شتاء قارس على تجار الملابس في غزة

01 نوفمبر 2014
ركود أسواق الملابس في غزة (العربي الجديد/عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -

مثلت زخات المطر التي تساقطت على قطاع غزة في الأيام الماضية، إشعاراً لأصحاب المحال التجارية للبدء بعرض الملابس والأزياء الخاصة بفصل الشتاء، والتي تكدس بعضها في المخازن منذ الموسم الماضي، إلا أن الضعف ما زال المسيطر على حركة البيع والشراء في أسواق القطاع، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر عند التجار من تفاقم خسائرهم المالية، بعد ضياع موسم الصيف وعيد الفطر؛ بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.

ورغم أن واجهة محل البائع باسم المقيد في شمال القطاع، تتزين بتشكيلة واسعة من ملابس الأطفال والنساء الشتوية، إلا أنه يصف حركة المواطنين نحو الشراء بـ "المتجمدة كليا"، ويقول "منذ ثماني سنوات تتفاقم الخسائر التي يتعرض لها التجار، ويقل الإقبال عاماً بعد الآخر، فالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون، والتي ازدادت سوءاً بعد العدوان هي السبب الأساسي في انعدام حركة البيع، وضعف القدرة الشرائية لدى المواطن".

ويضيف المقيد لـ "العربي الجديد": "يعد موسم الصيف وعيد الفطر من أفضل المواسم في البيع، إلا أنهما كانا الأكثر خسارة للتجار؛ بفعل العدوان الذي استمر لـ 51 يوما، حيث أجبر البائعين على بيع بضاعتهم بأسعار زهيدة في موسم عيد الأضحى؛ خشية أن تتكدس على الرفوف، وأن تتراكم الأعباء المالية عليهم"، مشيراً إلى أن موسم الشتاء الحالي، هو أمل التجار الوحيد في بث الحياة مجددا لمحلاتهم، وتفادي المزيد من الخسائر.

ونبه المقيد إلى أن الأوضاع الراهنة في القطاع، أجبرت المواطنين على شراء الملابس الشعبية، والتي تتميز

بانخفاض سعرها رغم أنها لم تكن تلقى رواجاً في الماضي، مبيناً أن الإنتاج المحلي في قطاع غزة ضعيف، ويقتصر غالباً على بنطلون الجينز يباع بـ (14 دولارا) والجلابيب والعَباءات النسائية (18 دولارا) لكل واحد منهما، ولكنه يحظى بإقبال جيد نحو الشراء.

أما التاجر، نبيل أبو شعبان، فربط بين انتعاش حركة البيع والشراء التي تكاد معدومة حالياً، وبين البدء في إعمار قطاع غزة ورفع الحصار كاملاً عن قطاع غزة ومعابره والسماح بالتبادل التجاري.

وقال أبو شعبان لـ "العربي الجديد": "الإعمار سيشغل آلاف الأيادي العاملة بشتى المجالات، وسيوفر مصدر دخل مالي لمئات الأسر التي تكابد الفقر، مما سيزيد القوة الشرائية لديهم، الأمر الذي يشجعهم على التوجه إلى الأسواق وشراء وما يحتاجونه".

ويدير أبو شعبان مجمعاً تجارياً لبيع الملابس الرجالية وسط مدينة غزة، يعمل به خمسة عمال براتب شهري 200 دولار للشخص. ويشير إلى أنه في الوضع الطبيعي (الانتعاش الاقتصادي) يستوعب المجمع أكثر من 15عاملا، إلا أن ضعف إقبال المواطنين على الشراء، رغم أن أسعار الملابس الأقل منذ سنوات، والخسائر المالية التي تكبدته لضياع موسم عيد الفطر والتي تقدر بنحو 40 ألف دولار، أجبرني على تقليص العدد".

ويأمل التاجر أبو شعبان أن يتغير الحال، ويزداد الإقبال خلال الأسابيع القادمة، ويطرأ تحسن على حركة السفر في معبر رفح الحدودي، والذي يمثل المنفذ الوحيد لتجار غزة للسفر إلى الخارج وإبرام صفقات الاستيراد.

المساهمون