أواخر الشهر الماضي، أطلقت النجمة الكندية، سيلين ديون، الفيديو كليب الرسمي لأغنيتها Imperfections (عيوب) عبر منصتها الرسمية على موقع يوتيوب. الأغنية هي واحدة من ثلاث أغنيات أطلقتها ديون بشكل منفرد تمهيداً لإصدار ألبوم Courage (شجاعة)، المقرر طرحه في الخامس عشر من الشهر الجاري.
تتحدث سيلين ديون، في أغنيتها الجديدة، عن أهمية التصالح مع الذات، وتقبل المرء لجسده بكافة عيوبه، وعن الثقة في النفس. يضيف الكليب إلى الأغنية الكثير من المعاني والمزيد من الجمالية بخيار التصوير باللونين الأبيض والأسود؛ لأنه يحاكي التجربة الشخصية والحقيقية لديون مع جسدها كامرأة في الواحدة والخمسين من عمرها؛ حيث إنها تظهر في الكليب متصارحة ومتصالحة مع جسدها بكافة تفاصيله التي أرهقها الزمن، تتلمسه بمحبة وفخر، ترقص وتغني وتركض وكأنها تقدم عرضاً حيّاً على المسرح، وترتدي ملابس لا تخشى أن تكشف بها أجزاء من جسدها وأن تفضح بجرأة أكبر علامات التقدم بالسن، وتواجه مرآتها بإصرار وتمسح مكياجها بشجاعة، لتظهر كما هي على طبيعتها، وتتلمس تجاعيدها الظاهرة وتبتسم ابتسامة مليئة بحب الحياة.
كانت ديون قد تعرضت منذ رحيل زوجها، رينيه آنخليل، عام 2016، للعديد من الانتقادات من قبل متابعيها وبعض الصحافيين، بسبب نحافتها الزائدة التي تسببت ببروز تجاعيدها، وبسبب ارتدائها أزياء غريبة عنها، لا تشبه أسلوبها القديم الذي اعتاد عليه الجمهور؛ فالبعض ارتأى بأن أزياءها الجديدة لا تناسب عمرها! ومن الواضح أن أغنية "عيوب" جاءت كرد فني من سيلين ديون على منتقديها، لتحمل بأغنيتها رسالة مهمة، مفادها بأنها امرأة حرة وقوية لا تكترث لحاجز العمر.
حظى الفيديو بملايين المشاهدات على يوتيوب، وتناقله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مع تعليقات متضاربة، فالبعض رأى بأن ديون تمكنت من خلال الفيديو أن تصبح ملهمة لعدد كبير من النساء حول العالم، ووصفوا ظهورها من دون مكياج بأنه ظهور شجاع، ولا سيما في هذا العمر. في حين أن البعض تناقل الفيديو لينتقد سيلين ديون، واتهموها بتقليد مغنية البوب الأميركية كريستينا أغيليرا، التي صورت العام الفائت فيديو كليب بعنوان Accelerate وظهرت فيه من دون أن تضع مكياج.
لكن هذه الاتهامات لا تبدو منطقية، فعلى الرغم من ظهور أغيليرا بلا مكياج في الكليب، إلا أن أغنيتها لم يكن لديها أي توجه في التصالح مع الجسد، ولم تحمّلها ذات القضية، وإنما جاءت كمحاولة لإثبات جمال المرأة بلا مكياج، وتم تصوير أغيليرا فيه بطريقة استعراضية، تبرز مفاتنها وهي تقوم بحركات الإغراء بجسد شبه عار يتموضع بوضعيات مليئة بالإيحاءات الإباحية.
وعلى العكس من ذلك، لم تستخدم سيلين ديون جسدها لتغطي عيوبها، بل استعرضت كذلك العيوب بجسدها أيضاً، بلوحة تقدس التصالح مع الذات، لترفع مكانة المرأة فوق معايير الصلاحية الجسدية والجنسية، وتتحدى المجتمع الذي يحدد أدوار المرأة والصورة المقبولة لها بما يناسب مقاييس المجتمع.