أثار قرار الحكومة المحلية في محافظة النجف مؤخراً، بتسمية أكبر شوارعها باسم قائد الثورة الإيرانية، علي الخميني، غضباً شعبياً واسعاً بسبب ما وصفوه بأنه استهانة بدماء عشرات آلاف العراقيين الذين قضوا في حرب السنوات الثماني بين البلدين حين كان الخميني رئيساً.
وطالب عراقيون بإلغاء القرار وتسمية الشارع المؤدي إلى مطار المدينة الدولي، بأسماء عراقية أو عربية تاريخية، بدلاً من اسم الزعيم الإيراني.
وأعلنت الحكومة المحلية في محافظة النجف السبت الماضي، عن إطلاق اسم من وصفته بـ"روح الله الخميني" على شارع المدينة الرئيس الرابط بين المطار الدولي بالنجف ومركز المدينة المؤدي إلى مرقد الإمام علي بن أبي طالب المقدس لدى الشيعة، مؤكدة في بيان لها أن وفداً من البعثة الدبلوماسية الإيرانية حضر حفل افتتاح الشارع، في حين أشارت مصادر محلية إلى مقاطعة المواطنين حفل الافتتاح بسبب التسمية.
وكعادة العراقيين الذين لا يجدون متنفساً أفضل من المقاهي ومواقع التواصل الاجتماعي للتنفيس عن غضبهم أو إبداء رأيهم في الموضوع، ضجت صفحات "فيسبوك" وموقع "تويتر" بعبارات رافضة للقرار معتبرة أنه تكريم للجلاد، وأخرى اعتبرته دليلاً على مشروع (فرسنة العراق).
وسأل الناشط علي محمد النجفي "لدينا علماء ومفكرون وقادة وثوار بعدد النجوم. لم تركتها حكومة النجف وتوجهت بكل نفاق إلى الرئيس الإيراني الأسبق الذي مات وعيناه على احتلال العراق".
فيما قالت ميسون أحمد على "فيسبوك": "عاش ومات وهو يتمنى أن يطأ برجله العراق لكنه ظهر اليوم بصورة ويافطة عريضة على أكبر شوارعنا بفضل الأميركان الذين احتلوا البلاد وسلموها على طبق من ذهب لإيران".
وقال الكاتب والصحافي العراقي إياد الدليمي على تويتر "شارع الخميني بالنجف؟ فعلاً الحياء قطرة؟ هذا الرجل قتل بنيران جيشه الآلاف من العراقيين واليوم يسمون شارعاً باسمه".
— اياد الدليمي (@iyad732) February 21, 2015
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
بالمقابل يرفض سائقو سيارات الأجرة والمواطنون تقبل فكرة تغيير اسم الشارع من طريق النجف القديم إلى شارع الإمام الخميني، ويقول فاضل عمران (51 عاماً) لـ"العربي الجديد": منذ عشرين عاماً ونحن نمر على هذا الطريق رغم كثرة التكسرات والمطبات لكنه ممتع، واليوم يريدوننا أن نسميه شارع الخميني بعد تعبيده ووضع إنارة فيه. هذا الأمر ممل ومعيب لا يمكن أن أتخيل تقبل أبناء وآباء الشهداء للموضوع.
فيما انبرى عدد من السياسيين العراقيين للدفاع عن القرار باعتبار الخميني زعيماً إسلامياً وليس سياسياً، فقال عضو حزب الدعوة عن تنظيم الجنوب وائل بركات لـ"العربي الجديد": هناك كثير من الدول تطلق على ساحاتها وشوارعها أسماء زعماء وشخصيات بارزة، فمثلاً ساحة بأربيل تحمل اسم الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسو ميتران، وفي بغداد لدينا جامع الإمام ابن تيمية، والحساسية من الموضوع بتسمية شارع الإمام الخميني هي تعصب طائفي شوفيني مفضوح، مبيناً أن الإيرانيين أطلقوا أيضاً أسماء عربية على شوارع في طهران دون أن يؤدي ذلك إلى مشكلات عندهم كما حدث لدينا، على حد قوله.
ووضعت الحكومة المحلية في النجف سيارة شرطة بطاقم من أربعة عناصر أمن قرب صورة الخميني في وسط الشارع منعاً لتمزيقها أو تشويهها من قبل مواطنين غاضبين يصفهم ضابط بالشرطة العراقية، بأنهم صدّاميون بعثيون.
ويضيف الضابط لـ"العربي الجديد" هناك من سيحاول العبث بالصورة من أتباع صدام والبعث لكنه سيواجه عقوبة العبث بأموال الدولة وتخريبها ويتم اعتقاله.
— بسام النصرالله (@Bassam_Nasralla) February 23, 2015
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
— خالد التمامي (@khalidyatnet) February 23, 2015
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
— مالنا غيرك يا الله (@FiveZerof204) February 22, 2015
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|