شاهد تفجير قلعة زعيم المخدرات الكولومبي إسكوبار

23 فبراير 2019
مبنى "موناكو" تحول إلى أنقاض في ثوانٍ (فرانس برس)
+ الخط -
هدمت بلدية مديين الكولومبية أمس بالمتفجرات مبنى "موناكو" الذي كان يقطنه بابلو إسكوبار، أحد أبرز آباء المافيا والمخدرات في العالم، وذلك بعد ما يزيد على ربع قرن من مقتله.

وبين تهليل جماهيري وبكاء من ينظرون إلى إسكوبار بوصفه محسناً لطالما أحاطهم بخيره، تحول المبنى المكون من ستة طوابق إلى أنقاض خلال بضع ثوانٍ.

وكانت السلطات قد اتخذت قرار الهدم في نهاية العام الفائت، لأن المبنى "بات موقعاً لتمجيد الجريمة. ولأن هدم عمارة يعني أيضاً كسر أنماط فكرية".

وقررت البلدية إنشاء حديقة عامة مكان المبنى، تمجيداً لضحايا عصابات المخدرات الذين تقول السلطات إنهم أهملوا، بينما جرى التركيز طوال السنوات الماضية على صناعة أفلام وثائقية ومسلسلات وكتابة مؤلفات تمجد إرثه، وما زال يمكن للسياح في مديين شراء تذكارات وقمصان رسمت عليها صور إسكوبار.

وبث التفجير على التلفزيون، وفي كلمة له قال الرئيس الكولومبي إيفان دوكي "اليوم يسقط هذا المبنى ويبدأ الأمل.. من المستحيل تغيير الماضي، ولكن يمكنك تقديم هدية أفضل ومستقبل أفضل".

وعاش إسكوبار في مبنى موناكو سنوات عدة حتى عام 1988، عندما قصفه منافسون له. وتخلت عائلة إسكوبار عن المبنى، وبقي شاغراً منذ ذلك الحين، ويأتي التفجير لمبنى شاغر ضمن معركة الدولة مع رمزيته لا مع المبنى بحد ذاته.

وقالت البلدية إنه جرت مشاورات مع الجيران والأكاديميين والفنانين المحليين وأسر الضحايا لتصميم الحديقة التذكارية.

يذكر أن سيرة إسكوبار الحافلة عرفت أوج ازدهارها في الثمانينيات من القرن الماضي، إذ حقق نفوذاً سياسياً أوصله إلى البرلمان، لكنه أبعد من ذلك كانت لديه ثروة مالية طائلة دفعته لتشكيل دولة داخل الدولة، فقتل المئات من عناصر الشرطة، في الوقت الذي تغلغل في المجتمع عبر المستشفيات وملاعب الكرة والجمعيات الخيرية التي أغدق عليها من كارتل الكوكايين تحت زعامته.

المساهمون