بعد ساعات طويلة من الاحتفال بقدوم السنة الجديدة، بادرت مجموعة من الشبان المسلمين من كل الجنسيات، بعملية إزالة مخلفات المفرقعات النارية من ساحة المحافظة، وشارع المشاة الشهيرين في عاصمة الدنمارك كوبنهاغن.
دعا أعضاء جمعية "مسلمون لأجل السلام"، منذ يوم الخميس، على صفحتهم في "فيسبوك"، إلى "المشاركة في هذا العمل التطوعي، بغض النظر عن الدين والخلفية. فهذا التقليد الذي تقوم به الجمعية، ينطلق مما تعلمناه من الإسلام، كما الديانات الأخرى، بتقديم جهد إيجابي على كل المستويات في المجتمعات التي نكون جزءا منها".
وعلى الرغم من أن مبادرة هؤلاء الشبان في تنظيف ما تخلفه احتفالات رأس السنة ليس جديدا، إذ انطلقت قبل 10 سنوات في مناطق خارج ووسط العاصمة، إلا أنها هذا العام لاقت اهتماماً إعلامياً وشعبياً، لا سيما من قبل القناة الرسمية الدنماركية، إذ عنونت خبرها الرئيس "أولا صلاة الفجر ثم التنظيف، مرة أخرى يقوم المسلمون بإزالة مخلفات الاحتفال من شوارع كوبنهاغن"، وأضافت القناة الأولى على موقعها، قبل ظهر اليوم الأحد: "بينما الأغلبية كانت تستلقي تحت غطاء النوم صباح اليوم الأول من السنة الجديدة، وفي عتمة الصباح الباكر، كان مسلمون يرتدون ثيابهم ليزيلوا مخلفات احتفال رأس السنة من شوارع العاصمة".
العمل الذي قام به أكثر من 50 شخصاً تم بالاشتراك مع بلدية كوبنهاغن، وشارك فيه مسؤول "الحزب الوطني" كاشف أحمد (دنماركي من أصل باكستاني). وبحسب ما نقل التلفزيون الدنماركي عن المتحدث باسم الجمعية المبادرة، عماد مالك، فإن "الأمر يتعلق ببادرة رمزية تظهر الحب لمدينتنا (كوبنهاغن). ونقوم به لكي يتعلم شبابنا تطوير هذه القيم".
المبادرة الأولى قبل 10 أعوام انطلقت من "فيدأوفر"، في الضواحي، إذ ذهب المسلمون للصلاة فجرا، ثم ارتدوا ملابس العمل وباشروا بتنظيف شوارع مدينتهم. وقبل 6 أعوام، توسعت المبادرة لتصل إلى وسط العاصمة وأشهر معالمها.
ومن التعليقات التي رصدها "العربي الجديد" في وسائل التواصل الاجتماعي، بدا واضحاً التشجيع والإعجاب بمثل هذه المبادرات. كتب أحدهم "سنة سعيدة لكم أيها النشطاء المسلمون، إنكم تقومون بعمل رائع أكثر مما تظنون لأجل السلام". وعلّق الدنماركي، نيكلاس لارسن، "احترام كبير لهذا العمل بوجه كل الكراهية التي يقابلها الإنسان خلال عام كامل. إنه شيء رائع، فلو كان جميع الناس مثلكم لكنا في عالم مثالي".
وكانت الشرطة وبلدية العاصمة قد أحاطت ساحة المحافظة في كوبنهاغن بكتل إسمنتية تخوفاً من هجوم إرهابي.
بدوره، علّق رئيس الحزب الوطني، وعضو مجلس بلدية فيدأوفر، كاشف أحمد، قائلاً "شيء جيد أن نبدأ السنة بشكل إيجابي. لقد التقينا بعد صلاة الفجر جماعة وانطلقنا في مهمتنا التي نراها من وجهة نظر تعليمية للأجيال".