يخرج الداعية الشاب عبد العزيز أبو حمزة برفقة ثلة من الشباب في قافلة إلى عدد من المناطق النائية في المغرب، بهدف سداد الديون الصغيرة للأسر الفقيرة لدى المحال التجارية وحوانيت البقالة، وذلك لتكريس مبدأ التضامن والتآزر بين أفراد المجتمع.
ويحرص الداعية الشاب على التصوير المباشر لمسار "القافلة الخيرية"، التي تحط في عدد من البوادي والقرى البعيدة دون تخطيط مسبق. ويصل أفراد القافلة فجأة إلى أحد الحوانيت، ويطلبون من صاحبه اسم أية أسرة فقيرة أو أية امرأة أرملة تعاني من ديون لم تستطع تسديدها له، ليقوموا بدفع تلك المبالغ.
وتتوقف هذه القافلة التي تقوم بجولة كل شهر في بعض جهات المملكة عند أصحاب المحال التجارية الصغيرة، ويطلبون "كناش الكريدي"، أي الدفتر الذي يحوي السلع المأخوذة بالديْن وقيمتها المالية التي يتوجب على الأسر دفعها للبقال، ويركزون بالخصوص على الحالات الفقيرة والمعدمة، أو حالات الأرامل ويسددون ديونهم بالكامل.
وصرح الداعية الشاب أكثر من مرة في تسجيلاته المرئية بأن رغبته في إشاعة قيم الخير والتكافل بين الناس، ومساعدة الغني للفقير، هي غايته الرئيسية من إطلاق هذا النوع من القوافل الخيرية، والتي غرضها ليس فقط سداد الديون، وإنما توزيع المؤن الغذائية على الفقراء في المناطق النائية.
ويقابل الناس الفقراء هذه المبادرة التضامنية بالفرح والرضى، نظراً لحالتهم الاجتماعية المزرية في مناطق تقاسي من تردي البيئات التحتية، كما تنعدم فيها أحيانا الكهرباء وقنوات الماء الصالح للشرب، فيما يحرص أصحاب القافلة على مبدأ "عدم انتهاك خصوصية هؤلاء الفقراء".
ويرى أصحاب القافلة أن احترام كرامة هذه الفئة من الناس ممن يعجزون عن سداد ديونهم مسألة ذات أهمية، لكون التكافل والتآزر الاجتماعي ليسا مشروطيَن بإهانة الفقراء وتذكيرهم بعجزهم ووضعيتهم المادية، ولأن أداء الدين عن الفقير والمعوز يرفع الشعور بالعجز الاجتماعي.
وقال ناشط يدعى محمد خيري، في تصريح لـ"العربي الجديد" إنه دأب على مبادرة سداد ديون الفقراء في البقالات منذ سنتين، عندما استوقفه مشهد مبكٍ، حين شاهد أرملة مسنة عند صاحب محل تجاري تطلب أن يسجل اقتناءها للبيض في "الكناش"، لكنه طردها بسبب عجزها عن سداد ما لديها من ديون سابقة.
وأضاف أنه منذ تلك الواقعة التي أثرت في نفسيته إلى حدّ كبير، التزم بمبادرة "قافلة الخير" وصار يجمع بعض المبالغ المالية من الأصدقاء، ويذهب إلى أصحاب محال البقالة في الأحياء الفقيرة، ويسدد ديون أصحاب الحالات المعسرة، لتكون مفاجأة سارة لهؤلاء المعوزين.
بدوره، قال حماد، صاحب محل بقالة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن شباباً متطوعين يقصدونه أحياناً ويطلبون منه الاطلاع على دفتر الديون وأسماء من تعسر عليهم سدادها من أجل تأديتها"، مضيفا أنها "مبادرات تدخل الكثير من السعادة في قلوب الفقراء، خاصة عندما يأتي هذا الخبر في عز أزمتهم وحاجتهم".