سيرين عبد النور: الفراغ الرئاسي أثر في الأوضاع الاقتصادية

08 سبتمبر 2014
الفنان يتأثر سلباً أو إيجاباً بما يحدث في المجتمع(أرشيف/getty)
+ الخط -
* من موقعك كفنانة، كيف تقرئين الاوضاع السياسية والاقتصادية في الدول العربية؟

تعيش الدول العربية منذ سنوات حالة اللااستقرار نتيجة ما يجري من احداث في العديد من الدول، وقد اثرت هذه الاحداث في وتيرة النشاط الاقتصادي، وقبل الحديث عن اعمال الفنانين، فأنا قبل كل شيء مواطنة، أتأثر سلباً وإيجاباً بما يحدث في المجتمع اللبناني، وحتى في الدول العربية، ولاشك أن اعمالي واعمال العديد من الفنانين تأثرت بما يجري من احداث.

* كيف تأثرت اعمالك الفنية من الناحية الاقتصادية؟ وما هي الدول التي اثرت بشكل سلبي على وتيرة اعمالك؟

تأثرت اعمالي الفنية بشكل واضح، واعمال العديد من الفنانين، سابقاً كنت ازور مصر لاحياء حفلات بشكل كبير ومستمر، ولكن مع الاوضاع الامنية المتشنجة، خفت الاعمال الفنية، كما ان معظم الفنانين كانوا يقومون بإحياء حفلات في الدول العربية كتونس، وتوقفت المهرجانات منذ سنوات، وبطبيعة الحال فإن هذا الامر ادى الى انخفاض الاعمال الفنية، وبالتالي انخفاض الاجور، وانا شخصياً سمعت عن وجود العديد من الفنانين الذين يشكون من وضع اقتصادي صعب، بسبب توقف الاعمال.

* برأيك متى سيتغير المشهد الاقتصادي والاجتماعي في الدول العربية عموماً وفي لبنان تحديداً؟

أتمنى ان يتغير الوضع بأسرع وقت ممكن، فالجميع يحتاج الى السلام والأمان، كيف يمكن للمواطن ان يعيش ويمارس نشاطاته الاقتصادية في ظل غياب الأمان، وانا كفنانة كيف يمكنني ان اعود الى نشاطي بزخم كبير في ظل غياب الأمان في الدول العربية، وفي لبنان، اعتقد ان اقتصاد لبنان يكمن في السياحة، وفي غياب الامن تغيب السياحة، وبالتالي يتأثر الاقتصاد اللبناني، لذا اتمنى ان يتبدل المشهد اليوم، ويعود الامن الى جميع الدول، ومنها لبنان لكي نستطيع اكمال حياتنا اليومية بشكل طبيعي.

*في لبنان، وتحديدا هذا العام، كيف تقرئين المشهد الاقتصادي والمعيشي في ظل كل ما يحدث من توترات؟

للاسف الوضع في لبنان صعب للغاية، وانا كمواطنة، اطالب بضرورة اجراء حوار سياسي بين الكتل والاطراف النيابية في لبنان، والاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، فلا يمكن السكوت اكثر من ذلك، والبلاد في شلل دستوري وقانوني، فكيف يمكن للبلاد ان تسير على خطى سليمة في ظل غياب رئيس للجمهورية، والابرزمن هذا هو عدم اتفاق الكتل السياسية على انتخاب رئيس يدير شؤون البلاد، فهذا الامر يعد الابرز والاهم على الاجندة السياسية اللبنانية، ولا يمكن القبول باستمرار الفراغ الدستوري في لبنان، لان ذلك ينعكس سلباً على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية للبنانيين.

*هل تعتقدين ان وجود رئيس للجمهورية سيساهم في حل المشاكل الاقتصادية؟

يجب الفصل بين وجود رئيس للجمهورية، والمشاكل الاقتصادية في لبنان، فالمشاكل موجودة منذ اعوام، وهي تحتاج فعلا الى آليات واجراءات حديثة للحل، لكن غياب رئيس للجمهورية يزيد من تعقيد الامور، ولذا انا اطالب وكمواطنة بانتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت، وان نبدأ صفحة جديدة لمعالجة القضايا الاساسية في لبنان، وابرزها البطالة والفقر، ارقام العاطلين من العمل، باتت مخيفة، كما ان العديد من اللبنانيين باتوا تحت خط الفقر، بسبب غياب فرص العمل، والتباطؤ الاقتصادي، وغياب المشاريع.

*هل تعتقدين ان المشكلة الرئيسية في لبنان تتعلق بالغلاء المعيشي، ام تتعلق بانخفاض الدخل؟

اعتقد ان لبنان يواجه المشكلتين، فهناك انخفاض واضح للاجور والرواتب مقارنة مع الدول العربية، كما ان هناك ارتفاعاً شديداً في اسعار السلع الغذائية، وهذا الامر غير مقبول، كيف يمكن لذوي الدخل المحدود تأمين احتياجاتهم الاساسية في ظل هذا الغلاء في لبنان، الجميع متفق على ان لبنان يعد من اغلى الدول العربية، وبالمقابل، فإن مدخول المواطنين في لبنان لا يزال غير مقبول، واطالب بضرورة تصحيح الاجور، والعمل على مكافحة الغلاء.

*ماهي اقتراحاتك لحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في لبنان، ومن موقعك كفنانة بالدرجة الاولى وكمواطنة تعيش في لبنان؟

أطالب، أولاً بضرورة إيجاد حل لمشكلة البطالة، فلا يمكن القبول ابداً ببقاء الشباب اللبناني عاطلاً من العمل، سنوياً يتخرج الطلاب من الجامعات وبأعداد هائلة، ولا يجدون فرصة للعمل، وتعد هذه المعضلة من ابرز المعضلات التي يواجهها الاقتصاد اللبناني، كما انني أطالب ايضاً، ومجدداً بضرورة إيلاء الحكومات والسياسيين الاهتمام لتوفير الأمان، فعند توفير الأمان، تسير العجلة الاقتصادية بالشكل المطلوب، ويتحسن الوضع تدريجياً.
المساهمون