سياسيون بريطانيون يعارضون مقالاً يحرّض على المسلمين

16 اغسطس 2017
الإسلاموفوبيا يغذيها اليمين المتطرف ووسائل إعلامه (Getty)
+ الخط -
أثار مقال تحريضي نشرته صحيفة "ذا صن" غضب كثيرين في المجتمع البريطاني. ووقّع ما يزيد عن 100 سياسي من كل الأحزاب، رسالة مفتوحة تطالب باتخاذ إجراء بشأن استخدام لغة شبيهة سادت في أوقات الحكم النازي حيال المجتمع المسلم في بريطانيا، وفق ما ذكرت صحيفة "الأندبندنت".


وأعرب نواب من أحزاب العمّال والمحافظين والديمقراطيين الليبراليين والخضر، في الرسالة عن غضبهم من لغة الكراهية والتعصّب في المقال الذي وقعه تريفور كافاناه، المحرّر السياسي السابق في الصحيفة.


ويقول كافاناه في المقال، "إنّ الإسلام يشكّل خوفاً غير معلوم، يوحّد بريطانيا وأوروبا على نطاق أوسع"، زاعماً أنّ تلك الظاهرة تتعرض للقمع.


ويوضح في المقال الذي كتبه عقب إدانة 18 شخصاً في نيوكاسل لاغتصابهم فتيات صغيرات، أنّ "القاسم المشترك الذي لا يمكن البوح به حتى مع غضب الأسبوع الماضي حول عصابات الجنس الباكستانية، هو الإسلام". ويضيف: "بفضل رئيس التكافؤ السابق، تريفور فيليبس، وأعضاء البرلمان من حزب العمال، مثل سارة تشامبيون من روثرهام، من المقبول أن نقول، إنّ المسلمين مشكلة محدّدة بعينها وليسوا مشكلة ثقافية". واختتم مقاله بالتساؤل: "ماذا سنفعل بشأن مشكلة المسلمين؟".



دفع هذا المقال، ناز شاه، نائبة من حزب العمّال، إلى تنظيم رسالة وتوجيهها إلى رئيس تحرير صحيفة "ذا صن"، بعد أن وقّع عليها 107 نوّاب وعدد من السياسيين البارزين، بينهم الوزيرة في الحكومة السابقة البارونة سعيدة وارسي، وآنا صبري. كما وقّعها أيضاً كل من وزيرة الظلّ، ديان آبوت، ووزيرة التعليم، أنجيلا راينر، جنباً إلى جنب مع أعضاء البرلمان المحافظين تيم لوتون وغاري سريتر.


وعلى الرّغم من غياب اسم جيريمي كوربين، زعيم حزب العمّال عن قائمة الموقّعين، بيد أنّه رحّب بمضمون الرسالة، مؤكداً أنّ الصحيفة نشرت بيانات تحرّض على الإسلاموفوبيا ووصمت مجتمعات بأكملها. وقال إنّ هذا خطأ خطير ينبغي إدانته. وهو ما تقوم به رسالة ناز شاه العامة بأوضح العبارات الممكنة.




ولم تنشر الرسالة إلا بعد أن رفعت المنظمات اليهودية والإسلامية شكوى مشتركة بشأن المقال إلى المنظّمة الصحافية، وهي منظمة معايير الصحافة المستقلة "IPSO".


أشارت الشكوى إلى أنّ طباعة عبارة "مشكلة المسلمين"، في صحيفة وطنية، تشكّل سابقة خطيرة من نوعها. وأضافت أنّ ما لا شك فيه أنّ كافاناه كان يقارن المسلمين عن قصد بـ "مشكلة اليهود"، وهي عبارة كانت تستخدم في القرن الماضي، والتي جاء ردّ النازيين عليها بعبارة "الحل النهائي" مع المحرقة، بحسب مجلس نواب اليهود البريطانيين في رسالة الشكوى إلى "IPSO".


وتعبّر الرسالة عن الصدمة من استخدام كاتب في القرن الواحد والعشرين، مصطلحات شبيهة بتلك التي تداولها النازيون. وتواصل: "إنّنا على ثقة بأنّكم تعلمون أنّ الإعلام عن الإسلام والمسلمين، خلق جوّاً من العداء تجاههم، كما أنّ جرائم الكراهية ضد المسلمين آخذة في الارتفاع".


وتتابع "يواجه المسلمون حالياً تهديدات من اليمين المتطرّف والجماعات النازية الجديدة في بريطانيا، وبالتالي فإنّ نشر هذه المقالة لا يمكن إلاّ أن يُنظر إليه باعتباره محاولة لإثارة المزيد من الكراهية والعداء للمسلمين".


وناشدت الرسالة "لا تكتفوا بالتراجع عن هذه المقالة فحسب، بل النظر إلى إقالة السيد كيفين مايرز بعد مقالته المعادية للسامية في صحيفة "صنداي تايمز"، ونأخذ في الاعتبار بقوّة، إذا كان تعصّب كافاناه، يتناسب مع رؤيتكم في الصحيفة".


في المقابل، قال متحدّث باسم "ذا صن": "نحن نرفض بشدّة الادّعاء أنّ تريفور كافاناه، يحرّض على الإسلاموفوبيا. وهو يعكس الروابط بين الهجرة والدين والجريمة في سياق محاكمة عصابات الجنس الباكستانية". وأضاف، "أنّه في الواقع يقتبس عن تريفور فيليبس، الرئيس السابق للجنة المساواة وحقوق الإنسان، بالقول إنّ ما يشترك فيه الجناة هو إيمانهم المعلن، وهم مسلمون، كثيرون منهم يدّعون ممارستهم للدين، وهذا ليس من الإسلاموفوبيا. وإنّ أي اقتراح بأنّ هذه المادة تروّج للإسلاموفوبيا، هو قراءة خاطئة ومتعمّدة لموضوع خطير جداً. وعلاوة على ذلك، لم يكن القصد من ذلك معادلة عناصر أخرى من المقال مع مصطلحات مشابهة للنازية".


وقال ممثل "IPSO"، لصحيفة الأندبندنت، أمس الثلاثاء، إنّهم تلقّوا ما مجموعه 150 شكوى بشأن المقالة.