شادي ناشر مرشح لجائزة مانديلا

29 يناير 2016
ممثل الشرق الأوسط الوحيد (عبد الله السقاف)
+ الخط -
الإثنين المقبل، قد يكون شادي ناشر الأغبري من ضمن خمسة مرشحين للفوز بجائزة نيلسون مانديلا للسلام. هو الناشط الذي تعرض لمضايقات من طرفي الصراع في اليمن

شادي ناشر الأغبري، هذا الشاب اليمني الناشط، من هؤلاء الذين يرغبون تحقيق شيء ما. هو يبذل منذ سنوات جهوداً جبارة لنشر ثقافة السلام وإرساء ثقافة الحوار. هو يبحث عن السلام في أكثر البؤر توتراً في العالم. من هنا، رشّحته منظمة "سيفيكوس" الدولية لـ"جائزة نيلسون مانديلا للابتكار - فئة السلام - عام 2016"، كممثل وحيد عن اليمن والشرق الأوسط عموماً من بين عشرات المتقدمين. أما ذلك، فعن مشروعه الداعم للسلام الذي أطلقه تحت اسم "مجموعة التجمهر اليمني للسلام".

وشادي ناشر من مدينة تعز (الجنوب)، ناشط ثقافي، اشتهر منذ الثورة الشبابية اليمنية في عام 2011، بموقفه الداعم دائماً لقضايا الإنسان في الداخل اليمني. وقد حاول بإمكانيات متواضعة، العمل على برامج تدريبية عدّة للشباب بهدف نشر ثقافة الحوار وتقبّل الآخر. وانضم إلى صفوف شباب ثورة 11 فبراير/ شباط 2011 وأسس فرقة موسيقية عملت في تأليف وأداء أغانٍ من أجل السلام، فتعرّض لتهديدات من أطراف مجهولة. حينها، قرّر السفر إلى إثيوبيا خوفاً من تعرض حياته للخطر.

في عام 2011، رُشّح لجائزة "حرية التعبير" في جنوب أفريقيا وتمكن من الوصول إلى القائمة النهائية فيها، لكنه لم يتمكن من السفر لعدم حصوله على تأشيرة، بسبب الوضع المضطرب في اليمن في ذلك الحين. وفي نهاية العام نفسه، انتقل إلى جيبوتي وعمل في معهد "لوريانت" كمسؤول عن الأنشطة، لكنه عاد إلى اليمن ونظم نشاطات مع الفرقة الموسيقية التي كان قد شارك في تأسيسها.

مرّة أخرى، في عام 2012، تعرّض للاعتداء من قبل مجموعة مسلحة في صنعاء وصار ملاحقاً. على الرغم من ذلك، لم يتوقف عن تنظيم فعاليات ثقافية هادفة لنشر الوعي في المنتدى العربي للفنون التشكيلية مع عدد من الناشطين. وبين مارس/ آذار وسبتمبر/ أيلول من عام 2013، شارك في فعاليات في غاليري رؤوفة حسن في محافظة صنعاء.

ولأنه ناشط من أجل السلام، عمل شادي لخلق بيئة اجتماعية تدرك معنى ثقافة السلام، فأسس في 2014 فريق "نستطيع" الذي يهتم بنشر وتنظيم الفعاليات الثقافية والفنية. وقد نجح في إحياء أكثر من 40 فعالية موسيقية وثقافية وساهم في خلق تعاون ما بين المؤسسات الثقافية في اليمن.

يقول شادي ناشر لـ"العربي الجديد": "تعرّضت لمضايقات عديدة من قبل طرفَي الصراع في البلاد، بسبب الدعوة إلى السلام ونقد الأطراف التي تتسبب بسيلان الدم اليمني".

ومن بين المبادرات المرتبطة بالسلام، أسس شادي ناشر مع مجموعة من الفنانين فريق "مواطنون"، الذي تألف من فنانين ومثقفين شباب قاموا خلال 2014 وحتى بداية 2015 بسلسلة من الوقفات الاحتجاجية المدنية في وسط العاصمة صنعاء (ميدان التحرير)، ورفعوا شعارات ضد العنف وعمليات الاقتتال في محافظة صعدة (الشمال)، التي اندلعت بين الأطراف المتنازعة وعملت على طغيان الولاءات المذهبية والطائفية على صيغ المواطنة الحداثية التي نادى بها الفريق.

كذلك، شارك في بداية 2015 في حملة "من حقي أغني"، التي أطلقتها مؤسسة الشرق الثقافية بهدف نشر الوعي في المجال الثقافي، كالموسيقى والغناء والرقص والتمثيل. وأيضاً، تعرّض مع فريقه لمضايقات عديدة.

في منتصف عام 2015، ترك الشاب اليمن متنقلاً بين الأردن وماليزيا، وبدأ حياة جديدة بعدما توقفت عجلة الحياة في الوطن. وبقي يعمل على مشروع السلام، يقول: "أسعى إلى تشكيل جبهة ذات شعبية مدنيّة، يكون لها الأثر الفاعل في إنهاء الصراع في اليمن". يضيف أنه "في أثناء وجودي في ماليزيا، بدأت بتنظيم فعالية ثقافية من أجل السلام. لكن ضعف الإمكانات أعاق العمل الذي يهدف إلى تجميع الصف اليمني من أجل السلام ونبذ العصبية المقيتة".

وأخيراً، في عام 2016، رُشّح بصفته مؤسس "مجموعة التجمهر اليمني للسلام" لجائزة "نيلسون مانديلا وغراسا ميشيل للابتكار"، التي تمنحها وتنظمها منظمة "سيفيكوس"، ومقرّها جنوب أفريقيا. وتهدف المنظمة إلى نشر ثقافة السلام ونبذ العنف. ويتنافس شادي مع أكثر من 80 شاباً من مختلف دول العالم، على الجائزة التي تعدّ واحدة من أهم الجوائز العالمية الخاصة بالسلام وحقوق الإنسان.

في الأول من فبراير/ شباط المقبل، يُعلن عن أسماء المرشّحين الذين نالوا أعلى الدرجات على موقع خاص، على أن يبقى خمسة مرشّحين نهائيين كحدّ أقصى عن كل فئة. إلى ذلك، تفتح وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بـ"سيفيكوس"، المجال أمام الجمهور للتعليق وتأييد المرشّحين لغاية 14 فبراير/ شباط المقبل، قبل الإعلان عن الفائزين في إبريل/ نيسان المقبل.

اقرأ أيضاً: توكّل كرمان: الثورة أنثى
المساهمون