يتجند آلاف التونسيين المنضوين في جمعيات المجتمع المدني لتوفير بعض الحاجيات الضرورية للمحتاجين في المناطق المحرومة في تونس، آخذين زمام المبادرة من مؤسسات الدولة.
وتتزايد نشاطات هذه الجمعيات خلال شهر رمضان بالذات، لتوفير إفطار لائق للأحياء الفقيرة، ولعل نشاط جمعية "وجبة لكل تونسي" بدا لافتاً هذا العام، إذ يعمل شباب الجمعية من المتطوعين على توفير آلاف الوجبات خلال الشهر الفضيل.
وتقول الناشطة في الجمعية هاجر بالشيخ، إن وجبات مجانية مخصصة للمحتاجين والفقراء في تونس ستوفرها الجمعية خلال شهر رمضان.
وأضافت لـ "العربي الجديد" أن فكرة المشروع انطلقت ببادرة شخصية من صاحب مطعم وأربعة أشخاص فقط، لتوفير الطعام للمحتاجين، مبينة أن موائد الإفطار انطلقت بداية من أول ليلة رمضانية، وشملت وجبات لنحو 200 شخص يومياً.
وأوضحت أنهم يوزعون الوجبات إلى جمعيات أخرى منها جمعية الأمهات العازبات ودار للمسنين، إلى جانب 360 وجبة لما يقارب 70 عائلة بمنطقة "سبخة سكرة" في العاصمة، إضافة إلى التكفل بإطعام عائلات أخرى محتاجة في حدود إمكانيات الجمعية.
وبينت أنهم يتناولون الإفطار مع العائلات المعوزة، خاصة وإن بعض العائلات، رغم فقرها تجد حرجاً في حضور الموائد، معتبرة أن المدّ التضامني في تونس تراجع خلال السنوات الأخيرة، في حين أن بعض التونسيين يرغبون في مدّ يد المساعدة، لكنهم لا يعرفون كيف وأين يساعدون المحتاجين.
وأشارت إلى أن صفحة الجمعية على "فيسبوك" تتضمن قائمة بالمواد الغذائية التي يحتاجون إليها، وإن أغلب المساعدات تأتيهم من المواطنين.
وتضيف بالشيخ أنهم يأملون توسيع المشروع ليشمل محافظات أخرى، مبينة أن الجمعية تأسست عام 2014 بفتح مطعم لفائدة المحتاجين يوزع الأكلات مجاناً، كما أحدثت عام 2015 مراكز أخرى في محافظات أريانة وتونس العاصمة والقيروان وهي تقدم أكثر من 15 ألف وجبة.
ولفتت بالشيخ إلى إقامة الجمعية مركزاً في حي التضامن للأطفال المعاقين (منطقة شعبية ذات كثافة سكانية) للعناية بهم وتأمين وجبات يومية للأطفال هناك، مشيرة إلى أن مركز المنيهلة يهتم بنحو 12 عائلة تضم 50 شخصاً، أغلبهم من العائلات المعوزة، إذ يتم تجهيز وجبات العشاء لهم يومياً.
واعتبرت بالشيخ أن "التونسي للتونسي رحمة"، لافتة إلى أن الجمعية افتتحت في مارس/ آذار الماضي مطعماً مجانياً بمنطقة المنيهلة الشعبية، وفضاء لمراجعة الدروس للتلاميذ ومكتبة وقسم ألعاب للأطفال من أبناء المنطقة.
وتمثل تجربة هذه الجمعية التي انطلقت بمبادرة من خمسة أشخاص فقط، نموذجا حيّا لفكرة التطوع التي توسعت كثيراً في تونس في السنوات الأخيرة، وتضم في صفوفها جيلاً من الشباب ترسخت لديه فكرة العمل الخيري والاجتماعي المتكامل، بهدف انتشال الأطفال بالذات من حالة الحاجة الشديدة، وتأمين طعام متوازن لهم، ورعاية متكاملة تشمل التعليم والترفيه، رغم إمكانياتها المادية المحدودة جداً.