وتمكنت عشرات الأسر المستفيدة من شراء مختلف أصناف الخضروات وغيرها من احتياجاتهم الأساسية، من مشروع السوق الخيري الذي ينفذ بتمويل من فاعل خير قطري وجمعية غيث للإغاثة والتنمية.
ويعتبر السوق الأول من نوعه على مستوى القطاع الذي يعاني سكانه من تردّ في الأوضاع المعيشية والاقتصادية، بفعل الحصار الإسرائيلي المتواصل للعام الثاني عشر على التوالي وتلاحق الحروب الإسرائيلية عليه.
ويشهد القطاع ارتفاعاً كبيراً في معدلات الفقر التي تجاوزت 65 في المائة، في حين يعتمد أكثر من 80 في المائة من السكان على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المؤسسات الأممية والدولية، بالإضافة لارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير لا سيما في صفوف الخريجين والشباب.
ويقول أبو المعتصم نصر الله أحد المستفيدين من المشروع لـ"العربي الجديد"، لقد جاء في التوقيت المناسب، خصوصاً في ظل ما تعانيه الأسر الغزية من تردّ في الأوضاع المعيشية والاقتصادية وغياب فرص العمل.
ويضيف نصر الله، "الكثير من الأسر التي تفتقر إلى مصدر دخل أساسي وثابت استفادت من المشروع، خصوصاً في ظل تقليص المؤسسات الدولية لخدماتها في القطاع بشكل كبير، وعدم وجود بوادر لتحسن الأوضاع بغزة.
ويطالب المواطن الفلسطيني مختلف الأطراف المانحة، بالعمل على دعم مثل هذه المشاريع واستمرارها بشكل شبه دائم، خصوصاً في ظل ازدياد أعداد الفقراء والأسر المحتاجة في القطاع بفعل استمرار الحصار وتردي الأوضاع المعيشية.
أما أبو محمد القصاص، فيتفق مع سابقه في حديثه لـ"العربي الجديد" على أن هذه المشاريع تعتبر هامة بالنسبة للأسر الفقيرة والمحتاجة في القطاع في ظل ما تعانيه بشكل يومي بفعل الأوضاع غير المسبوقة التي وصل إليها السكان في الآونة الأخيرة.
ويوضح القصاص أن استمرارية هذه المشاريع في القطاع من شأنها التخفيف من حدة الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها السكان، بالإضافة لكونها تساهم في التخفيف عن معيلي عشرات الأسر التي ليس لها دخل.
ويلفت المواطن الغزي الذي يعيل أسرة مكونة من 12 فرداً، أن هناك صعوبة كبيرة بالنسبة لأرباب الأسر في توفير كامل الاحتياجات اليومية لأسرهم، في ظل عدم توفر فرص عمل وانسداد الأفق، وارتفاع معدلات الفقر بشكل كبير في صفوف أكثر من مليوني مواطن غزي.
في الأثناء، يقول الناطق باسم المشروع محمد الجمل، إنّه بالأساس إغاثي وتستفيد منه أكثر من 1500 أسرة فلسطينية، ويساهم فيه المستفيدون بنسبة لا تتجاوز 20 في المائة في الوقت الذي يتكفل فاعلو خير قطريون بتغطية 80 في المائة من التكاليف.
ويؤكد الجمل لـ "العربي الجديد" على أن جميع المستفيدين من المشروع هم من الفقراء والمحتاجين الذين جرى جمع أسمائهم عبر لجان الزكاة المنتشرة في القطاع للاستفادة من هذا البرنامج الذي يأمل أن يتكرر خلال الفترة المقبلة.