سيناريو محاولة "الانقلاب" الفاشل للمالكي على العبادي

03 أكتوبر 2014
العبادي ثمّن جهود أنصار الصرخي ضد المالكي (سبنسر بلات/Getty)
+ الخط -

قدّم رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الشكر للمرجع الديني محمود الحسني الصرخي، لإفشاله "انقلاباً" كان يعدّ له رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، بعد انطلاق تظاهرات كانت مقررة الثلاثاء الماضي، بحسب مصدر مطلع في الحكومة العراقية.

وفي تفاصيل "انقلاب" المالكي الفاشل، يقول مصدر مطلع، لـ"العربي الجديد"، إن "الخطة كانت تقضي بأن يتجمهر الملايين من الشيعة المؤيدين للمالكي، في شوارع بغداد والمحافظات الجنوبية ويقطعون الطرق، ليتحوّل الاحتجاج الى عصيان مدني ضد حكومة العبادي، ومطالبته بالرحيل والعمل وفقاً للاستحقاقات الدستورية التي تمنح المالكي ولاية ثالثة"، بحسب رأيهم.

ويوضح المصدر أن "القائمين على التظاهرة كانوا يعتبرون العبادي فاقداً للشرعية، وأن ما قام به ليس سوى التفاف على الدستور واغتصاب للسلطة، كما حدث في مصر حين استولى عبد الفتاح السيسي على كرسي الرئاسة بعد خلع سلفه المنتخب محمد مرسي".

ويتابع أن الشعارات التي كانت معدّة للتظاهرة تحمل إشارات توحي بتخوين العبادي والضغط عليه حتى الرحيل، مثل: "ارحل يا سيسي العراق، العبادي خذل الدين والمذهب، لا مغادرة حتى التغيير".

ويضيف أن "العبادي ثمّن الجهود المتواصلة لأنصار الصرخي، على وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، التي طالبت بمحاسبة المالكي ومحاكمته والحذر من مخططاته للعودة إلى الحكم".

وكانت قد فشلت، الثلاثاء الماضي، أولى محاولات إسقاط حكومة العبادي ونزع ثقة الشارع العراقي عنها، وذلك بعد تعذّر خروج التظاهرات التي أُعدّ لها مسبقاً، وقد وجّه مسؤولون عراقيون أصابع الاتهام إلى المالكي بالتحريض عليها. وكان مقرراً أن تخرج في محافظات بغداد، البصرة، الناصرية، العمارة، السماوة، الديوانية، النجف، كربلاء، وواسط، للتنديد بـ"فشل" حكومة العبادي.

من جهته، أصدر العبادي أوامره للأجهزة الأمنية باعتقال كل مَن يحاول التظاهر، لأن الجهات الرسمية لم تمنح أية موافقة للتظاهر لأي جهة، معتبراً أن أية تظاهرة هي "غير شرعية ومحاولة مدفوعة الثمن من قبل المالكي لإسقاط الحكومة".

وتعرّض العبادي لانتقادات شديدة من قبل ميليشيات ومرجعيات وتيارات سياسية، بسبب قراره وقف القصف العشوائي على المدن وإبعاد ضباط مقربين من المالكي.

وساءت علاقة الصرخي بالمالكي، بعد الحملات التي قام بها الأخير ضد أنصار المرجع الديني والتي أدت الى مقتل واعتقال وهروب المئات منهم ومغادرة الصرخي إلى خارج العراق بعد اتهامه بدعم "الإرهاب" وإثارة الفوضى في البلاد.