فبعد فوز مرشح الحزب الجمهوري المفاجىء، سادت حالة من التوجس في الأوساط الألمانية كانت علنية على لسان السياسيين الألمان، من الضرر الذي سيلحقه سيد البيت الأبيض الجديد في العلاقات التجارية بين واشنطن وبرلين.
وتكشف الأرقام أنَّ 2.5% من الوظائف في ألمانيا، أي أكثر من مليون فرصة عمل، تتوفر في ظل العلاقات التجارية المباشرة وغير المباشرة مع واشنطن، كما أنَّ 630 ألف عامل ألماني، يعملون حالياً في شركات إدارتها أميركية.
ولم يستبعد الخبير الاقتصادي الألماني في مجموعة "إي إن جي" المالية الهولندية، كارستين بريزينسكي، من تلقي الاقتصاد الألماني ضربة، بسبب سياسات ترامب.
وقال بريزينسكي: "في حال التزم ترامب بالوعود التي أطلقها في حملته الانتخابية، وطبق استراتيجية أميركا أولاً، مع المحافظين، فلن يقتصر الضرر على التجارة الخارجية الألمانية، بل سيمتد ضرره إلى الاستثمارات المحلية الألمانية".
وأشار الخبير الألماني إلى أنَّ برلين بعد مسيرة عشر سنوات، وصلت العام الماضي إلى موقع أهم شريك تجاري للولايات المتحدة، وفي حال تطبيق استراتيجية "أميركا أولاً" فإن ذلك سيخلق مشاكل مالية للمُصدّرين الألمان.
من جانبه، أكد البروفسور الاقتصادي في مدرسة فرانكفورت للإدارة والتمويل، غريغوري فيلكوف، على صوابية الوقوف مليا من أجل الحديث عن تبعات انتخاب ترامب على الاقتصاد الألماني، وإلى صعوبة تخمين مآل الأوضاع في ألمانيا، بعد توليه منصبه الجديد.
وأوضح فيلكوف أن أساس العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبرلين قائمة على التبادل التجاري والاستثمار، والضرر في حال حدوثه سيلحق بالطرفين.
وقال: "إن الجو السياسي المصاحب للإدارة الأميركية الجديدة قد يلحق الضرر بالعلاقات مع برلين، وفي الوقت نفسه ميركل وألمانيا ليسا مستعدين للتلاؤم مع هذا الجو الجديد، وهذا الأمر قد يلحق الضرر بأعمال ومشاريع مشتركة بين الجانبين".
يذكر أن استطلاع للرأي أجراه معهد "فالن" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من القناة الثانية في التلفزيون الألماني "زد دي إف"، أشار إلى تدهور العلاقات الألمانية - الأميركية حال فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.
وذكر نحو 80% ممن شملهم الاستطلاع، أن العلاقات بين البلدين ستسوء حال فاز ترامب في الانتخابات. وتوقع 15% ممن شملهم الاستطلاع أن تتحسن العلاقات بين البلدين حال فوز هيلاري كلينتون بمنصب الرئاسة.