تتواصل حالة الارتباك في السوق العراقية لليوم الثاني على التوالي، جراء انتشار شائعة عن دخول مبالغ كبيرة من الدولار الأميركي المسروق من البنوك والمصارف الليبية، والتي تم الكشف عن أرقامها مسبقا.
ورغم نفي البنك المركزي العراقي في بيان رسمي ذلك الأمر داعيا إلى عدم الاستماع للشائعات، إلا أن مكاتب الصرافة والشركات المالية للتحويل وتجارا على حد سواء يؤكدون أن الموضوع مقلق، وبعضهم يتجنب قبول عملة الدولار إلا وعليها ختم البنك المركزي العراقي أو أحد البنوك العراقية المعروفة والمعتمدة في البلاد.
ويعتبر العراق واحدا من البلدان التي تعاني من جرائم غسيل الأموال وتهريب العملة عبر الحدود، وتتورط جماعات إرهابية ومليشيات على حد سواء بذلك مستغلة استشراء الفساد المالي الذي ينخر بمؤسسات الدولة العراقية منذ عام 2003 ولغاية الآن.
وقال البنك المركزي العراقي في بيان صدر اليوم الثلاثاء، إنّ "ما تناقلته وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي من أخبار بشأن دخول عملة الدولار الأميركي من ليبيا هو غير صحيح، وإن إجراءات التحقق من عدم وجودها قد تمت بتبادل المعلومات مع الأجهزة المعنية في داخل العراق وخارجه".
وحذر البنك المركزي في بيانه من "عمليات احتيال ونصب قد يمارسها البعض في هذا المجال"، مؤكدا أنه مستمر باتخاذ إجراءاته الرقابية والتدقيقية في تداول العملات الأجنبية وفقا لتعليماته النافذة، بما يضمن سلامة العملة الأجنبية المتداولة".
ودعا المركزي العراقي إلى "توخي الدقة في تناول الأخبار لما للأخبار غير الدقيقة من آثار سلبية على استقرار النظام المالي والمصرفي في العراق".
في المقابل يقول عاملون في شركات الصرافة إن "الشائعات لا يعرف مصدرها، لكنها ضربت سوق العملة في بغداد والبصرة وأربيل وكل مدن العراق، والمشكلة أنها عطلت الكثير من التعاملات بالدولار".
وقال سعد نصيف وهو مسؤول بشركة تحويل مالي في بغداد لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يمكن تمييز الدولار القادم من ليبيا كونه دولارا ليس بمزور بل أصلي، لكن تم إلغاؤه لأنه مسروق، والمشكلة الأكبر أنه لا يمكن حصر أو معرفة أي العملات التي بها أرقام من تلك التي تم إلغاؤها فعلا"، مضيفا أنه لا يمكن المجازفة بعدم تصديق الموضوع والعودة للمعاملات مع الجميع كون الخطأ سيكلف مبالغ طائلة لذا نعتمد على الثقات فقط".
فيما أوضح الخبير في سوق البورصة ببغداد جمال القيسي أنه "لو كانت الدولارات الليبية قد دخلت فعلا فلن تكون سوى عبر مافيات الدولار القادمة من إيران، كما أن نفي البنك المركزي غير كاف ويجب أن ينزل بفرقه للشارع ويأخذ عينات من تعاملات المكاتب والشركات".
ودعا القيسي المركزي العراقي إلى توضيح الأمور للمواطنين وبيان مدى صدقية وجود دولارات مهربة من ليبيا من عدمه.