أجل ألا تحدث كارثة للشعب السوري، وخاصة مخيمات الموت الموجودة في محافظتي الحسكة والرقة، وهي تعاني من النقص الواضح في كل شيء".

ويدعو الأسعد الأمم المتحدة والدول الكبرى إلى إيجاد الحل السياسي من أجل إعادة اللاجئين والمهجرين إلى قراهم ومدنهم وتوفير الأمن فيها.

 وخلال اليومين الماضيين، ضربت السيول العديد من المخيمات في ريفي إدلب وحلب وكذلك المخيمات في ريف الرقة والحسكة ودير الزور، ما جعل النازحين والمهجرين في هذه المخيمات عاجزين عن التعامل معها، مع توقع الأسوأ لفصل الشتاء هذا العام.

ويقول المهجر من ريف حمص الشمالي، ليث عزو(34 عاما) لـ"العربي الجديد": "نجونا من السيول بعد أن تم نقلنا إلى منازل بنيت قرب مخيمنا قرب بلدة ترمانين، الآن ليست لدينا أي وسيلة للتدفئة سوى بعض البطانيات والأغطية، لا نعلم ما إذا كانت إدارة المخيم ستقدم لنا شيئا نستعين به لمواجهة برد الشتاء القارس في المنطقة أم سنتدبر الأمر هكذا دون حل حقيقي".

ولا يخفي عزو خوفه على مصير أطفاله الذين لا يمكنهم تحمّل البرد، خاصة أن المنزل بسقف صفيحي وهو شديد البرودة.

وبالنسبة لخليل العبد من إحدى قرى ريف حماة الشمالي والذي يقيم بمخيم أطمة، فإنه لا يرى أي تغير عن الأعوام الثلاثة الماضية ويقول: "الكثير من الخيم غرقت وجرفها المطر، وبعض المنازل التي بنيت كذلك لم تصمد، والمناشدات التي يطلقها النازحون هنا تذهب هباء".

ويتابع "اعتدنا على هذا الحال ولم نعد نناشد أحداً، لا منظمات إنسانية ولا حكومات ولا غيرها. الطين يطوق الخيم والبرد ونقص المعونات الإغاثية هو شيء دائم، والحال سيبقى كما هو عليه".

المساهمون