وأضافت في أول حديث صحافي لها، أنّ "المجزرة لم تكن عادية، فقد كان عدد المصابين كبيرا، 225 جريحاً وأكثر من 37 شهيداً، حتى أن أسرّة المستشفى لم تكف وتقاسم كل جريحين سريرا واحداً، لقد كانت المشاهد مؤثرة جدا، ما دفعني لإطلاق تلك الأبيات لعلي أجد من يساندنا أو يستنكر ما حدث ويحدث لنا منذ نحو شهرين".
وتابعت "العراقيون كالجسد الواحد ليس هناك فرق بين شيعي وسني أو أي طائفة، الوطن يجمعنا ولا أحد يستطيع أن يتخلى عن مسؤوليته في مثل هذه المواقف الإنسانية الحرجة".
وأكملت أمّ الطائي لـ"العربي الجديد": "منذ اليوم الأول للتظاهرات وأنا أقف مع أبنائي في ساحات الاعتصام، أقدم الطعام والشراب، أنظم وأنظف معهم ساحات الاعتصام؛ التظاهرات خرجت سلمية ولن نعود حتى ترحل الحكومة كاملة وإن قدمنا جميع أبنائنا شهداء، ونحن نعلم أن الثورة لا تنتصر من دون تقديم تضحيات بالدم أو المال".
وتابعت "مشهود لأبناء الناصرية بالتضحية، وهم يقفون وقفة رجل واحد، لا تراجع ولا تخاذل حتى نيل المطالب".
وحظيت مناشدة السيدة العراقية لمؤازة أبناء بلدها في محنتهم تجاوبا كبيرا، عقب المجزرة التي تعرضوا لها في الناصرية، مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق، على يد القوات الحكومية التي قتلت عشرات من المتظاهرين وأصابت المئات فجر الخميس.
وتداعى، إثرها، شيوخ ووجهاء وأعيان من الأنبار بالرمادي والفلوجة وهيت والقائم، أبرز مدن المحافظة الواقعة إلى الغرب من البلاد، للإعلان عن استجابتهم للاستغاثة.
Facebook Post |
وقالت الطائي إن رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي، ينتمي إلى الناصرية، لكنه اليوم يقتل أبناء مدينته بدم بارد، وهذا دعاني لأقول له: "متوهم والدك من سمّاك عادلاً، ما بيك شي أنت عادل، لو عندك حمية وكنت عادل، ما تقتل ولدنا بليلة ظلمة".
وناشدت الطائي المنظمات الإنسانية والحقوقية والأممية، للضغط لوقف ما يقع من قتل للأبرياء،
مشيرة إلى أن من بين القتلى أطفال بعمر 13 و14 عاما، وأن أغلب الشباب ممن تعرضوا للإصابة والقتل، لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين عامًا، ذنبهم الوحيد أنهم يطالبون بوطن يحكمه شخص عادل لا يهم من أي طائفة يكون المهم أن يخلص لهذا البلد ولشعبه الجريح.
وتقيم مساجد الفلوجة والرمادي، اليوم الجمعة، مجالس عزاء لضحايا النجف والناصرية، بحسب ما أعلنته مكبرات الصوت في تلك المدن عقب خطبة الجمعة.
Facebook Post |
وكانت اشتباكات قد وقعت في مدينة الناصرية بعد سيطرة متظاهرين على جسري النصر والزيتون وسط المدينة، قبل أن تستعيدها القوات الأمنية بالقوة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 30 متظاهرا وجرح أكثر من 200 آخرين غالبيتهم من الفتية والشباب.