شباب البحرين عصي على التشويه والإرهاب

18 ديسمبر 2014
الحوادث الإرهابية لا تعكس المعنى الحقيقي لحرية التعبير (Getty)
+ الخط -

إذا أردت أن تُقيم تطور دولة ما، فانظر لمدى اهتمامها بالشباب ومنجزاتهم ورعايتهم، حينها ستعرف مستقبل هذه الدولة إن كان مشرقاً أم غامضاً، فالرهان على الشباب دائما يكسب، ولذلك هم مُستهدفون بالخير والشر دوماً.

تعتبر مملكة البحرين من الدول الفتية التي يمثل الشباب في عدد سكانها نسبة كبيرة، وللشباب دور فاعل في المجتمع البحريني رغم مطالبتهم ورغبتهم في أدوار أكبر.

يوجد في البحرين 20 جمعية شبابية تنضوي تحت مظلة وزارة التنمية والشؤون الاجتماعية، ولكن لا يوجد من ضمنها جمعيات شبابية سياسية، والتي تكون غالبا تحت مظلة الجمعيات السياسية المُشهرة رسميا.

وتتجنب هذه الجمعيات الشبابية الخوض في العمل السياسي بشكل مباشر، لتجنب الوقوع في دوامة التسييس، أو مخالفة الأهداف التي أنشئت من أجلها، والقوانين التي تمنع هذه الجمعيات الشبابية من ممارسة العمل السياسي مباشرة.

ولكن عندما نقرأ التاريخ بكل جوانبه، سنجد رأياً وتجربةً وحلاً، وحتى الحاضر أعطانا رأياً من الممكن أن نقول أنه مُقنع.

ولكن قبل ذلك ما هو منظور الشباب للسياسة؟ وكيف يرونها ويعرفونها ويفهمونها؟!

والكلام هنا يطول ويحتاج لنظريات وتحليلات ومقارنات، فلذلك نختصر الحديث بالقول إن السياسة هي الحياة، كيف نديرها، كيف نعلم حقوقنا وواجباتنا، كيف ندافع عن فكرتنا ونحترم فكرة غيرنا، كيف نقول (لا) في وقتها ولمن يستحقها، كيف نحافظ على مقدرات بلدنا ونوقف الفساد فيه، كيف نحافظ على حرية التعبير دون التجريح.

وكل ما ذكرته يمكن لأي إنسان العمل به، ما يعني بعبارة أخرى، لكل شاب أن يفهم السياسة، والكلام هنا ليس بالضرورة أن يشمل الممارسة!

وكما أن السياسة لا ترتبط بعمر معين إنما بالممارسة والفكر، وكون معظم الأحزاب والجمعيات السياسية تحوي أقساما شبابية تكون الأمل للمستقبل، نرى العديد من الأحزاب السياسية التي يقودها شباب.

عايشنا هنا، في البحرين، وخلال عام 2011، انتهاكا صارخا لحماس الشباب وصوتهم، من خلال عدة حوادث إرهابية لم تعكس المعنى الحقيقي لحرية التعبير، مما شكل تشويهاً لصورة عمل الشباب البحريني الواعي.

ففي دول الربيع العربي جسد الشباب روحا لثروات بلادهم، دافعاً لمستقبل مشرق، من خلال مبادئ ثورية نبيلة، لم يكن دافعها استقطابا طائفيا أو مصلحة فئوية، أو أجندة خارجية طائفية. وللأسف ما خرجت به أحداث البحرين، حيث لم يكن الدافع إصلاحاً بل إقصاءً، ولم يكن إنصافا لكل مكونات الوطن بل إجحافاً بحقهم.


*البحرين